حالت أسباب مالية دون نيل أندية سعودية وإماراتية الترخيص المحلي لخوض دوري أبطال آسيا في كرة القدم الموسم المقبل، في خطوة أثارت انتقادات لشمولها أندية بارزة سبق لها التتويج باللقب الآسيوي.

وفي السعودية، حصلت خمسة أندية على الرخصة هي الهلال (بطل الدوري الموسم الماضي) والأهلي (الثاني) والفتح والفيصلي والقادسية، بينما حرمت منها أندية بارزة يتقدمها النصر والاتحاد والشباب (احتلت المراكز الثالث والرابع والسادس الموسم الماضي)، إضافة الى الرائد والتعاون والاتفاق والباطن.

أما في الامارات، فمنحت لجنة التراخيص المحلية موافقة مشروطة لناديي الجزيرة (بطل الموسم الماضي) والوحدة (الخامس)، بينما رفضت منح ناديي شباب الأهلي (الثالث) والعين (الرابع) الرخصة.

ويلزم نظام الاتحاد الآسيوي الفرق للمشاركة في دوري الأبطال (3,5 مقاعد لكل من السعودية والامارات)، نيل ترخيص مسبق من الاتحاد المحلي، استنادا الى معايير رياضية وإدارية وقانونية ومالية.

وشكل استبعاد أندية سعودية بارزة، لاسيما الاتحاد الذي أحرز اللقب الآسيوي مرتين (2004 و2005)، مفاجأة. وأشار رئيس لجنة التراخيص محمد السليم الى ان هذه الأسباب هي مالية.

وقال لوكالة فرانس برس "الرخصة الآسيوية مبنية على مجموعة من المعايير يتم التأكد منها من قبل لجنة التراخيص (...) وعلى ضوء اكتمال تحقيق المعايير يتم منح النادي الرخصة الآسيوية".

أضاف "المعيار المالي (هو) أبرز المعايير التي لم تتمكن الأندية السبعة من تحقيقه لأسباب مختلفة، ولأهمية هذا المعيار فإنه يخضع لتدقيق عال من قبل أعضاء اللجنة، وبهذا السبب فشلت تلك الأندية في الحصول على الرخصة".

وأقر طلال آل الشيخ، الرئيس الجديد لنادي الشباب الذي أحرز لقب الدوري السعودي ست مرات آخرها موسم 2011-2012، بمعاناة النادي من صعوبات مالية كبيرة.

وقال في تصريحات نقلها حساب النادي على موقع "تويتر"، ان "الشباب يعاني من ضائقة مالية (...) لم أجد سوى 15 ألف (ريال) في خزينة النادي، بالاضافة الى مستحقات مالية متبقية" للاعبين، مؤكدا ان "الأزمة المالية انعكست سلبا على الأمور الفنية".

ونظرا الى ان قواعد الاتحاد الآسيوي تسمح لأول سبعة أندية في ترتيب الدوري السعودي خوض غمار دوري الأبطال، ستقتصر المشاركة الموسم المقبل على الهلال والأهلي، الا في حال قيام الاتحاد الآسيوي باستثناء على هذا الصعيد.

وانتهت الثلاثاء مهلة الاستئناف الذي يحق للأندية المعنية التقدم به، الا ان مسؤولين كروين سعوديين أكدوا ان أي ناد لم يقم بذلك.

وأوضح نادي الاتحاد في بيان انه بعد دراسة لجنته القانونية حيثيات الرفض "وجدت بأنه لا جدوى من التقدم بطلب الاستئناف لانتهاء المدة المحددة لاستكمال المعايير المطلوبة المالية والإدارية".

- حال مماثلة في الامارات -

وفي الامارات، كان الأبرز رفض منح العين (بطل آسيا 2003 ووصيف 2016) الرخصة، ومنح رخصة مشروطة للجزيرة والوحدة.

كما استبعدت لجنة التراخيص ملف شباب الاهلي الذي نشأ اثر دمج ثلاثة اندية هي الاهلي والشباب ودبي في أيار/مايو الماضي. بينما اعتبرت لجنة التراخيص ان خمسة أندية استوفت الشروط، هي الظفرة، النصر، الوصل، الامارات والشارقة.

وكان من المفترض ان يمثل الامارات في دوري الأبطال الجزيرة بطل الدوري والوصل الوصيف والوحدة بطل مسابقة الكأس، على ان يلعب شباب الاهلي ثالث الدوري أو بديله العين الرابع في مباراة ملحق.

الا ان قرار لجنة التراخيص قلب التوقعات.

وقال حمد بن نخيرات العامري العضو المنتدب لنادي العين في تصريحات تلفزيونية "فوجئنا بقرار استبعادنا، ولاسيما انه قبل اسبوع وبعدما سلمنا كل المستندات المطلوبة، تلقيت اتصالا من قبل رئيس لجنة المحترفين يبارك لي ويدعونا للتأهب للمشاركة".

وأوضح ان عدم نيل العين الرخصة سببه التأخر في تسليم مستند مطلوب يتعلق بالتدقيق الخارجي الرقابي على الموازنة، موضحا "اتصلت بلجنة التراخيص وقيل لي اننا تأخرنا بتقديم مستند اعتماد المدقق الخارجي واننا سلمناه بعد انتهاء الفترة الموضوعة".

أضاف "من أجل ورقة، اتخذوا قرارا بحرمان العين من المشاركة"، معتبرا انه "لم يتوقع احد ألا يتم الترخيص لناد بحجم العين بعد كل هذه المشاركات والامكانات والمنشآت والخبرات المتراكمة".

أما نادي الوحدة فكشف في بيان ان ترخيصه المشروط يعود الى عدم تقديمه براءة ذمة من مدربه السابق المكسيكي خافيير أغويري، مؤكدا انه سدد مستحقاته بالكامل، الا ان عدم الحصول على براءة الذمة المالية يعود الى "تواجده خارج الدولة".

وناشد النادي لجنة دوري المحترفين "ان تساهم في تذليل العقبات".

الا ان الأخيرة أوضحت الثلاثاء ان الاتحاد الآسيوي أنشأ "النظام الإلكتروني لإدارة ترخيص الأندية لكرة القدم، الذي يتم من خلاله رفع كافة الوثائق أو الأدلة التي تقدم إلى لجنة دوري المحترفين، ضمن المهلة المحددة والمعلنة في العملية الرئيسية"، وانه يقوم بمراقبة الرابطات واللجان المحلية "المطبقة لنظام الترخيص من خلال النظام الإلكتروني"، وإجراء "زيارات تفتيشية مفاجئة" للتأكد من ذلك.

أضافت "تم إغلاق النظام الإلكتروني بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) 2017، ولا يمكن قبول أي مستندات بعد هذا التاريخ، وذلك حسب ما تنص عليه لوائح تراخيص الأندية الآسيوية".

وفي حين يحق للأندية الاماراتية الاستئناف في مهلة خمسة أيام من القرار الصادر الاثنين، وجه معنيون انتقادات للجنة التراخيص بسبب تشددها، اذ انها المرة الأولى منذ اعتماد نظام الاحتراف في الامارات عام 2008، تمنع الرخصة الآسيوية عن أندية محلية.

وقال مدير أكاديمية شباب الأهلي موسى عباس "أكيد هناك خطأ، لا يمكن لناد مثل العين (...) ان لا يستوفي الشروط المطلوبة، لذلك أرى ان هناك بعض الاجراءات الشكلية لم تستوف وبالغت لجنة التراخيص في الاتحاد الاماراتي لكرة القدم في رد فعلها".

أضاف لفرانس برس انه ليس في صالح كرة الامارات "استبعاد انديتها الكبيرة من دوري ابطال اسيا".