أعلن نائب رئيس الحكومة الروسية فيتالي موتكو الاثنين تعليق مهامه في رئاسة اتحاد كرة القدم، لكن مع مواصلة رئاسته للجنة المحلية المنظمة لكأس العالم 2018، وذلك بعد أسابيع من إبعاده مدى الحياة عن الألعاب الأولمبية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

وأكد موتكو ان الدافع لخطوته هو رفع قضيته الى محكمة التحكيم الرياضية، وان فترة التعليق لن تتخطى ستة أشهر، أي انها تسمح له نظريا بالعودة الى مهامه بشكل كامل قبل حلول موعد انطلاق كأس العالم لكرة القدم في 14 حزيران/يونيو المقبل.

وموتكو (58 عاما) الذي شغل منصب وزير الرياضة بين 2008 و2016، ولا يزال مشرفا عمليا على الشؤون الرياضية الروسية، هو ممن وجهت إليهم أصابع الاتهام في قضية التنشط الممنهج برعاية الدولة، والذي كشفه تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين. 

وأدت فضيحة المنشطات الى حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في مسابقات عالمية أبرزها أولمبياد 2016 الصيفي في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. كما قررت اللجنة الأولمبية الدولية في وقت سابق من هذا الشهر، منع الرياضيين الروس من المشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، على ان تسمح لمن يثبت منهم "نظافته" من المنشطات، بالمشاركة تحت علم محايد.

والاثنين، قال موتكو للصحافيين اثر اجتماع للاتحاد الروسي لكرة القدم "قررت ان أتقدم بشكوى الى محكمة التحكيم الرياضي غدا".

أضاف انه وسعيا منه لعدم التسبب "بالازعاج لهيئاتنا خلال التحقيق القضائي (...) طلبت تعليق مهامي لمدة تصل الى ستة أشهر"، مشيرا الى انه سيواصل أداء مهامه الحكومية والتحضير للمونديال.

وأوضح "في ما يتعلق بالعلاقة مع الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) واللجنة المنظمة، طالما ان الرئيس (الروسي فلاديمير بوتين) يثق بي، سأواصل العمل كنائب لرئيس الحكومة وأشرف على التحضيرات لكأس العالم".

وأشار المسؤول الى انه قد "يقترح" التنحي عن رئاسة اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم، الا ان "ذلك أمر يقرره رئيس الدولة، رئيس الحكومة، والمجلس المشرف"، علما ان موتكو يعد قريبا من بوتين.

- الفيفا يتفهم -

وأوردت تقارير صحافية روسية الأسبوع الماضي ان موتكو سيستقيل بشكل كامل من منصبه في اتحاد الكرة، بسبب "ضغوط" من الفيفا.

وفي تعليق على قرار موتكو، قال متحدث باسم الاتحاد الدولي ان "الفيفا يتفهم قرار السيد موتكو الذي اتخذ أيضا مع الأخذ في الاعتبار المصلحة المثلى لكأس العالم الصيف المقبل".

أضاف "الفيفا يشكر السيد موتكو على هذه الخطوة المسؤولة وللعمل الذي تم القيام به حتى الآن بالنسبة الى كأس العالم".

وشدد المتحدث على ان "قرار السيد موتكو لن يكون له أي تأثير على الاقامة الناجحة لكأس العالم الصيف المقبل، نظرا لان الفيفا والحكومة الروسية والاتحاد الروسي لكرة القدم واللجنة المحلية المنظمة، يواصلون تعاونهم المثمر حول تحضيرات كأس العالم وفق الخطة الموضوعة".

وقبل منعه مدى الحياة من قبل اللجنة الأولمبية، كان موتكو قد منع من حضور الألعاب الأولمبية التي استضافتها ريو صيف 2016.

وعلى رغم المنع والشكوك التي تحوم حول دوره في برنامج التنشط خلال ولايته في وزارة الرياضة، لاسيما خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية 2014، بقي موتكو في مناصبه المختلفة، بل تمت "ترقيته" من وزارة الرياضة الى منصب نائب رئيس الحكومة في العام 2016.

وسبق لموتكو ان رفض كل الشبهات التي تحوم حوله، ووضع الاتهامات الموجهة الى روسيا في هذه القضية في خانة التجاذب السياسي، ووضع البلاد في "محور شر" من قبل خصومها.

- "استقرار" و"تفادي فضيحة" -

وفي تصريحاته للصحافيين الاثنين، شدد موتكو على ان خطوته لا تعني الاستقالة، بل انه سيرفع قضيته الى محكمة التحكيم، لأن عدم القيام بذلك يعني الاقرار بأنه مذنب.

وقال "أنا لا أتقدم باستقالتي. ولايتي لا تزال سارية المفعول"، علما انه انتخب لهذا المنصب في عام 2016 لولاية تمتد أربعة أعوام.

وتطرق موتكو في تصريحاته اليوم أيضا الى ما أثير عن التنشط خلال أولمبياد سوتشي، وقيام أجهزة أمن روسية باستبدال عينات من رياضيي بلادها قبل إجراء فحوص المنشطات عليها.

وجدد موتكو التأكيد ان الدولة الروسية "لم تقدم أي دعم" للتنشط، مضيفا "غلطتي كانت عدم توقع أمور من هذا النوغ. الا انه من الصعب جدا توقع الكذبة، الخيانة".

وشدد على ان روسيا قامت بـ "عمل هائل" لاستيفاء شروط الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وتلميع صورتها في أعقاب الفضيحة.

وأوضح موتكو ان مدير الاتحاد الروسي لكرة القدم ألكسندر علييف سيتولى مهام الرئيس خلال فترة غيابه، والتي من الممكن ان تستمر لأقل من ستة أشهر، بحسب المسار القضائي لدى محكمة التحكيم.

وأكد علييف من جهته انه سيعمل خلال هذه الفترة للحفاظ على "استقرار" اتحاد كرة القدم، و"تفادي أي فضيحة".

وعلى رغم احتفاظه بمناصبه محليا، منع موتكو في آذار/مارس الماضي من الترشح مجددا لعضوية مجلس الفيفا، في خطوة قال الاتحاد الدولي ان خلفيتها الخشية من تضارب مصالح بين عضويته في الهيئة الدولية، ومنصبه الرسمي في الحكومة الروسية.