يعود بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون إلى جائزة كندا الكبرى، المرحلة السابعة من بطولة العالم للفورمولا واحد، واضعا نصب عينيه تعزيز صدارته للترتيب العام والفوز على حلبة جيل فيلنوف للمرة السابعة، ليعادل الرقم القياسي للسائق الأسطوري الألماني ميكايل شوماخر.

ونجح هامليتون،الذي حقق أول انتصار له على حلبة جيل فيلنوف عام 2007، في تصدر ترتيب السائقين مع نهاية جائزة اذربيجان الكبرى، المرحلة الرابعة من الموسم، ثم حافظ على تقدمه الذي أصبح بفارق 14 نقطة عن منافسه المباشر على اللقب سائق فيراري الالماني سيباستيان فيتل بعد نهاية السباقات الستة الاولى.

ومنذ فوزه الكندي الأول عام 2007، أضاف البريطاني خمسة انتصارات جديدة الى سجله مهيمنا على المركز الاول على منصة التتويج في الأعوام الثلاثة الاخيرة (2015 و2016 و2017)، كما انطلق من الصدارة في جميع هذه الانتصارات، وهو يأمل أن يصبح هذا العام أول سائق يحقق أربعة انتصارات متتالية بالتزامن مع الانطلاق من المركز الاول للمرة الرابعة ايضا.

 ويتساوى هاميلتون مع "شومي" (شوماخر) في عدد الانطلاقات من المركز الأول في السباق الكندي، بـ6 مرات لكل منهما.

 أما فريق مرسيدس، فيحكم قبضته على المركز الاول عند خط الانطلاق منذ عام 2014 عندما بدأ سائقه المعتزل بطل العالم عام 2016 الالماني نيكو روزبرغ هذه السلسلة.

وسمح اسرع توقيت خلال التجارب لهاميلتون العام الماضي بمعادلة بطل العالم ثلاث مرات البرازيلي آيرتون سينا صاحب الرقم القياسي السابق في "امتحان يوم السبت" مع 65 مرة، وقد حظي انجاز البريطاني بتكريم من عائلة سينا التي اهدته خوذة سبق أن ارتداها "الساحر البرازيلي".

وتؤكد الارقام هيمنة هاميلتون في مونتريال، ولكنه سيواجه في عطلة نهاية الأسبوع الحالي منافسة قوية من بقية الفرق المتسلحة بمحركاتها المعدلة والمجدولة للموسم الحالي. 

وقال مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف "نتوقع أن تتزود العديد من الفرق بمجموعاتها الدافعة (المحرك) الثانية، بما فيها جميع السيارات التي تتزود بمحركات مرسيدس. ندفع من أجل الحصول على المزيد من الأداء باسرع وقت ممكن".

وتابع "بامكاننا أن نرى أننا في وضع أقوى في بطولتي السائقين والمصنعين مما كنا عليه قبل 12 شهرا، ولكننا ندرك أن المعركة اشرس مع أنفسنا، مع حافز كبير من قبل فيراري وريد بول كل عطلة نهاية اسبوع".

-حلبة تناسب مرسيدس-

وعلى غرار مرسيدس، من المتوقع أن يستخدم فريقا فيراري وريد بول محركات جديدة، ولكن المدير التقني للحظيرة النمسوية أدريان نيوي قلل من التوقعات، خصوصا أن سائقه الاسترالي دانيال ريكياردو الفائز في الجولة السابقة في موناكو، سينال عقوبة التراجع عند خط الانطلاق بسبب تبديل الفريق للمجموعة الدافعة مع انتهاء سباق الإمارة. وسبق لريكياردو أن احرز لقب السباق عام 2014 مع فريقه الحالي.

ورأى نيوي أن محرك رينو الذي يستخدمه فريق ريد بول تحت اسم تاغ-هيوير، سيكون أفضل بحوالي عشر من الثانية فقط في اللفة الواحدة على حلبة تلائم مرسيدس، لكن وولف حذر قائلا "الاداء السابق ليس ضمانة للنجاح هذا العام". وتابع "علينا التأكد أننا سنستخرج الأفضل من الاطارات، بما فيها +الفائقة النعومة+، في حال أردنا أن نكون في القمة".

وعانى فريق "الأسهم الفضية" مع الاطارات "الفائقة النعومة" في شوارع الإمارة، ما قوضه خلال التجارب التأهيلية، ولكن الاستراتيجية التي استخدمها خلال السباق قادت هاميلتون لاحتلال المركز الثالث في الترتيب العام خلف ريكياردو وفيتل، ليدخل ضمن ترتيب النقاط للمرة الـ 31 على التوالي، وهو رقم قياسي.

ووصل هاميلتون، إبن الـ 33 عاما الذي يعشق تمضية الوقت في أميركا الشمالية حيث فاز بسباق اميركا أربع مرات، إلى مونتريال ليل الخميس بعد زيارة قصيرة لكاليفورنيا ونيويورك.

من ناحيته يسعى فيتل، الذي حل ثانيا في موناكو، لانهاء صيامه عن الانتصارات منذ أربعة سباقات بعدما كان بدأ الموسم بقوة بفوزه في سباقي استراليا والبحرين وبتصدره ترتيب السائقين، قبل أن يتراجع لمركز الوصافة بعد سباق أذربيجان.

وسبق لسائق فيراري أن فاز في مونتريال عام 2013 عندما كان يدافع عن الوان ريد بول، وكان ضحية استراتيجية خاطئة من فريقه الحالي حرمته من الفوز في عام 2016.

ويدرك هاميلتون أن فيتل وفيراري هما التهديد الابرز له هذا العام أمام طموحاته في احراز اللقب العالمي للمرة الخامسة في مسيرته، كما يأمل أن يكون سباق كندا أكثر إثارة مما كان عليه سباق موناكو الذي وصفه بالممل.

وسيكون السباق أيضا مناسبة لبطل العالم مرتين الاسباني فرناندو ألونسو الذي يخوض سباقه الـ 300 في مسيرته، وعمليا انطلاقته الـ 298. 

وسينضم "الماتادور" إلى النادي المغلق للسائقين الذين خاضوا 300 جائزة كبرى على غرار البرازيلي روبنز باريكيللو والبريطاني جنسون باتون بطل العالم عام 2009 والالماني ميكايل شوماخر البطل السباعي.

وقال سائق ماكلارين-رينو "سيكون التحدي رائعا. إنها حلبة صعبة وقاسية مع مقاطع مستقيمة طويلة ومن الممكن أن تكون قلة سرعتنا عقابا لنا". 

ومع نهاية الجوائز الكبرى الست الأولى هذا العام (من أصل 21 جولة)، فاز ثلاثة سائقين وثلاثة مصنعين مختلفين في سباقين لكل منهم، وهذا ما لم يحصل منذ العام 1987.