دخل ستيفن كوري تاريخ دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، بعدما أصبح أول لاعب يسجل 9 ثلاثيات في النهائي، مانحا غولدن ستايت ووريرز حامل اللقب الفوز على ضيفه ووصيفه كليفلاند كافالييرز 112-103، ليتقدم بذلك 2-صفر في هذه المواجهة المكررة بين الفريقين للموسم الرابع تواليا.

وخلافا للمباراة الأولى التي احتاج فيها غولدن ستايت للتمديد وسوء تفاهم بين جاي آر سميث ومدربه في الثواني الأخيرة من الربع الرابع لكي يحسم اللقاء 124-114، سيطر رجال المدرب ستيف كير تماما على المباراة الثانية بفضل كوري.

وتألق كوري الأحد، لاسيما من خارج القوس حيث أصبح أول لاعب في تاريخ النهائي يسجل 9 ثلاثيات، متفوقا على راي آلن الذي سجل 8 ثلاثيات لبوسطن سلتيكس في نهائي 2010، محققا "انجازا مميزا جدا، لاسيما أننا نعرف من كان يحمل الرقم القياسي طيلة الأعوام الثمانية الماضية".

وأنهى كوري اللقاء وفي رصيده 33 نقطة (11 محاولة ناجحة من اصل 26 بينها 9 ثلاثيات من 17)، اضافة الى 7 متابعات و8 تمريرات حاسمة.

وكانت بالتأكيد "امسية مميزة جدا" بحسب كوري الذي أضاف "أمل أن نحقق المزيد من الأشياء المميزة الأخرى والحصول على فوزين آخرين"، ما سيضمن تتويج فريقه باللقب للمرة الثانية تواليا والثالثة في أربعة مواسم.

لكنه أردف قائلا "في نهاية اليوم، كل المسألة تتعلق بمحاولة منح فريقك الفوز وتقديم كل ما باستطاعتك لتحقيق هذا الأمر. إذا ركزنا على هذا الأمر، الأمور الجيدة ستحصل إن كان على الصعيد الفردي أو الجماعي".

وكانت الثلاثية الأجمل لكوري قبل 7,54 دقيقة على نهاية اللقاء الذي أنهى ووريرز شوطه الأول متقدما 59-46، إذ سددها وهو فاقد التوازن بعيدا عن القوس وفوق كيفن لوف قبل أن تنتهي الـ24 ثانية، ما أثار اعجاب زميله درايموند غرين الذي قال عن هذه اللقطة "إنه مسدد عظيم، مسدد عظيم. يسدد تسديدات صعبة، ينجح في محاولات صعبة".

وواصل "لكننا رأينا ذلك منه في السابق عندما يأخذ المباراة على عاتقه بفضل قدرته على التسجيل، وكرر هذا الأمر الليلة".

وبعدما اكتفى بـ8 محاولات ناجحة من أصل 22 في المباراة الأولى، بينها ثلاثية واحدة من أصل 7 محاولات، انتفض أفضل لاعب في نهائي الموسم الماضي كيفن دورانت وساهم ايضا بشكل أساسي بفوز ووريرز بعدما نجح هذه المرة في 10 محاولات من أصل 14، منهيا اللقاء بـ26 نقطة مع 9 متابعات و6 تمريرات حاسمة، فيما سجل كلاي تومسون 20 نقطة.

- "اوراكل ارينا" يحيي جي آر سميث! -

أما في معسكر كليفلاند، فكان ليبرون جيمس الذي تعملق في المواجهة الأولى بتسجيله 51 نقطة دون أن يجنب فريقه الهزيمة، الأفضل مجددا لكن "الملك" الذي يخوض النهائي للمرة الثامنة تواليا والتاسعة في مسيرته المتوجة بثلاثة ألقاب (2012 و2013 مع ميامي و2016 مع كليفلاند)، اكتفى هذه المرة بتسجيل 29 نقطة مع 9 متابعات و13 تمريرة حاسمة.

ولم ينس جمهور ووريرز الخدمة التي قدمها لهم جي آر سميث في المباراة الأولى عندما حصل على فرصة لمنح فريقه الفوز في الوقت الأصلي حين وصلت اليه الكرة قبل 5 ثوان على صافرة النهاية، لكن عوضا عن التسديد أو تمريرها الى جيمس "الغاضب"، قرر استنزاف الثواني في منتصف الملعب.

وكان سميث ينتظر بحسبه أن يطلب مدربه تايرون لو وقتا مستقطعا دون أن يحصل هذا الأمر، فيما أشار مدربه الى أن اللاعب المخضرم كان يعتقد بأن فريقه متقدما فيما كانت النتيجة 107-107.

وخلال تقديم اللاعبين قبيل انطلاق مباراة الأحد في "اوراكل ارينا"، هتف جمهور ووريرز ساخرا حين أعلن عن اسم سميث "أفضل لاعب، أفضل لاعب".

وقدم سميث مباراة ثانية للنسيان بعدما اكتفى بخمس نقاط، لكنه أكد أن ما قام به جمهور ووريرز لم يؤثر عليه لأنه "كنت دائما من اللاعبين الذين يحبهم الجمهور أو يكرههم. أحب هذا الأمر، أفضل ذلك على أن يكون الناس غير مبالين بي".

وصنف سميث مباراة الأحد بـ"الكارثية"، مشددا على "ضرورة أن أسدد بشكل أفضل، أن أدافع بشكل أفضل...".

وسيكون سميث أمام فرصة التعويض عندما تنتقل السلسلة الأربعاء الى ملعب كليفلاند الذي يستضيف ايضا المباراة الرابعة الجمعة، قبل أن يتبادل الفريقان الاستضافة اذا اقتضت الحاجة لأن الفريق الذي يسبق منافسه للفوز بأربع مباريات من أصل سبع يحسم المواجهة ويتوج باللقب.

وشدد "الملك" جيمس بعد مباراة الأحد الذي برز فيها من كليفلاند كيفن لوف ايضا بتسجيله 22 نقطة مع 10 متابعات، على "ألا يشعر فريقنا بالارتياح لمجرد أننا سننتقل الى ملعبنا".

ويدرك جيمس أنه بحاجة الى تقديم أداء مشابه للمباراة الأولى لكي يعود بفريقه من بعيد في ظل المساهمة المتواضعة من زملائه باستثناء لوف، وذلك خلافا لووريرز الذي حظي الاحد بمساهمة فعالة جدا من شون ليفينغستون بعدما نجح في جميع محاولاته الخمس (10 نقاط مع 5 متابعات في 15 دقيقة) وجافايل ماكغي (12 نقطة بعدما نجح بمحاولاته الست).

واعترف جيمس أن ووريرز "فريق خطير جدا بغض النظر (عن الخصومة). يبدأ الأمر مع هذا الرباعي الأساسي، رباعي الـ"اول ستارز" (في اشارة منه الى كوري ودورانت وتومسون وغرين) ثم يقوم الآخرون بعملهم. لا يتراجع مستواهم بتاتا عندما يقررون ادخال لاعب واخراج آخر".