لا يعد كلاوديو رانييري الذي قاد ليستر سيتي الى مجد الكرة الانكليزية، المدرب الايطالي الوحيد القادر على انتشال فريق من القاع ورفعه الى القمة، اذ نجح مواطنه جاني دي بيازي بالارتقاء الى مصاف الابطال في البانيا.

قاد المدرب الحكيم المنتخب البلقاني الى كأس اوروبا 2016 لكرة القدم، ليشارك في أول بطولة كبرى في تاريخه. انجاز دفع رئيس البلاد الى منحه جواز سفر الباني. قال رئيس الوزراء متحمسا: "عزيزي جاني، الكلمات لا يمكنها أن تعبر عن مدى شكري لك".

صاحب التأهل احتفالات في تيرانا وبريستينا عاصمة كوسوفو المجاورة والتي ينحدر معظم ابنائها من اثنية البانية.

مشاهد الاحتفالات الصاخبة لم يكن ممكنا تخيلها قبل بدء التصفيات، وخصوصا بعد استلام بيازي مهامه في 2011.

حلت البانيا في وصافة قاع مجموعتها خلال تصفيات كأس اوروبا 2012.

برغم بعض النتائج المشجعة في تصفيات كأس العالم 2014، على غرار فوزها على ارض النروج، الا انها حلت خامسة من اصل 6 منتخبات في مجموعتها.

وقعت مع البرتغال والدنمارك بالاضافة الى غريمتها صربيا في تصفيات أوروبا 2016، فلم يرشحها احد للتأهل.

قال دي بيازي (59 عاما) الذي يقر عدم معرفته الكثير عن البانيا عندما قبل التحدي: "عندما قلت ان البانيا قادرة على التأهل، سخر الجميع مني".

لكن بفضل اداء دفاعي ايطالي صلب زرعه المدرب في نفوس اللاعبين، نجح دي بيازي الذي اشرف سابقا على تورينو واودينيزي في قيادة "كوك اي زينيتي" الى الادوار النهائية.

افتتح دي بيازي مشواره بفوز صادم على ارض البرتغال 1-صفر في لشبونة، ولم تنجح الدنمارك في تخطي فريقه على ارضه، ولم تتلق شباكه اكثر من 5 اهداف ضمن التصفيات.

مفتاح نجاح دي بيازي كان استراتيجية التعويل على المواهب الشابة من خلال الشتات الالباني الموزع في القارة الاوروبية.

كثيرون منهم يحملون الوان سويسرا على غرار جيردان شاكيري وفالون بهرامي وغرانيت جاكا او المانيا مثل شكودران مصطفي.

- موهوب ومحفز -

بمساعدة لوريك سانا قائد المنتخب المولود في كوسوفو، وصاحب الخبرة الدفاعية مع لاتسيو الايطالي، نقل دي بيازي افكاره الى اللاعبين داخل غرف الملابس. اقنع الثنائي، لاعبين مثل شقيق جاكا، تولنت، وآخرين من بينهم مرجيم مافراج، بالانضمام الى البانيا برغم رفضهم السابق.

يصف نفسه بـ"الموهوب" في تحفيز اللاعبين و"منظم جيد"، لكنه عبر عن مخاوفه خلال مواجهة صربيا في بلغراد في اكتوبر 2014.

قال في تصريح الكتروني: "كنت مدركا تماما ان اللاعبين متوترون. قال لي البعض انه خسر اقاربه في حرب صربيا-كوسوفو. ادركت ان الوضع صعب بالنسبة اليهم كي يلعبوا في هذه الارض... أنا قريب من هؤلاء الشبان".

اوقفت المباراة بسبب اجتياح مشجعين ارض الملعب وتحليق طائرة من دون طيار مع شعارات "البانيا الكبرى" عليها.

برغم كونها غير مرشحة على الاطلاق للقيام باي مفاجأة في اوروبا 2016، الا ان دي بيازي يبدو مصمما على عدم التعرض للخسارة بسهولة امام خصومه.

يحب دي بيازي في لاعبيه الفخر والشغف "برغم ان ذلك قد يصعب مهمتي في بعض الاحيان".