كشفت بلجيكا عن نواياها باكرا وأظهرت أنها قادرة على المنافسة بقوة على اللقب، وذلك بعدما استهلت مشوارها في نهائيات مونديال روسيا 2018 باكتساحها الوافدة الجديدة بنما 3-صفر الإثنين في سوتشي.

ورغم الفوارق الفنية الهائلة بين منتخب يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من النجوم، على غرار كيفن دي بروين وإدين هازار وروميلو لوكاكو الذي لعب دورا أساسيا بهذا الفوز بتسجيله ثنائية، كان المنتخب البنمي ندا صعبا للغاية ونجح في الصمود طيلة الشوط الأول قبل أن ينحني مع بداية الثاني بهدف رائع لدرايس مرتنز.

وعكس المدرب الإسباني للمنتخب البلجيكي روبرتو مارتينيز مجريات اللقاء بقوله في المؤتمر الصحافي "أنا سعيد للغاية. كانت (المباراة) كما توقعت تماما، ليست هناك مباريات سهلة في كأس العالم".

وخلافا للمنتخبات الأخرى المرشحة للفوز باللقب، على رأسها ألمانيا بطلة 2014 التي خسرت أمام المكسيك (صفر-1)، والبرازيل التي سقطت في فخ التعادل مع سويسرا (1-1) أو الأرجنتين التي تعادلت مع ايسلندا (1-1)، ارتقت بلجيكا الى مستوى التوقعات في مباراتها الأولى وخرجت بالنقاط الثلاث.

واستنادا الى النتائج المخيبة التي حققها الكبار الآخرون في بداية المشوار الروسي، غرد الحارس الثاني في المنتخب البلجيكي سيمون مينيوليه قائلا "يبدو أنه في أيامنا هذه من الصعب أن تبدأ كأس العالم بفوز... إنها الخطوة الأولى، لكنها مهمة".

وبعد الفوز في المباراة لأولى، يتوقع ألا تواجه بلجيكا صعوبة في حجز إحدى بطاقتي المجموعة الى الدور ثمن النهائي على الأقل، لكن على اللاعبين الامتثال لأوامر مدربهم الذي طالبهم عشية اللقاء ألا يستبقوا الامور و"ما أريده هو أن أرى الفريق يلعب مباراة وليس كأس العالم (أي التفكير بالبطولة بأكملها)".

وبعد التواجه مع تونس في الجولة الثانية المقررة في 23 الحالي، ستختبر بلجيكا جديتها بالمنافسة على اللقب أو أقله محاولة تكرار أفضل نتيجة لها في النهائيات حين حلت رابعة عام 1986، عندما تلتقي الإنكليز في 28 الحالي.

وبفوزهم الكبير السبت، أكد رجال مارتينيز النتائج التي حققوها في العامين الأخيرين، إذ لم يعرفوا طعم الهزيمة لعشرين مباراة متتالية وتحديدا منذ الخسارة الودية أمام إسبانيا (صفر-2) في ايلول/سبتمبر 2016.

- مرتنز يمهد الطريق -

ومنذ انتهاء التصفيات التي وضعت بلجيكا في النهائيات للمرة الثالثة عشرة، خاض رجال مارتينيز جميع مبارياتهم التحضيرية ضد منتخبات مشاركة في المونديال، ففازوا على اليابان (1-صفر) والسعودية (4-صفر) ومصر (3-صفر) وكوستاريكا (4-1) وتعادلوا مع المكسيك (3-3) والبرتغال (صفر-صفر).

وترتدي المشاركة في المونديال الروسي أهمية مضاعفة للجيل الحالي لأنه يسعى الى تعويض خيبة مشاركتيه الأخيرتين في مونديال البرازيل 2014 وكأس أوروبا 2016 في فرنسا حيث انتهى مشواره عند ربع النهائي).

وإذا كان خروج بلجيكا من ربع نهائي مونديال 2014 على يد الأرجنتين بهدف لغونزالو هيغواين "مقبولا" لاسيما أن الفريق كان شابا في حينها، فإن الخروج على يد ويلز بنتيجة 1-3 في ربع نهائي كأس أوروبا 2016 شكل صدمة عجلت في رحيل المدرب مارك فيلموتس.

وكما كان متوقعا، بدأ مارتينيز المباراة باشراك ديرديك بوياتا في الدفاع الى جانب يان فيرتونغن وتوبي الدرفيريلد في ظل غياب القائد فنسان كومباني وتوماس فيرمايلن اللذين لم يتعافيا كاملا من الاصابة.

وبعدما عجزوا طيلة 45 دقيقة عن ترجمتهم أفضليتهم المطلقة والفرص التي حصلوا عليها الى أهداف، لم ينتظر البلجيكيون سوى دقيقتين فقط على بداية الشوط الثاني لافتتاح التسجيل بهدف رائع لمرتنز الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى بعد عدة محاولات من الدفاع لابعادها من منطقته، فأطلقها "طائرة" من فوق الحارس والى الشباك (47).

وتطرق مارتينيز الى معاناة فريقه في الشوط الأول ثم الهدف الذي سجله لاعب وسط نابولي الايطالي، قائلا "بدأنا المباراة جيدا ثم بدأنا نشعر بالاحباط مع تقدم الدقائق. لكني سعيد بالطريقة التي تصرف بها الفريق والالتزام الذي أظهره الجميع للمحافظة على نظافة شباكنا".

وأوضح "في الشوط الثاني، استجمعنا قوانا والهدف من درايس مرتنز كان هدفا رائعا ومهما جدا بالنسبة لنا. في كأس العالم يجب أن تلعب لتسعين دقيقة...".

- "تجربة لا تقدر بثمن" -

ووجهت بلجيكا الضربة القاضية لبنما اثر لعبة جماعية وتمريرة متقنة من دي بروين الى القائم الأيسر حيث لوكاكاو الذي طار لها وحولها برأسه في الشباك (69).

ولم ينتظر مهاجم مانشستر الإنكليزي طويلا لاضافة هدفه الشخصي الثاني والثالث لبلاده اثر هجمة مرتدة سريعة بدأها اكسل فيتسل الذي مرر الكرة للقائد إدين هازار فتقدم بها قبل أن يمررها خلف الدفاع الى لوكاكو الذي سددها بيمناه على يسار الحارس (75).

وتراخى البلجيكيون بعد الهدف الثالث وسمحوا لمنافسيهم في الانطلاق الى الأمام وهددوا مرمى كورتوا دون أن يتمكنوا من تسجيل هدفهم الأول في النهائيات.

لكن بالنسبة للمدرب الكولومبي لبنما هرنان داريو غوميز الذي ينفرد بإنجاز أن يكون أول مدرب يؤهل ثلاثة منتخبات مختلفة الى النهائيات (كولومبيا 1998 والاكوادور 2002)، فإن المباراة الأولى في كأس العالم فرصة للتعلم، مشيرا الى أنه "كان يوما عاطفيا جدا".

وأوضح "هذه مشاركتي الخامسة في كأس العالم (كان مساعدا لمدرب كولومبيا عامي 1990 و1994)، لكني أشعر كأنها المرة الأولى... كانت تجربة لا تقدر بثمن لبلدنا (رغم أنه كولومبي) وأعتقد أن الأداء الذي قدمناه لم يكن سيئا. لا أحد يفرح بالهزيمة لكني قلت للاعبي فريقي أن خسرنا بكرامة".

وتأمل بنما أن تسجل هدفها الأول ونقطتها الأولى في كأس العالم عندما تلاقي إنكلترا الأحد المقبل في نيجني نوفغورود.