بينما يستمر الجدل حول السبب الحقيقي لانتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا من نادي برشلونة الإسباني إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في أغلى صفقة عرفها تاريخ انتقالات اللاعبين، أكدت غالبية قراء "إيلاف" ان العامل المادي كان له تأثير بالغ في اتخاذ اللاعب لقرار الرحيل عن النادي الكتالوني.

لا تزال قضية انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا من صفوف برشلونة إلى باريس سان جرمان تثير الجدل في الأوساط العالمية حول الدافع الحقيقي الذي على اثره قرر اللاعب ترك ناديه الكتالوني وحزم حقابه والرحيل إلى النادي الباريسي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وقبل انقضاء عقد إقامته في "الكامب نو" بأعوام.
 
وأشركت "إيلاف" قراءها مباشرة في الجدل ضمن الاستفتاء الأسبوعي، بعدما طرحت ثلاثة دوافع رأت ان يكون النجم البرازيلي قد تأثر بأحدها ، ليقتنع بضرورة ترك برشلونة سواء للانتقال إلى النادي الباريسي أو إلى أي نادٍ آخر ، حيث يتمثل الدافع الأول بالجانب المادي وهو رغبته في تقاضي أعلى راتب سنوي في العالم ، بينما الدافع الثاني يرتبط بمحاولة تخلصه من ظل زميله في الفريق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في حين أن الدافع الثالث يتعلق بسعيه للتتويج بجائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في العالم.
 
وعرف الاستفتاء مشاركة قوية من القراء في ظل الجدل الكبير الذي أثاره نيمار بإنتقاله من برشلونة إلى باريس في أغلى صفقة عرفها تاريخ انتقالات اللاعبين ، بعدما بلغت قيمتها 222 مليون يورو.
 
وبرأي أغلب قراء "إيلاف"، والذين بلغت نسبتهم 48%، فإن العامل المادي كان له تأثير بالغ على نيمار في إتخاذه قرار الرحيل واختياره الانضمام إلى صفوف باريس سان جيرمان، بعدما وعده ملاك الباريسي بمنحه راتبا سنوياً خيالياً يقدر بـ 37 مليون يورو سنوياً أي ما يعادل 100 ألف يورو يومياً، وفقاً للوثائق التي سربها موقع "فوتبول ليكس"، فضلاً عن الحوافز المالية الكبيرة التي سيتحصل عليها بناء على مردوده الفني والتهديفي على مدار الموسم ، مما يرفع من راتبه السنوي ببضعة ملايين يورو.
 
ومن المعلوم أن نيمار يأتي ثانياً في ترتيب اللاعبين من حيث الرواتب في نادي برشلونة خلف ميسي ، حيث من المؤكد أن راتبه في "حديقة الأمراء" سيتم تحسينه مع أول مفاوضات تتعلق بتمديد عقده مع النادي الباريسي ليزيد عن الأربعين مليون يورو.
 
وفي المقابل، فإن النصف الثاني من المشاركين في الاستفتاء ، يرون بأن الدافع الفني هو الذي يقف خلف قرار نيمار الرحيل عن برشلونة، وتفضيله الانضمام لصفوف باريس سان جيرمان دون غيره من الأندية، بعدما عبر ما نسبته 52% بأن سبب انتقاله هو إما للحصول على جائزة "الكرة الذهبية" او التخلص من ظل ميسي.
 
وبحسب تفاصيل الاستفتاء ، فإن ما نسبته 34% من المشاركين ، قد برروا رحيل المهاجم البرازيلي لرغبته الجامحة في التحرر من ظل ميسي، بعدما تأكد له خلال الأعوام الأربعة التي قضاها في برشلونة في الفترة من عام 2013 وحتى عام 2017 ، بأن "البرغوث" الأرجنتيني احتكر النجومية لوحده في النادي الكتالوني، ويستحيل على أي لاعب آخر مهما علا اسمه ومهما قدم للفريق أن يزيحه من عرش النجومية .
 
وكان نيمار نجماً بلا منازع في ناديه السابق سانتوس البرازيلي منذ أن كان في العشرين من عمره، ولكن بعد انتقاله إلى برشلونة في صيف عام 2013 تراجع في سلم النجومية إلى المركز الثاني خلف ميسي الذي لم يتزحزح من مكانته، بعدما نجح الأخير في الحفاظ على قامته و قيمته كأفضل لاعب في العالم.
 
وبعدما قضى نيمار عامه الرابع ، فقد تأكد له بان استعادته لعرش النجومية يفرض عليه تغيير الأجواء والانتقال إلى نادٍ آخر ، فاختار الانتقال إلى نادي باريس سان جيرمان الذي يفتقر لأي اسم ينافسه، خاصة بعدما غادره صفوفه المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش ، حيث كشفت الأيام الأولى لتواجد "الفتى البرازيلي" في باريس ، فإنه نجح فعلاً في تحقيق هدفه الأول وأصبح نجم الدوري الفرنسي بكامله وليس في ناديه فقط .
 
كما أكد ما نسبته 17% من المشاركين في الاستفتاء، بأن رغبة نيمار في التخلص من ظل ميسي مرتبطة بتحقيقه لحلمه بالتتويج بجائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في العالم، إذ ان استمراره في صفوف برشلونة سيجعل فرصته ضئيلة أمام ميسي، طالما أن كافة مسؤولي نادي برشلونة يقفون خلف المهاجم الأرجنتيني، معتبرين إياه المنافس الأجدر للحصول على الجائزة ومنافسة البرتغالي كريستيانو رونالدو ، بينما الرهان على لاعب آخر بما فيه نيمار هو بمثابة الرهان على حصان خاسر، بينما انتقاله إلى باريس سان جيرمان وبفضل النجومية التي أصبح يتمتع بها حالياً ، فإن فرصته ستزيد، لان مسؤولي النادي الباريسي وإعلامه و جماهيره سيقفون معه ويدعمونه للحصول على الجائزة، مما يحفز اللاعب على بذل جهود أكبر ليكون عند حسن ظن القائمين على النادي وجماهيره.
 
ولا يستبعد أن يكون المهاجم البرازيلي قد أراد ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد بالرحيل عن برشلونة والانتقال إلى باريس سان جيرمان ، حيث الحصول على مزايا مالية ضخمة لا يمكن تحقيقها في برشلونة نظرًا للفارق الكبير بين الناديين في الموارد الكبيرة ، والتي وضعها القطريون تحت تصرف النادي، ومن ثمة التخلص من ظل ميسي على أمل ان يستقطب أنظار الجماهير وعدسات الإعلام ومن هناك يبدأ تفكيره في إحراز "الكرة الذهبية" تزامناً مع توقعات بتراجع مرتقب لأداء ميسي ورونالدو بعدما بلغ الأول سن الثلاثين والثاني بلغ 32 عاماً ، بينما لا يزال نيمار في سن الـ 25 عاماً من عمره .