فاز منتخب الكاميرون ببطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه، وذلك بعد تغلبه على مصر بهدفين مقابل هدف في المبارة النهائية، التي جرت أطوارها في الغابون.

وتقدمت مصر في الدقيقة 22 من الشوط الأول، بهدف أحرزه محمد النني نجم أرسنال الإنجليزي، بينما تعادل نيكولاس نكولو للكاميرون في الدقيقة 59 من زمن المباراة.

وجاء الهدف القاتل لمنتخب الكاميرون في الدقيقة 88 من زمن المباراة، وأحرزه "فنسان أبوبكر"، ليضمن فوز الكاميرون باللقب الأفريقي على حساب الفراعنة.

وكان المنتخب المصري، الذي يتربع على عرش البطولة الأفريقية بتحقيقه اللقب سبع مرات، يأمل في الفوز بالبطولة للمرة الثامنة في تاريخه.

"فوز مستحق"

ويرى أحمد يماني، مدير موقع cairostadium.com المختص في شؤون الرياضة في مصر أن فوز الكاميرون بالبطولة كان مستحقا، وأن منتخب الأسود تميز باللياقة البدينة العالية والمرونة التكتيكيتة.

وقال اليماني في اتصال مع أحمد يحيى من بي بي سي: "فريق الكاميرون فريق جماعي لم يعتمد على نجوم بعينها، واعتمد مدربه البلجيكى هوجو بروس على المرونة التكتيكية، كما أنه أحسن استغلال الجناح الأيسر بنيامين موكاندجو والجناح الأيمن كريستيان باسوجوج، الذي فاز بقلب أحسن لاعب في البطولة".

وقال الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب منتخب مصر، للصحفيين عقب المباراة: "استحقت الكاميرون الفوز. أشعر بأسف عميق للاعبي فريقي، لكن الحمل كان ثقيلا عليهم. كانوا في غاية الارهاق".

ويعد لقاء الليلة الثالث للفريقين في المباراة النهائية، حيث فاز منتخب مصر بالبطولة مرتين على حساب الكاميرون، في عامي 1986 و2008.

مباراة مصر والكاميرون في نهائي أمم أفريقيا 2017.

أحرز محمد النني (على اليسار) هدف التقدم لمصر في الدقيقة 22 من زمن المباراة.

ويقول اليماني: "سيطرت مصر فقط على نصف الشوط الأول من المباراة تقريبا، ولم تستطع تعزيز هدفها الأول بهدف ثان، كما عاني الفريق من الإصابات والإرهاق. لعب الفريق المصري 6 مباريات على مدار 17 يوما، بينما لم يعتادوا على هذا المجهود البدني المتواصل، خاصة منهم المحليين".

وأضاف: "اعتمد كوبر على خطة لعب ثابتة منذ بداية البطولة وهي 1،3،2،4 ولم يحسب حساب المفاجآت في تشكيله للمنتخب، وبدا ذلك واضحا بعدما أصيب أحمد حسن كوكا، ومروان محسن، فأصبح المنتخب بلا مهاجمين تقريبا".

وكان آخر لقب فاز به الكاميرون في البطولة الأفريقية عام 2002، بينما كان آخر ألقاب مصر عام 2010.

الروح الجماعية

ويرى هيثم محمد، صحفي متخصص في الشأن الرياضي، أن هدف الفوز الكاميروني ليس محل شك، وقال لبي بي سي: "الهدف جاء من كرة فيها التحام عادي، واللاعبون الأفارقة يعتمدون على الدفاع البدني، ولم يكن هناك أية مخالفة واضحة".

وقال: "تميز الفريق الكاميروني بالروح الجماعية، واستطاع الاستغناء عن 7 لاعبين مهمين رفضوا الانضمام للفريق بسبب مشاكل ماليه، واعتمد على لاعبين مغمورين منهم بنيامين موكاندجو قائد الفريق، الذي كان على دكة الاحتياطي".

وأعرب مدرب الكاميرون، البلجيكي هوجو بروس، عن سعادته بالفوز بالبطولة قائلا: "نحن سعداء لكن هذا ليس المنتج النهائي بعد. ما زال بوسعنا التطور كثيرا."

وأضاف محمد: "تراجعت القوة البدنية للفريق المصري في الشوط الثاني، خاصة أنهم يخوضون مباراة دفاعية حيث بذل الظهيران والجناحان الأيمن والأيسر مجهودا جبارا، وهو ما لم يستمر طوال المباراة، بينما لاعبو الكاميرون يتمتعون بالقوة واللياقة البدنية وتحمل الحرارة والرطوبة العالية".

واختتم: "كان الفريق المصري من أفضل الفرق في الدفاع، ووصوله للمباراة النهائية يعد إنجازا، كما أن الفريق تحسن كثيرا وشهد تطورا في التكتيك، والفضل في ذلك يرجع لكوبر".

وبفوزه بهذه البطولة، يحتل الكاميرون المركز الثاني من حيث عدد البطولات بعد المنتخب المصري، برصيد 5 ألقاب و7 القاب على التوالي.