يشرع "الملك" ليبرون جيمس في رحلته الأخيرة على الأرجح ضمن مسيرة باهرة في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وسط تساؤل عما إذا كان باستطاعة أفضل لاعب في جيله أن يحقق نهاية على الطريقة الهوليوودية مع فريقه الجديد لوس أنجليس ليكرز.

منذ أن أكد جيمس انتقاله الى ليكرز في تموز/يوليو الماضي، سأل المشككون عما إذا كان انتقال النجم البالغ 33 عاما الى كاليفورنيا كان بدافع رياضي بحت أو من أجل الاستمتاع في مهد صناعة الترفيه.

إذا كان جيمس مصمما حقا على إضافة المزيد من ألقابه الثلاثة في الدوري، فكان من الأفضل له أن ينتقل من كليفلاند كافالييز الى فريق مثل هيوستن روكتس أو بوسطن سلتيكس أو حتى فيلادلفيا سفنتي سيكسزر، لأن التحاقه بأحد هذه الفرق كان سيجعل منه مرشحا لا محالة في السباق الى اللقب المرموق.

لكن عوضا عن ذلك، وقع خيار "الملك" على ليكرز، الفريق الذي يعاني لاستعادة شيء من مجد الماضي والذي غاب عن الأدوار الاقصائية "بلاي اوف" منذ عام 2013.&

بالنسبة لمعلق شبكة "تي أن تي" النجم السابق تشارلز باركلي فإن قدوم جيمس الى ليكرز "قرار تجاري بحت"، موضحا "إنه في مرحلة النزول من مسيرته. يريد أن يكون قطبا كبيرا في هوليوود. سيقود السيارة كل يوم على الشاطىء".

لكن جيمس وأولئك الذين على دراية بأسباب اختياره ليكرز، قد رفضوا هذه التخمينات، ويؤكد اللاعب "اعتمد قراري على عائلتي وليكرز وحسب. أنا لاعب كرة سلة. ألعب الكرة، هذا ما أفعله. هذا ما أعيش من أجله، وعندما أفعله بالطريقة التي أعمل بها، فإن كل شيء يجد طريقه المناسب".

وكما أشار جيمس، فإن مسيرته الناجحة في عالم الترفيه، والتي شملت أدوارا سينمائية ووثائقية وتلفزيونية، كانت راسخة قبل وصوله الى كاليفورنيا، موضحا "أعمالي اعتنت بنفسها قبل أن أصبح جزءا من ليكرز".

وهناك أيضا الكثير من الأدلة التي تدحض مقولة أن جيمس الذي يبلغ الرابعة والثلاثين من العمر في كانون الأول/ديسمبر، أصبح في نهاية مسيرته اللامعة. فخلال مشوار التأهل الى نهائي الدوري الموسم الماضي، أثبت في كثير من المباريات بأنه لا يزال قادرا على حمل الفريق بمفرده، وقد نجح بجهوده الجبارة في قيادة كافالييرز الى الدور النهائي للموسم الرابع تواليا.

أما في ما يتعلق بالتركيبة الموجودة في ليكرز وقدرتها على منحه الدعم الكافي للارتقاء الى تحد جدير بالمصداقية، فوحده الملعب سيكون الحكم، لكن مكاتب المراهنة في لاس فيغاس لا تستبعد ذلك.

في غضون ساعات من إعلان جيمس عن قراره الانتقال الى لوس أنجليس، تم تنصيب ليكرز كثاني المرشحين للفوز بالبطولة خلف جاره غولدن ستايت ووريرز بطل الموسمين الماضيين.

- "لا يزال الطريق طويلا أمامنا" -

إحصائيا، الاحتمالات لصالح جيمس. في مسيرة امتدت لـ15 عاما، نجح "الملك" في قيادة فرقه الى الفوز بـ50 مباراة أو أكثر في 11 موسما، وقدومه يجب أن يكون جيدا بما فيه الكفاية ليقود ليكرز الذي أنهى الموسم الماضي بـ35 انتصارا، الى الأدوار الاقصائية للمرة الأولى في ستة أعوام.

والمواهب الشابة مثل براندون إنغرام، لونزو بول وكايل كوزما ستستفيد بالتأكيد من توجيهات جيمس ودهائه في الملعب، لكن "الملك" كان حريصا على كبح التوقعات المبكرة حول ما يمكن أن يحققه ليكرز هذا العام.

وحذر جيمس الذي بلغ نهائي الدوري في المواسم الثمانية الماضية، بأن فريقه الجديد يحتاج الى وقت كبير لمزاحمة غولدن ستايت على اللقب، مضيفا "لا يزال الطريق طويلا أمامنا للوصول إلى مستوى غولدن ستايت. يستطيعون الانطلاق من النقطة التي وصلوا إليها الموسم الماضي بدءا بالمعسكر التدريبي. أما نحن فنبدأ من نقطة الصفر وبالتالي الطريق طويل أمامنا".

وتابع "لا نستطيع أن نقلق لما يقوم به غولدن ستايت. غولدن ستايت هو غولدن ستايت وهم الأبطال، الفريق سويا منذ سنوات. نستطيع التركيز على الارتقاء بمستوانا على أمل الوصول يوما ما لمستوى يؤهلنا المنافسة على اللقب كما فعل غولدن ستايت في السنوات الأخيرة".

ورفض جيمس مقولة بأنه يتعين على ليكرز أن يحرز اللقب لكي يكون فريقا ناجحا بقوله "لا أعتقد ذلك. هناك بطل واحد لكن ذلك لا يعني بأن فريقك لم يحقق موسما ناجحا. ستكون هناك انتصارات وهزائم وأشياء من هذا القبيل... لكن بإمكاننا أن نراقب طريقة استعدادنا يوما بعد يوم وكيفية تطوير مستوانا. نحن فريق جديد لا نعرف بعضنا البعض جيدا".

واعرب جيمس عن فخره لارتداء القميص الأصفر الشهير للنادي الذي سبق لعمالقة اللعبة أن دافعوا عن الوانه وأبرزهم ماجيك جونسون، كريم عبد الجبار، كوبي براينت وشاكيل أونيل وقال في هذا الصدد "أعتقد بأن الجميع يدرك بأن هذه المؤسسة تملك تاريخا عريقا في الدوري المحلي لسنوات عدة، عندما تتحدث عن الألقاب التي احرزها هذا النادي، اللاعبون الذين دافعوا عن ألوانه، إنها إثارة بحد ذاتها. أنا فخور لكي أكون جزءا من أمر مميز".

بالنسبة للانس ستيفنسون الذي انضم الى ليكرز هذا الصيف ايضا، فلا يساوره أي شك بشأن حجم تأثير انتقال لاعب مثل جيمس الى هذا الفريق، موضحا "إن مهارات التركيز والتواصل مع الجميع تبدأ من ليبرون. مهاراته في التواصل لا تصدق، وهي معدية وتساعد الفريق بأكمله".

لكن جيمس نفسه بدا حذرا لأنه "يتعين علينا أن نعيش المطبات والصعوبات سويا، سنعيش أوقاتا جيدة وأخرى سيئة، هذا ما يحصل عندما يكون الفريق جديدا، لكن إذا تابعنا العمل وقمنا بالتضحية من أجل بعضنا البعض وبذلنا جهودا كبيرة، فإننا سنصل إلى الهدف".