&خطف المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي المدير الفني لنادي تشيلسي الأضواء من بقية المدربين واللاعبين النجوم في الدوري الإنكليزي الممتاز ليصبح هو النجم الأول في مسابقة "البريميرليغ" بعدما كان قبل انطلاقة الموسم أسما عاديا ومغمورا جاء ليعزز رصيده البنكي أمام أسماء لامعة ما كان له لينافسها على نجوميتها.

وكانت الصحافة البريطانية قد سلطت الأضواء في بداية الموسم الحالي (2016-2017) على الثلاثي الإسباني بيب غوارديولا المدرب الجديد لنادي مانشستر سيتي والذي رشح لاكتساح منصات التتويج المحلية و القارية وتكرار سيناريو نادي برشلونة في عام 2009 ، كما سلطت الضوء على البرتغالي جوزيه مورينيو المدرب الجديد لنادي مانشستر يونايتد الذي رشح هو الآخر لإعادة حقبة السير اليكس فيرغسون ، بالإضافة إلى إبرازها لدور الألماني يورغن كلوب مدرب نادي ليفربول الذي رشحته وسائل الإعلام المحلية لإعادة المجد لـ "الريدز" ، في وقت لم تكترث الصحافة البريطانية لانطونيو كونتي مدرب نادي تشيلسي رغم انه يدرب أحد أكبر أندية المسابقة .
&
غير انه و بعد مرور الجولات تراجعت أسهم هذا الثلاثي و ارتفعت أسهم الايطالي سواء في بورصة الإعلام و &في معترك الملاعب بعدما نجح في قيادة البلوز للهيمنة على الدوري الممتاز و اعتلاء صدارة الترتيب العام بفارق عشر نقاط عن اقرب ملاحقيه عند حدود الجولة ال28من المنافسة و بدا و كان استعادة البلوز درع البرمييرليغ مسالة وقت ليس إلا &و لم يكتفي تشيلسي طبعة المدرب كونتي باعتلاء صدارة الدوري بل نجح أيضا في بلوغ المربع الذهبي لكاس الاتحاد حيث يستهدف الحصول على ثنائية الدوري و الكأس مثلما فعل مع مواطنه كارلو انشيلوتي عام 2010.
&
و أصبح كونتي الاسم الأكثر تداولا في وسائل الإعلام البريطانية كلما تعلق الحديث عن النجاح بعدما أصبح اسمه مرادفا لهذه الكلمة في قاموس الملاعب الانجليزية خاصة بعدما وقف الانجليز على حقيقة المدربين النجوم الفيلسوف و الداهية و المجنون حيث تأكدوا أنهم نجحوا في تجارب سابقة تزامنت مع ظروف خدمتهم استغلوها لرفع أسهمهم و عندما دقت ساعة الحقيقة انكشف الأمر.
&
و مما عزز من نجومية الايطالي انطونيو كونتي انه حقق أفضل النتائج مع البلوز براتب متواضع لم يتجاوز الستة ملايين و نصف المليون جنيه إسترليني سنويا و هو ثامن أعلى راتب بين مدربي الأندية في العالم في وقت أن غوارديولا يحصل على أعلى راتب ب15مليون باوند إسترليني بينما يتقاضى مورينهو ثاني أعلى راتب بنحو 14مليون جنيه و يتقاضى كلوب سابع أعلى راتب بسبعة ملايين باوند.
&
و لسان حال الانجليز انه لو أخذت بعين الاعتبار النتائج الفنية التي حققها كل مدرب مع ناديه لحصل كونتي على ضعف ما يحصل عليه غوارديولا الذي يقود السيتزن إلى الهاوية.
&
و أكثر من ذلك أن كونتي يقود البلوز لتحقيق أحسن النتائج بأقل التكاليف ، ففضلا عن راتبه المتواضع فانه عندما جاء إلى لندن لم يطلب من المالك &رومان ابراموفيتش ميزانية ضخمة للتسوق الصيفي مثلما فعل الثلاثي الآخر . و اكتفى كونتي بإبرام صفقة لاعب الارتكاز الفرنسي نجولو كانتي من ليستر سيتي و المدافع البرازيلي دافيد لويز &مع إعادة تفعيل عدد من لاعبيه الذين وجدهم في أوضاع نفسية سيئة على غرار الاسباني دييغو كوستا الذي استعاد حسه الهجومي و ينافس بقوة على الحذاء الذهبي و البلجيكي إيدن هازارد الذي نجح في التخلص من عقدة مورينهو ليستعيد صفة المايسترو مع كونتي .
&
فالتركيبة البشرية التي اقتربت من عرش مملكة البرمييرليغ هي نفسها التي قادها مورينهو الموسم المنصرم إلى الهاوية بعدما انشغل عنها بتصريحات المثيرة و خلافاته مع الطبيبة.
&
والحقيقة أن المدرب الايطالي فضل الذهب عن الفضة بعدما راهن على الصمت و الهدوء في عمله لإعادة تشيلسي إلى مستواه الحقيقي بينما راهن منافسيه الثلاثة على التراشق الإعلامي و على انتدابات حطمت الأرقام القياسية دون أن يتمكن أصحابها من تقديم الإضافة التي يحتاجها .
&
و بعدما اقترب الموسم 2016-2017 من نهايته و اقترب تشيلسي و كونتي من التتويج بالدرع الممتاز مقابل خروج قطبا مانشستر و ليفربول من دائرة المنافسة اتضح للانجليز أن كونتي برز في الملعب بينما سطع البقية في الإعلام و الأسواق كما اكتشفوا أن كونتي لا يجيد القفز غير أن يمشي بتركيز يسهل عليه الوصول إلى هدفه &عكس بقية الفنيين الذين يفضلون مغامرة القفز و عندما يقعون أرضا يرفضون التألم &.