تجاوزت بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد ازمة المحركات بعدما تم التوصل الى اتفاق يمتد من 2017 حتى 2020 ويقضي بمنح جميع الفرق فرصة الحصول على المحركات من الصانعين اضافة الى خفض التكلفة، وذلك بحسب ما اكد الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" مساء الجمعة.

"هذا الاتفاق الشامل على وحدات الطاقة (محرك البنزين والمحرك الكهربائي) يغطي اربعة مجالات رئيسية تتعلق بالتكاليف وتعرفة التزويد، الالتزام بالتزويد، والتقارب في الاداء والصوت"، هذا ما قاله الاتحاد الدولي "فيا" بعد ساعتين من نهاية التجارب الحرة لجائزة روسيا الكبرى في سوتشي.

وسبق لموقع "اوتسبورت" المتخصص ان كشف بان الاطراف المعنية، من فرق و"فيا" وادارة البطولة "فوم" ومشغلي السباقات، توصلت الى اتفاق بشأن موضوع المحركات وقد اوكل رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الفرنسي جان تود الى المصنعين مهمة ايجاد حلول لتكاليف المحركات وضمان حصول كافة الفرق عليها.

وقد وافق المجلس الاعلى للسيارات على هذه المقترحات التي اصبحت نهائية و"سوف تدرج في اللوائح الفنية والرياضية لبطولة العالم في سباقات فورمولا واحد لعامي 2017 و2018" بحسب ما اكد فيا الذي قال: "يسعد فيا الاعلان انه، وبعد العمل المكثف بالتعاون مع مصنعي المحركات في بطولة فورمولا واحد، ومع دعم مالكي الحقوق التجارية، تم التوصل الى اتفاق بخصوص وحدات الطاقة من 2017 حتى 2020".

وواصل: "وافقت كافة الهيئات المنظمة لبطولة فورمولا واحد على المقترحات، بما فيها موافقة المجلس الاعلى لرياضة المحركات... هذا الاتفاق يتضمن النقاط الاربع وهي: التكاليف، ضمان تزود الفرق بالمحركات، تقارب الاداء، اصوات وحدات الطاقة".

وكان امام اعضاء الجمعية العمومية لبطولة العالم حتى اليوم الجمعة من اجل التصويت عبر الفاكس على قوانين المحركات لعام 2017.

واجتمعت المجموعة الاستراتيجية والجمعية العمومية الثلاثاء من اجل مناقشة القوانين قبل الوصول الى المهلة النهائية التي كانت محددة يوم السبت، وقد تم الاتفاق على اقتراح يتعلق بتكاليف المحركات، ضمان تزود كافة الفرق بالمحركات، اصوات المحركات وتقارب ادائها.

لكن لم يكتمل نصاب الجمعية العمومية التي لم تتمكن من التصويت نتيجة غياب مشغلي السباقات بحسب ما اكدت مصادر "اوتوسبورت"، وبالتالي احتكم الان الى عملية التصويت عبر الفاكس وكان امام كافة الاعضاء حتى ظهر الجمعة من اجل التصويت.

وبموافقة المجلس الاعلى لرياضة المحركات على الاقتراح، استبعدت تماما امكانية اعتماد مزود مستقل للمحركات.

ويسعى الاتحاد الدولي الى تحقيق اهدافه بالحد من النفقات، ومن المفترض فرض خفض تكاليف المحركات ابتداء من الموسم المقبل.

وافادت مصادر "اوتوسبورت" بأن اسعار المحركات ستنخفض بحوالي مليون يورو في 2017 مقارنة مع السعر الحالي، على ان يستمر الانخفاض حتى يصل الى ثلاثة ملايين يورو مع الوصول الى نهاية العقد الحالي بين منظمي البطولة والفرق في عام 2020.

والاهم من ذلك انه تم الاتفاق على ضمان تزود كافة الفرق بالمحركات من قِبل المصنعين.

وسيتم تحديد اسعار المحركات بـ12 مليون يورو ضمن القوانين الرياضية لموسم 2017 كخيار سيطبق فقط في حال خرق القوانين وهو يضمن تزود كافة الفرق بالمحركات.

اما بالنسبة لتقارب الأداء بين مختلف المحركات، افادت مصادر "اوتوسبورت" بأنه ستكون هناك قيود اضافية على الاوزان والابعاد وضغط الدفع ابتداء من 2018.

وسيتم وضع انظمة قياسية من قبل الاتحاد الدولي للسيارات بشكل سنوي لضمان تحقيق هذه المتطلبات.

كما يوجد نية لتخفيض عدد المحركات المسموح به لكل سائق كل موسم، اضافة الى وجود مستشعرات ضغط وحرارة موحدة لكافة الفرق في 2018.

كما كشف "اوتوسبورت" انه يوجد التزام من قبل الاتحاد الدولي تجاه كافة الفرق بضمان عدم تغيير اسلوب ادارة البطولة لحين انتهاء العقد الحالي في 2020.

ومن المؤكد ان الهدف الاساسي من هذا الاتفاق محاولة تخفيض التكاليف وضمان استمرارية الفرق غير المصنعة مثل ريد بول الذي توج باللقب العالمي مع الالماني سيباستيان فيتل في اربعة مواسم متتالية من 2010 حتى 2013 لكنه لم يتمكن من ايجاد محرك للموسم الحاليبعد قرار فض الشراكة مع رينو، وذلك لان مرسيدس ترفض التعامل معه وفيراري تقترح عليه محركات الموسم الحالي ورينو تصب تركيزها على استعادة فريقها من لوتوس وهو الامر الذي نجحت به.

وفي ظل هذه المعضلة قرر القيمون على ريد بول استخدام محرك رينو لكن دون تسميته كشريك في الفريق الذي حمل اسم ريد بول-تاغ هيوير.

وكان مدير ريد بول كريستيان هورنر يمني نفسه باقناع الصانع الالماني فولكسفاغن بتزويده بالمحرك لكن فضيحة الاخير في الولايات المتحدة وغشها في مسألة الانبعاثات الناجمة عن محركات الديزل شكل ضربة قاتلة لهذه المحاولة.

ودخل "فيا" على الخط من اجل اقناع مرسيدس وفيراري بتخفيض سعرهما وبيع المحرك للفرق المستقلة مقابل 12 مليون يورو سنويا، فيما طالب الطرفان بمبلغ يتراوح بين 18 و20 مليون يورو.

وتنحصر مشاركة الصانع الياباني هوندا بتزويد ماكلارين بالمحرك خلال الموسم الحالي، علما بان الشراكة بين الطرفين كانت كارثية في 2015 اذ اكتفى الفريق البريطاني بالمركز التاسع في بطولة الصانعين فيما حل سائقاه، بطلا العالم سابقا، البريطاني جنسون باتون والاسباني فرناندو الونسو في المركزين السادس عشر والسابع عشر على التوالي (لم يكملا في ما بينهما 13 سباقا من اصل 19).

ومع عودة الصانع الفرنسي رينو الى بطولة العالم بعد استعادته فريق لوتوس والمشاركة باسمه الخاص دون تزويد اي فريق بمحركه باستثناء ريد بول (دون دعم رسمي)، فمن المؤكد ان هناك اختلالا في الموازين في ظل مواجهة عملاقين كبيرين مثل مرسيدس وفيراري.

وهذا الواقع يقلق رئيس "فيا" جون تود الذي يعتبر من اتباع التوافق والتوازن في بطولة الفئة الاولى، ولهذا السبب طرح خطة جديدة محورها محرك "منخفض التكلفة".