يسعى الصربي نوفاك ديوكوفيتش لاستكمال مسيرة عودته من الإصابة، بتحقيق لقب ثان تواليا في الغراند سلام، من خلال بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية التي تنطلق الاثنين، وستكون أول بطولة كبرى في كرة المضرب تجمع "الأربعة الكبار" منذ نحو عام.

قبل أشهر، لم يكن الصربي ليتخيل نفسه في هذا الموقع. غاب مطولا عن الملاعب بسبب إصابة وتدخل جراحي في المرفق، ولم يتمكن من العودة بثبات الى مستواه. الا أن المصنف أول عالميا سابقا، بدأ يستعيد إيقاعه تدريجا: بلغ ربع نهائي رولان غاروس الفرنسية للمرة 12 في مسيرته في حزيران/يونيو، وتوج بلقب ويمبلدون الإنكليزية في تموز/يوليو، وفاز الأسبوع الماضي بلقب سينسيناتي الأميركية على حساب السويسري روجيه فيدرر، ليصبح أول لاعب يفوز بكل دورات الماسترز للألف نقطة.

على عكس المتوقع قبل أشهر، يدخل ديوكوفيتش بطولة فلاشينغ ميدوز، آخر البطولات الأربع الكبرى لهذا الموسم، وهو أبرز المرشحين لحرمان الإسباني رافايل نادال، المصنف أول عالميا، من الدفاع عن لقبه بنجاح.

وبالنسبة لعشاق كرة المضرب، سيكون الموعد الأميركي فرصة لرؤية "الأربعة الكبار" في بطولة كبرى للمرة الأولى منذ ويمبلدون 2017: نادال، فيدرر، ديوكوفيتش، والعائد الآخر من الإصابة، البريطاني أندي موراي.

في ما بينهم، يجمع هؤلاء 53 لقبا في الغراند سلام: فيدرر يحمل الرقم القياسي مع 20، نادال مع 17، ديوكوفيتش 13، وموراي ثلاثة ألقاب.

ويسعى ديوكوفيتش الى إحراز لقبه الثالث في فلاشينغ ميدوز حيث توج عامي 2011 و2015، وخسر النهائي خمس مرات. ويقر الصربي البالغ 31 عاما، بأن وضعه ضمن المرشحين هو مكافأة مرضية بحد ذاتها.

وأضاف "شعور مذهل. مررت بأشهر صعبة بسبب الإصابة، لكن بعدها أحرزت لقبي ويمبلدون وسينسيناتي".

ويلتقي ديوكوفيتش الاثنين البلغاري مارتون فيسكوفيك في الدور الأول من البطولة التي سيتيح له لقبها معادلة الأميركي بيت سامبراس لجهة عدد ألقاب الغراند سلام. كما يدخل الصربي المنافسات وهو متفوق في المواجهات المباشرة على الثلاثة الآخرين من اللاعبين البارزين: 27-25 ضد نادال، 24-22 ضد فيدرر، و25-11 ضد موراي.

وبعد تتويجه في سينسيناتي، تلقى ديوكوفيتش إشادة مباشرة من منافسه في النهائي فيدرر الذي خبر في السابق صعوبة العودة من غياب طويل بسبب الإصابة. واعتبر السويسري المصنف ثانيا عالميا، أن ديوكوفيتش الذي عاد الى المركز السادس في التصنيف، هو "بطل كبير".

وتشهد فلاشينغ ميدوز عودة نادال المتوج بلقبها في 2010 و2013 و2017، للمنافسات بعدما غاب عن سينسيناتي طلبا للراحة بعد تتويجه بلقب دورة تورونتو الكندية للماسترز ألف نقطة.

وحقق نادال هذا الموسم لقبه الحادي عشر في بطولة رولان غاروس الفرنسية، معززا رقمه القياسي فيها، وكان قريبا من بلوغ نهائي ويمبلدون لولا عقبة ديوكوفيتش الذي تفوق عليه في مباراة حماسية من خمس مجموعات في الدور نصف النهائي في لندن.

وقال نادال (32 عاما) الذي يلاقي مواطنه دافيد فيرير في الدور الأول "كرة المضرب لعبة متطلبة جدا لجهة المجهود البدني (...) لا يمكنني أن أنسى أنني أكبر سنا في كل عام".

- فيدرر وانتظار الأعوام العشرة -

حاجز السن هو أيضا جانب مما يفكر به فيدرر الذي أتم هذا الشهر عامه السابع والثلاثين. في الولايات المتحدة، يحمل السويسري خمسة ألقاب، الا أنه حققها بشكل متتال، وكان آخرها عام 2008.

وفي حال رفع السويسري كأس البطولة في التاسع من أيلول/سبتمبر، سيصبح أكبر لاعب يحرز لقب فلاشينغ ميدوز منذ بدء تطبيق نظام الاحتراف في العام 1968.

وتعرض فيدرر لخسارات غير متوقعة هذه السنة. فبعدما احتفظ بلقبه في بطولة أستراليا مطلع العام وغاب كعادته عن موسم الدورات الترابية لاسيما بطولة رولان غاروس، أقصي من الدور ربع النهائي لويمبلدون، بطولته المفضلة التي توج بلقبها ثماني مرات (رقم قياسي). ولم يغب فيدرر عن نصف النهائي على الأقل في ويمبلدون منذ عام 2014.

وقال فيدرر قبيل انطلاق فلاشينغ ميدوز "فزت بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خمس مرات، لذا أقف هنا سعيدا جدا لأكون صريحا (...) لم تجر الأمور على ما يرام هنا في الأعوام الماضية، لكن الأمر جيد".

ويخوض فديرر مباراته الأولى ضد الياباني يوشيهيتو نيشيوكا.

أما المصنف أول عالميا سابقا موراي (31 عاما)، فسيخوض منافسات أول بطولة كبرى له منذ ويمبلدون 2017، بعدما غاب لفترة طويلة بسبب إصابة وعملية جراحية في الورك، ولم يخض سوى سبع مباريات منذ عودته.

وتراجع تصنيف موراي الى المركز 378 عالميا، ما يجعل منه في الوقت الراهن الثامن في تصنيف اللاعبين البريطانيين.

وأقر اللاعب المتوج في فلاشينغ ميدوز عام 2012، بأنه لن يكون من المرشحين للقب قائلا "الشعور يختلف بعض الشيء هذه المرة، لأني قبل 10 سنوات مثلا كنت آتي إلى هنا وأحاول الاستعداد لإحراز اللقب. بينما لا أشعر بأن هذا الامر واقعي هذا العام بالنسبة إلي".

خارج "الأربعة الكبار"، تبرز أسماء من قبيل الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو المصنف ثالثا عالميا والمتوج بالبطولة عام 2009، والألماني ألكسندر زفيريف الرابع، بينما قد تكون الفرصة متاحة أمام اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس (20 عاما) لإظهار أن ما قدمه في دورة تورونتو لم يكن حظا.

وبلغ اليوناني نهائي الدورة قبل أن يخسر أمام نادال، بعدما أقصى أربعة من المصنفين العشرة الأوائل، بينهم ديوكوفيتش وزفيريف. الا أن اللاعب الشاب خسر في الدور الأول لسينسيناتي أمام البلجيكي دافيد غوفان.