كان اللقاء بين المنتخبين البلجيكي والفرنسي في الدور نصف النهائي لكأس العالم في كرة القدم، فرصة لمشجعيهما لمتابعة مباراة كلاسيكية هي الـ 74 بينهما. في كومين المقسمة بين البلدين، كان "الجميع فائزا"، على رغم ان نتيجة المباراة أتت لصالح "الديوك" الفرنسيين على حساب "الشياطين الحمر" البلجيكيين.

على وقع هتافات "هيا أيها الزرق!" المؤيدة للمنتخب الفرنسي، أو عبارات التشجيع لـ "الشياطين الحمر" البلجيكيين، تابع المشجعون المباراة التي انتهت بفوز فرنسا 1-صفر وبلوغها المباراة النهائية للمونديال الروسي.

في بداية الامسية وفي حانة واقعة على الطرف البلجيكي، بدا التصفيق أقوى للنشيد الوطني للمملكة على حساب نشيد "لا مارسييز" الفرنسي. ويفسر كيليان (18 عاما) ذلك بقوله "في النهاية نحن في بلجيكا!".

العديد من الفرنسيين عبروا الجسر الفاصل بين شطري البلدة وجاؤوا ليستغلوا الاجواء البلجيكية وسط عشرات من مشجعي المنتخب المنافس الذين وضعوا على رؤوسهم قبعات بألوان منتخب بلادهم الأسود والأصفر والأحمر. باعتراف الجميع "الأجواء أفضل هنا".

قدم العاملون في الحانة كؤوس الجعة وقد كتب عليها "الاتحاد الفرنسي لكرة القدم"، وسط انتشار لأعلام البلدين في كل مكان.

- "فرنسي؟ بلجيكي؟" -

سأل جان الملقب بـ "تورو"، جان-لوي الذي وضع على رأسه شعرا مستعارا بألوان العلم الفرنسي، بينما ارتدى قميصا للمنتخب البلجيكي "هل أنت فرنسي؟ هل أنت بلجيكي؟". أتاه الجواب "الاثنين"، فرد عليه "أنت مثالي!".

وأوضح جان "اذا فازت فرنسا، سأكون مع فرنسا في المباراة النهائية. نقوم بتبادل المزاح في ما بيننا لكننا جيران وأصدقاء قبل اي شيء اخر".

لكن على مدى الدقائق التسعين، كان كل مشجع يهتف لفريقه المفضل، لاسيما لحارسي المرمى البلجيكي تيبو كورتوا والفرنسي هوغو لوريس.

ومع الهجمات البلجيكية الأولى في مطلع المباراة، كانت الخيبة بادية على وجه البعض المعسكر الفرنسي، في حين كان الآخرون في الطرف البلجيكي يعبرون عن ارتياحهم. ثم جاءت الركلة الحرة المباشرة لانطوان غريزمان مهاجم المنتخب الفرنسي. "انطون سيسجل"! صرخ أحدهم من ناحية منضدة المشروبات، ليرد عليه آخر بسخرية "انطوان سينزلق!".

وأكد جان-باتيست المولود فرنسيا ويقيم حاليا في بلجيكا "هذا المساء، انا بلجيكي بنسبة 200 في المئة". وأضافت شابة بالقرب منه وتدعى ديانا، بلجيكية وأم لأطفال فرنسيين "اذا خسرت فرنسا سنقوم بمواساتهم".

أما الطالبة الفرنسية ايميلي المقيمة في الطرف الفرنسي، فاعتبرت ان المباراة "نهائي قبل النهائي"، مضيفة ممازحة "اذا فازوا، سيقومون بتسديد ثمن الجعة التي شربناها! في الحقيقة، سنكون سعداء في كل الاحوال".

وكان لسان حال ليتيسيا (33 عاما) التي قدمت مع صديقها وولديهما البالغين من العمر 5 سنوات و15 شهرا تواليا، مماثلا بقولها "نحن دائما في بيتنا، أكنا في الطرف الفرنسي أو البلجيكي".

سجل المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي الهدف الفرنسي الوحيد في مطلع الشوط الثاني، فانفرجت أسارير الفرنسيين في مقابل وجوم جيرانهم الذين حاولوا تحفيز أنفسهم من خلال صيحات "هيا بلجيكا، هيا بلجيكا!".

وفي الوسط، جلس مشجع لبلجيكا يصفق بخفر بعد الهدف الفرنسي. وقال يانيك (53 عاما)، البلجيكي من أب فرنسي "نشعر بالحزن لكننا سنساند فرنسا الآن في المباراة النهائية!".

وبالنسبة الى ديانا، كان "الجميع فائزا" بنتيجة المباراة.

أما تيم الفرنسي الذي يعمل في بلجيكا، فقال "أنا سعيد للغاية (...) لكني احتفلت بداخلي لكي لا أزعج البلجيكيين، فنحن عندهم في نهاية المطاف".

الا ان التنافس لم يخل من بعض التوتر في الخارج، حيث نشب عراك بين مشجعي المنتخبين، تدخلت الشرطة سريعا لوضع حد له.