من الطبيعي ان تجتاح الضغوطات لاعبي منتخب البانيا لكرة القدم عندما يمثلون بلادهم في اول مسابقة دولية في تاريخهم خلال كأس اوروبا 2016، لكن هيبة "الوالد" لوريك سانا قد تضمن مشاركة مشرفة للدولة البلقانية.

قال المدافع البالغ 32 سنة وايقونة الكرة الالبانية في مقابلة اخيرة: "تكمن مهمتي في ضبط الاشياء عندما لا تكون الامور على ما يرام".

يجمع سانا الذي خاض اكثر من 90 مباراة مع "النسور الحمراء" بين التصدي الارضي القاسي والتعامل الجيد مع الكرة، بالاضافة الى معرفة بالكرة الاوروبية لا مثيل لها في التشكيلة الحالية لالبانيا.

وصل الى ذروة مستوياته في الدوري الفرنسي، الانكليزي، التركي والايطالي، وكان بقامته المهيبة عنصرا محترما في مختلف اسفاره.

بدأ سانا عام 2002 مشوارا لسبع سنوات في الدوري الفرنسي كلاعب وسط دفاعي في باريس سان جرمان قبل ان يحمل شارة القائد في مرسيليا.

امضى بعدها موسما مع سندرلاند حيث اصبح اول الباني في الدوري الانكليزي الممتاز، قبل توجهه الى غلطة سراي التركي.

تفتحت اوراق مسيرته لاربع سنوات اضافية مع لاتسيو الايطالي بين 2011 و2015، قبل عودته من جديد الى فرنسا حيث حمل الوان نانت.

خبرة الالباني العالية المستوى ليست الميزة الوحيدة له مع المنتخب الوطني، اذ يساعد بفضل لغته الايطالية المميزة المدرب داني دي بيازي على التواصل بشكل افضل مع زملائه.

الى جانب فريديريك فيسيلي، بيراك دجيمسيتي وامير رحماني، يعد سانا احد اللاعبين المولودين في كوسوفو، اذ انتقلت عائلته من بريستينا، التي كانت جزءا من يوغوسلافيا واصبحت الان عاصمة كوسوفو، الى سويسرا عندما اندلعت الحرب اليوغوسلافية مطلع التسعينيات.

معاناة قاسية حفزت سانا على تحقيق النجاح، بعدما لفت انظار مركز تكوين باريس سان جرمان الفرنسية، وقد قال في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم :"كل هذه الاحداث صقلت اللاعب الذي وصلت اليه اليوم".

اصبح المنتخب الالباني رمز وحدة للالبان، ويقول افضل لاعب الباني ثلاث مرات بهذا الشأن: "منحنا منتخبنا الوطني فرصة القيام بالامور بطريقة رائعة لاول مرة".

في الواقع، يستحوذ سانا على ثلاثة جوازات سفر: الالباني والسويسري حيث امضى 10 سنوات من طفولته والفرنسي حيث عاش منذ عمر السابعة عشرة.

- مواجهة بلده الثاني -

مباراتان في الدور الاول من كأس اوروبا 2016 ستحملان نكهة خاصة لسانا.

تفتتح البانيا مشوارها في لنس في 11 حزيران/يونيو ضد سويسرا ارض طفولته، وذلك بعد 13 سنة على التمام والكمال على بداية مشواره الدولي بعمر التاسعة عشرة وضد المنتخب الالبي ايضا.

وما يزيد من حماوة اللقاء وجود عدة لاعبين من اصول كوسوفية في تشكيلة سويسرا على غرار الثلاثي النجم: جيردان شاكيري، غرانيت شاكا وفالون بهرامي.

بعدها يعود سانا الى ارض ملعب فيلدروم حيث امضى فترة طويلة بين 2005 و2009، ليواجه فرنسا المضيفة "بلدي الثاني" في 15 يونيو.

يقول سانا: "كنت محظوظا للنشأة في عائلة وطنية، اولت اهمية كبرى للحفاظ على لفتنا وثقافتنا".

برغم نشأته بعيدا عن بلده، يحمل سانا الوان البانيا منذ نحو 13 عاما، وقد نجح اخيرا بتحقيق حلمه وتمثيل البلد الصغير في اول مسابقة دولية كبرى.