ما هو عدد الرياضيين الروس الذين سيخوضون غمار اولمبياد ريو بين 5-21 آب/أغسطس المقبل؟ سؤال منطقي تبعا للظروف الحالية، ومشاركة الروس ستدخل في صلب جلسات اللجنة التنفيذيّة للألعاب الأولمبية واللجنة الأولمبية الدولية يومي السبت والأحد.

وقدر عدد المشاركين الروس في الأولمبياد بـ387 رياضيا، تقلص عددهم تدريجيا إلى 270 عقب حرمان 117 من المشاركة تبعا لفضيحة المنشطات التي ضربت عالم الرياضة الروسية في الصميم، وطافت إلى السطع في أعقاب تقرير البروسفور الكندي ماكلارين اتهم فيه روسيا باتباع نظتم تنشط لرياضييها.

واقر الاتحاد الدولي لرفع الاثقال حرمان الرباعين الروس من المشاركة، ويبلغ عددهم ثمانية، في تطور جديد يؤكد سعي الاتحادات الدولية المتفرقة باستبعاد الرياضيين الروس من المشاركة في اولمبياد ريو، في اعقاب قرار اللجنة الاولمبية الدولية بمنح هذه الاتحادات كامل الصلاحيات بشان السماح لرياضيي روسيا الاتحادية بالمشاركة في العرس الاولمبي في ريو دو جانيرو.

ويبدو عدد المبعدين مرشح للإرتفاع تدريجيا قبل أقل من اسبوع على انطلاق العرس الأولمبي.

-القرار النهائي بيد اللجنة الأولمبية الدولية-
وأوردت الاتحادات الدولية المتفرقة أسماء رياضيين روس سمح لهم بالمشاركة في أولمبياد ريو، لكن القرار النهائي بهذا الصدد يعود إلى اللجنة الأولمبية الدولية بالتشاور مع محكمة التحكيم الرياضية "كاس".

وصرح متحدث باسم اللجنة الاولمبية الدولية إلى وكالة فرانس برس بهذا الشان قائلا: "القرار النهائي يعود للجنة الأولمبية الدولية".

وعمدت اتحادات رياضية على استبعاد كامل اعضاء الوفد الروسي عن المشاركة، اسوة بالاتحادين الدوليين لرفع الأثقال وألعاب القوى، لكن اتحادات اخرى لم تاخذ قرار حاسما بهذا الشان حتى الساعة.

ويمكن للرياضيين الروس استئناف قرار إبعادهم امام محكمة التحكيم الرياضية، علما بان كريغ ريدي رئيس لوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا"، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سيقدم تقريرا مفصلا إلى 14 من زملائه اليوم السبت حيال مسألة استبعاد الرياضيين الروس.

وأكدت "وادا" في وقت سابق انها ستلغي مؤتمرا صحافيا كان مقررا في 4 آب /أغسطس المقبل، عشية انطلاق الأولمبياد، وهو مؤشر إضافي على حساسية الموقف.

نهاية الإتحاد المقدس

سيقدم كارولس نوزمان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد ريو تقريرا مفصلا الأحد أمام اللجنة الاولمبية الدولية حيال سير الأعمال، وسط مشاكل تعصف بالبرازيل أبرزها أزمتين سياسية واقتصادية حادتين، الخوف من فيروس زيكا، والتنظيم السيء في القرية الأولمبية..

وإتهم بدوره عمدة ريو دي جانيرو إدواردو بايس اللجنة المنظمة لأولمبياد ريو بالتقصير في مهامها وسط المشاكل التي تعصف بالقرية الأولمبية.

وشن بايس حملة على اللجنة المنظمة قبل أقل من أسبوع على انطلاق الألعاب الأولمبية.

وذكر بايس في مقابلة مع صحيفة إستادو الكامنة في ساو باولو "قالوا أن القرية الأولمبية جاهزة تماما. أخذت اللجنة المنظمة الامر عل عاتقها لمدة ثلاثة أشهر. في تلك المدة، ولج العديد من الناس أسوار القرية الأولمبية وسرقوا العديد من الأغراض".

وتابع باس حديثه مكيلا التهم لأعضاء اللجنة المنظمة "تركت الأبواب مفتوحة. لم تظهر اللجنة المنظمة أدنى اهتمام".

وأكد بايس انه أعلم بهذه المسائل الأسبوع الفائت، رغم الإجتماعات الدورية التي عقدها مع اللجنة المنظمة بغية التأكد من سير الأعمال بشكل صحيح.

وتلقى بايس صدمة كبيرة غداة رفض البعثة الأولمبية الأسترالية المكوث في القرية الأولمبية يوم الأحد الماضي.

وشعر المسؤولون البرازيليون بالاحراج عقب التصريحات التي صدرت على لسان رئيسة البعثة الاسترالية كيتي تشيلر التي قالت ان هناك العديد من المشاكل في القريةالاولمبية، بينها المراحيض المسدودة، الانانيب التي تسرب المياه، الاسلاك الكهربائية المكشوفة والسلالم المظلمة بسبب عدم وجود الانارة اللازمة، وذلك اضافةالى الارضية القذرة التي تحتاج الى التنظيف على نطاق واسع.

وواصلت: "كان من المقرر ان ننتقل الى القرية في 21 تموز/يوليو لكننا كنا نقيم في فنادق قريبة لان القرية ببساطة غير امنة او جاهزة".

واعتبرت استراليا ان القرية الاولمبية "غير امنة وغير جاهزة" بحسب ما اشارت الاحد رئيسة البعثة التي وجهت ضربة محرجة اخرى للدولة المنظمة الغارقة اصلا في مشاكلها الاقتصادية والسياسية والصحية في ظل خطر فيروس زيكا مع تسجيل 5ر1 مليون اصابة.

وتتكون القرية الاولمبية من مجمع يضم 31 مبنى يقع في مقاطعة بارا دا تيوكا غرب ريو دي جانيرو، ومن المفترض ان تحتضن اكثر من 18 الف شخص بين رياضيين وطواقم تدريبية.

*وعلى المستوى الأمني،أعلن الرئيس البرازيلي المؤقت ميشال تامر أمس الجمعة أنه مرتاح البال إزاء الترتيبات الأمنية قبيل استضافة البلاد أولمبياد ريو دي جانيرو، وذكر الرئيس في تصريح لوكالة فرانس برس: "أرسينا معايير أمنية إستثنائية في ريو. سعينا جاهدين لاتخاذ أقصى التدابير الاحترازية، ونحن واثقون تماما بما خصّ الشق الأمني".

واكدت السلطات البرازيلية في وقت سابق تجنيد 85 الف رجل امن (47 الف رجل شرطة و38الف جندي) بغية ضمان سلامة ما يقارب 500ر10 الف رياضي يتاهبون لخوض غمار الالعاب الاولمبية.

وأدت الإعتداءات التي ضربت فرنسا وألمانيا مؤخرا، إلى سعي السلطات البرازيلية لتشديد قبضتها الامنية قبيل انطلاق العرس الأولمبي.

وتابع الرئيس البرازيلي المتحدر من أصل لبناني حديثه مؤكدا سهر سلطات البلاد على توفير الأمن "الحكومة متنبهة لهذه المسألة. إعتقل عدد من الأشخاص مؤخرا يشتبه في تورطهم بأنشطة مشبوهة. لا يمكننا ان نضمن عدم قيام شخص مختل بعمل غبي".

واوقفت الشرطة الفدرالية في ريو دي جانيرو، برازيليا من اصل لبناني اسمه شاعر قلاوون للاشتباه بعلاقته بتنظيم الدولة الاسلامية، قبل أسبوع من افتتاح اولمبياد ريو.

واوضح وزير العدل البرازيلي الكسندر دي مورايس مساء الخميس ان الشخص "المعتقل في ريو دي جانيرو (...) كانت له صلة مع كيانات إرهابية منذ نهائيات كأس العالم (2014)".

وذكرت الشرطة الاتحادية الوطنية ووزير العدل أن عملية الاعتقال هذه "لا علاقة" لها بعملية "هاشتاغ" التي حدثت الأسبوع الماضي وأفضت إلى توقيف مجموعة من 12 شخصا كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية خلال دورة الألعاب الأولمبية المقبلة.

وجميع المشتبه بهم هم من البرازيليين وبعضهم بايع تنظيم الدولة الاسلامية عبر الانترنت وحاول شراء أسلحة.

ووصف وزير العدل البرازيلي هؤلاء بأنهم "مجموعة غير محترفة".