انتقد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب الإثنين قرار الاتحاد الدولي (فيفا) إيقافه 12 شهرا عن المشاركة في المباريات، معتبرا أنه قرار "سياسي" و"إسرائيلي"، ومؤكدا عزمه على استئنافه.

وكان الاتحاد الدولي للعبة أصدر في 24 آب/أغسطس الماضي، قرارا بإيقاف الرجوب عن المشاركة في المباريات لمدة 12 شهرا، وتغريمه 20 ألف فرنك سويسري (نحو 20 ألف دولار)، على خلفية مخالفات لقانون الانضباط الدولي منها "التحريض على الكراهية والعنف"، إثر دعوته إلى حرق قمصان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي احتجاجا على عزم منتخب بلاده إقامة مباراة ضد نظيره الإسرائيلي في القدس في حزيران/يونيو.

وقال الرجوب في مؤتمر صحافي&في مدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة "القرار كان قرارا ظالما وهو قرار سياسي بامتياز، وهو قرار إسرائيلي".

أضاف أن إجراء الفيفا هو "قرار اليمين الاسرائيلي بدون أي نقاش، ونحن لدينا ما يثبت (ذلك). طبعا نحن نحترم لجان الفيفا وسوف نستمر باحترامها والالتزام بقراراتها، وعلى هذا الأساس نحن قررنا الاستئناف".

وكان الرجوب اعتبر الشهر الماضي في تعليق أولي على قرار الاتحاد الدولي، أنه "غير عادل"، مبديا نيته استئنافه، وهو ما أعاد تأكيده اليوم.

وقال "قررنا الاستئناف على القرار وسنستمر في عملنا لمحاربة الظلم".

- قرار بدرجة "السخف" -

وكان الرجوب طالب في الثالث من حزيران/يونيو، قبل أيام من المباراة الودية التي كانت مقررة في التاسع منه ضمن الاستعدادات الأرجنتينية للمشاركة في نهائيات كأس العالم في روسيا، بإطلاق حملة تستهدف ميسي "ونطالب الجميع بأن يحرق القميص العائد له ويحرق صورته ويتخلى عنه"، داعيا نجم نادي برشلونة الإسباني الى رفض القدوم الى القدس.

وأعلن الجانب الإسرائيلي في نهاية المطاف إلغاء المباراة، مبررا ذلك بـ "تهديدات واستفزازات" من الجانب الفلسطيني بحق ميسي.

واعتبر الفيفا في بيان الإيقاف أن هذه التصريحات "حرضت على العنف والكراهية، وبالتالي فرضت العقوبات المذكورة"، موضحا أنها تشمل "المشاركة في أية مباراة أو مسابقة مستقبلية في الفترة المحددة. وبالتالي، لن يتمكن السيد الرجوب من حضور مباريات أو مسابقات كرة القدم بأي صفة رسمية، ويشمل ذلك -من بين أمور أخرى- المشاركة في أنشطة إعلامية في الملاعب أو محيطها خلال أيام المباريات".

وشدد الرجوب اليوم على أن القرار "ينحدر إلى درجة السخف"، وأنه "يحظر علي أن أحضر أي مباراة بصفتي الرسمية، ولكن بإمكاني أن أحضر أي مباراة بصفتي الشخصية، وعليّ غرامة فقط ولكن القرار لا يمس مسؤولياتي كرئيس للاتحاد".

واستتبعت تصريحات الرجوب ضد ميسي، فتح إجراء تأديبي من الفيفا بحق رئيس الاتحاد الفلسطيني، أدى بنتيجته الى صدور قرار الإيقاف.

وكانت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف التي عملت على الدفع باتجاه نقل المباراة الودية من حيفا حيث كانت مقررة أساسا، الى القدس، قد اعتبرت أن قرار الفيفا يظهر أن "الإرهابيين الذين يحرضون على العنف لن يكون لهم مكان في عالم كرة القدم".

وقال الرجوب "سأظل عنوة عنهم، وسأظل صخرة على صدورهم"، في إشارة الى الاسرائيليين.

وأثارت مباراة الأرجنتين حساسية كبيرة لدى الفلسطينيين لكونها كانت مقررة بعد أسابيع من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها اليها بشكل رسمي في 14 أيار/مايو، في خطوة أدت الى مواجهات دامية على حدود قطاع غزة أسفرت عن مقتل حوالى ستين فلسطينيا وجرح أكثر من ألفين بنيران الجيش الإسرائيلي.

وأبدى الرجوب خيبة أمله لأنه "كنا نأمل من الفيفا العمل على إنهاء معاناة الرياضيين الفلسطينيين ومنع الاتحاد الإسرائيلي من إشراك أندية خارج حدود إسرائيل دوليا"، مضيفا "سوف نستمر في جهدنا لمحاربة الظلم الذي يقع بحق الاتحاد الفلسطيني واللاعبين الفلسطينيين".

ويخوض الرجوب منذ أعوام معركة لدفع الاتحاد الدولي لمنع ستة أندية مستوطنات اسرائيلية من اللعب في الضفة الغربية المحتلة. وأعلن الفيفا في تشرين الأول/اكتوبر 2017 أنه سيلتزم "الحياد" في هذه القضية، معتبرا أن "الوضع الحالي، لأسباب لا تتعلق بكرة القدم، يتصف بتعقيد وحساسية استثنائيين وبظروف واقعية معينة لا يمكن تجاهلها أو تغييرها من طرف واحد من قبل المنظمات غير الحكومية" مثل الهيئة الكروية الدولية.