كان محمد السهلاوي مفتاح المنتخب السعودي لكرة القدم في التصفيات المؤهلة الى مونديال روسيا 2018، الا ان المهاجم الذي تساوى رصيده التهديفي مع البولندي روبرت ليفاندوفسكي، يبحث عن لمسته الضائعة قبيل انطلاق النهائيات.

ساهم مهاجم نادي النصر في عودة منتخب بلاده الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 2006. في التصفيات، شكل اللاعب البالغ من العمر 31 عاما سلاحا قاتلا في هجوم المنتخب الأخضر، فسجل 16 هدفا تساويا مع ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني وأحد أفضل المهاجمين في العالم، في أكبر عدد من الأهداف خلال التصفيات.

الا ان أداءه في المراحل التحضيرية، لاسيما المباريات الودية الأخيرة ضد بلجيكا (صفر-4)، وايطاليا (1-2) والبيرو (صفر-3) وألمانيا (1-2)، جعله موضع انتقادات وطرحت علامات استفهام حول قدرته على تقديم المتوقع منه في المونديال.

في المباراة الأخيرة ضد ألمانيا، وجد السهلاوي نفسه أمام فرصة ان يصبح أول لاعب سعودي يسجل في مرمى المانشافت.

في الدقائق الأخيرة من المباراة، تقدم لتسديد ركلة جزاء، الا ان الحارس الألماني مارك اندريه تير شتغين تصدى لها، قبل ان يتمكن زميل السهلاوي تيسير الجاسم من متابعتها في الشباك.

في الوقت بدل الضائع، كانت السعودية أمام فرصة تاريخية لمعادلة النتيجة، عندما انفرد الجاسم واختار ان يمرر الكرة عرضية الى السهلاوي المندفع من الخلف ولكن تحت ضغط مكثف من المدافع ماتس هوميلس. لم يتمكن المهاجم الفذ من السيطرة على الكرة وضاعت الفرصة السعودية. 

علق الجاسم بعد المباراة "أعطيته على أساس انه لم يكن معه أحد (...) كان من المفترض ان أسدد الكرة".

- عام بلا أهداف -

يعود آخر هدف للسهلاوي الى 8 حزيران/يونيو 2017، عندما سجل في مرمى منتخب استراليا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة الى المونديال، في مباراة فاز بها الاستراليون 3-2.

اللاعب المقل في تصريحاته وفي استخدام حسابه على "تويتر"، أعاد قبيل مباراة ألمانيا، نشر تغريدة جاء فيها "التفاؤل لا يعني انك لن تمرض، لن تتعب، لن تبكي، لن تموت. التفاؤل يعني انك تملك الرضا عن كل أقدار الله وتعيشها حامدا شاكرا".

خاض السهلاوي 40 مباراة مع المنتخب سجل خلالها 28 هدفا. وفي هذه المسيرة القصيرة نسبيا، حقق مهاجم النصر أرقاما لافتة على الصعيد "الأخضر"، منها انه أصبح اللاعب الذي يسجل أكبر عدد من الأهداف مع المنتخب السعودي في عام واحد (18 هدفا)، واللاعب الذي يسجل في أكبر عدد من المباريات المتتالية (13 هدفا في سبع مباريات).

الا ان أداءه في الأشهر الماضية جعله عرضة للانتقادات، وبعضها من رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ. بعد المباراة مع بلجيكا، كتب المسؤول السعودي عبر "تويتر" في 27 آذار/مارس، "مستوى سيء ولازم (يجب ان) نحصل (على) رأس حربة (...) عبدالله الحمدان على صغر سنه أفضل من مستوى السهلاوي الحالي!".

في اليوم التالي، قال آل الشيخ "كوني في موقع المسؤولية هذا لا يعني انني لست مثل باقي المشجعين المحبين للمنتخب وردود فعلي تشبه تماما ردود فعلكم. السهلاوي نازل مستواه هذه حقيقة ولولا معرفتي ان عنده افضل ما تضايقت لذلك لا زلت انتظر منه ومن اخوانه اللاعبين اكثر".

- "الروح القتالية" - 

وصلت الانتقادات الى حد توجيه معلقين رياضيين، أسئلة حول جدوى الاعتماد على السهلاوي كعنصر رئيسي في تشكيلة المدرب الأرجنتيني للمنتخب السعودي خوان انطونيو بيتزي.

في أواخر آذار/مارس الماضي، ذكر المعلق ماجد الشيباني في صحيفة "الرياض" السعودية بأن هدف التأهل الى كأس العالم (في مرمى استراليا 1-صفر في أيلول/سبتمبر 2017)، سجله فهد المولد الذي دخل بديلا في المباراة بدلا من... السهلاوي.

وقال الشيباني "الطفرة التي حققها السهلاوي في التصفيات الأولية (...) لم ينجح في تكرارها في التصفيات الحاسمة"، سائلا "فهل من المنطق استمرار الرهان عليه في مستوى أعلى أمام روسيا والأوروغواي ومصر"، في إشارة الى مجموعة السعودية في كأس العالم التي تنطلق الخميس.

وعد اللاعب نفسه في تصريحات سابقة "الجمهور السعودي بتقديم أفضل ما لدي، خلال الفترة القادمة بإذن الله".

وفي ظل ما حققه مع المنتخب، يبدي معلقون آخرون إيمانهم بقدرة السهلاوي على العودة الى مستواه في الموعد المطلوب.

وبحسب تغريدة للاعب السابق والمدرب والمعلق علي كميخ عبر تويتر في التاسع من حزيران/يونيو "بحال ركز السهلاوي ومنح نفسة ثقة كبيرة انه الهداف الحقيقي بشرط التركيز العالي والروح والقتالية وعدم الرجوع للخلف".