نجحت منتخبات الأوروغواي وكرواتيا وبلجيكا في تخطي دور المجموعات والتأهل لدور الستة عشر من بطولة كأس العالم المقامة بروسيا، بعدما حققت النقاط الكاملة بإحرازها ثلاثة انتصارات في الدور الأول.

وكانت الأوروغواي قد فازت على مصر والسعودية بهدف دون رد، قبل ان تهزم روسيا بثلاثية نظيفة في آخر مبارياتها في المجموعة الأولى، حيث ستلاقي منتخب البرتغال في الدور الثاني، أما كرواتيا فقد تصدرت المجموعة الرابعة ، بعد فوزها على نيجيريا بهدفين دون رد، ثم على الأرجنتين بثلاثية نظيفة، وأخيراً على آيسلندا بهدفين مقابل هدف، لتواجه الدنمارك في دور الستة عشر ، في حين أن بلجيكا ستلعب مع اليابان في ذات الدور، بعدما تغلبت على بنما بهدفين نظيفين، ثم على تونس بستة أهداف مقابل هدفين ، ثم على إنكلترا بهدف دون رد .
 
وعلى الرغم من أن هذه المنتخبات ، قد كشفت عن قدراتها الفنية العالية التي تمكنها من المنافسة على اللقب، إلا أن الحظ قد يتخلى عنها ويبدد آمالها وأحلامها بالبقاء في أجواء البطولة بسبب لعنتي النقاط الكاملة ونظافة الشباك في دور المجموعات، وهما اللعنتان اللتان أطاحتا بمنتخبات كبيرة وعريقة في البطولة، تماماً مثلما أطاحت لعنة البطل بمنتخب ألمانيا وأقصته مبكرا من المنافسة.
 
منتخبات أصابتها اللعنة
 
ويحفل تاريخ كأس العالم بحالات عديدة لإحدى اللعنتين، والتي راح ضحيتها منتخبات عالمية كانت مرشحة للظفر باللقب وإعتلاء عرش الكرة العالمية ، قبل أن تجد نفسها تدفع ثمن بدايتها القوية وتألقها اللافت في دور المجموعات، وتخرج من البطولة .
 
هذا ولاحقت اللعنتان منتخبات البرازيل والأرجنتين و إنكلترا و الدنمارك وإيطاليا في دورات مختلفة من كأس العالم، مما حطم آمالها في التتويج بكأس البطولة ، لدرجة أن بعد هذه المنتخبات لم تتمكن من تجاوز دور الستة عشر وسط ذهول عشاقها.
 
مونديال إسبانيا 1982
 
أطاحت هذه اللعنة بمنتخب إنكلترا الذي سجل النقاط الكاملة في الدور الأول بفوزه على كل من فرنسا وتشيكوسلوفاكيا والكويت، غير أن آماله تبددت في الدور الثاني، بتسجيله تعادلين مخيبين أمام ألمانيا الغربية وإسبانيا ، ليودع البطولة ويتأهل الألمان عن هذه المجموعة إلى المربع الذهبي.
 
وفي نفس المونديال، عرف المنتخب البرازيلي ذات المصير عندما قهر في الدور الأول كلاً من اسكتلندا والاتحاد السوفيتي و نيوزيلندا ، مسجلاً ثلاثة انتصارات دون أن تهتز شباكه، ليواجه في الدور الربع النهائي منتخبي إيطاليا والأرجنتين منتشيًا بإحرازه العلامة الكاملة ونظافة عرينه، لكنه وجد نفسه يخسر المواجهة أمام ايطاليا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في وقت كان بحاجة لتعادل فقط من أجل الوصول إلى الدور قبل النهائي ، بعدما استقبلت شباكه أربعة أهداف في مباراتين ليهدر فرصة ذهبية كانت أمامه لإحراز لقبه الرابع.
 
مونديال المكسيك 1986
 
اصطدمت آمال البرازيليين مجدداً باللعنتين، بعدما حقق أبناء المدرب الراحل تيلي سانتانا ثلاثة انتصارات في المجموعة الرابعة وبشباك نظيفة ، حيث فازوا على إسبانيا والجزائر بهدف دون رد، ثم على إيرلندا الشمالية بثلاثة أهداف نظيفة ، ليتأهلوا لدور الستة عشر ويهزموا بولندا برباعية نظيفة ، قبل أن يصطدموا باللعنة أمام المنتخب الفرنسي ويخرجوا من البطولة، بعدما أهدروا فرص بالجملة كانت كفيلة بنقلهم للدور النصف النهائي ، خاصة ركلة الجزاء التي أضاعها زيكو خلال المباراة، مقابل إحراز الفرنسي باتريك باتيستون لركلة الجزاء التي سجلها بأعجوبة بعد ارتطامها بالقائم ثم ارتطامها مجدداً بظهر الحارس البرازيلي كارلوس روبيرتو غالو ودخولها الشباك .
 
الدنمارك ضحية جديدة
 
وفي نفس البطولة، ذهب المنتخب الدنماركي ضحية لعنة النقاط الكاملة، في أول ظهور له في بطولة كأس العالم، إذ فاز وبسهولة على منتخبات ألمانيا الغربية والأوروغواي و اسكتلندا ليصل إلى دور الستة عشر منتشياً، قبل أن يسقط بخسارة مدوية من إسبانيا بخمسة أهداف مقابل هدف دون تفسير فني وتكتيكي لهذه الخسارة، في وقت وقف فيه الحظ إلى جانب الألمان حتى النهائي بعدما كانوا قريبين من الخروج المبكر.
 
مونديال إيطاليا 1990
 
عادت اللعنتان لتضرب منتخبين كبيرين، هما المنتخب البرازيلي المرشح الأقوى والمنتخب الإيطالي صاحب الضيافة .
 
وحققت البرازيل العلامة الكاملة في دور المجموعات بفوزها على السويد وكوستاريكا واسكتلندا ، وهو ما عزز من فرصتها في المنافسة على اللقب ، إلا أن مسيرتها توقفت عند دور الستة عشر، عندما واجهت غريمتها الأرجنتين وسط توقعات بإكتساح برازيلي، لكن المباراة انتهت بفوز أبناء "التانغو" بهدف قاتل أطاح بأبناء "السامبا" من البطولة.
 
والغريب أن البرازيل عندما تخلصت من هذه اللعنة، نجحت في إحراز لقبها العالمي الرابع في مونديال 1994 بأميركا، حيث تجاوزت دور المجموعات بفوزين وتعادل، بعدما اهتزت شباكها بهدف سويدي في الدور الأول.
 
اللعنة تصيب إيطاليا
 
وفي تلك الدورة، سجلت إيطاليا بداية قوية بتحقيقها العلامة الكاملة في دور المجموعات ودون أن تهتز شباكها أمام منتخبات النمسا وتشيكوسلوفاكيا والولايات المتحدة الأميركية، لتصل حتى دور الأربعة و شباكها لا تزال نظيفة بعدما تجاوزت الأوروغواي وإيرلندا .
 
وفي دور النصف النهائي، واجهت إيطاليا نظيرتها الأرجنتين الجريحة، ليجد الطليان أنفسهم يقصون على أرضهم وأمام جماهيرهم بأول هدف تتلقاه شباكهم في البطولة برأسية كلاوديو كانيجيا بعد تمريرة ساحرة من دييغو مارادونا، لتحسم المواجهة بركلات الترجيح في مباراة رشح زملاء باولو مالديني بكسبها بسهولة وإمطار الأرجنتين بوابل من الأهداف، لكن اللعنة وقفت مع أبناء "التانغو".
 
مونديال فرنسا 1998
 
جاء دور اللعنة هذه المرة لتُصيب المنتخب الأرجنتيني، الذي شارك في البطولة بجيل جديد يضم أسماء لامعة في أول مونديال بدون مارادونا، إذ سجل ثلاثة انتصارات في دور المجموعات، ودون ان تهتز شباك حارسه كارلوس روا، حيث فاز على اليابان و جامايكا وكرواتيا، وهو المنتخب الوحيد الذي نجح في البطولة بإحراز النقاط كاملة وبشباك نظيفة .
 
ونجح المنتخب الأرجنتيني في تجاوز نظيره الإنكليزي في دور الستة عشر بشق الأنفس بفضل ركلات الترجيح، إلا انه فشل في تجاوز المنتخب الهولندي في دور الثمانية بعدما خسر أمامه بهدفين لهدف، في مباراة كان أبناء "التانغو" هم الطرف الأقوى والأفضل، قبل أن يرتكب أرييل أورتيغا خطأ فادحاً بتصرفه غير اللائق تجاه الحارس الهولندي أدوين فان دير سار، ويتعرض للطرد من المباراة، وهو ما خدم "الطواحين الهوائية" لتحقيق الإنتصار .