أكدت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) الثلاثاء أن روسيا تجاوزت مهلة 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي لمنح خبرائها حرية الوصول إلى بيانات مختبر موسكو لمكافحة المنشطات، وهو أحد شروط تعليق إيقافه بعد فضيحة تنشط مدوية.

وعاد وفد الوكالة التي تتخذ من كندا مقرا لها، خالي الوفاض الشهر الماضي، إذ لم يتمكن خمسة خبراء من الحصول على بيانات المختبر بسبب مسائل أثارها الروس ولم تكن واردة في المباحثات بين الجانبين، لجهة أن استخدام الفريق معداته الخاصة لسحب البيانات يجب أن يخضع لمصادقة بموجب القانون الروسي.

وكان توفير حق النفاذ الكامل الى قاعدة البيانات في المختبر قبل نهاية العام المنصرم، أحد شروط الوكالة الدولية للقرار المثير للجدل الذي اتخذته في أيلول/سبتمبر الماضي، برفع الإيقاف عن الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات "روسادا"، والمفروض منذ ثلاثة أعوام على خلفية فضيحة التنشط الممنهج برعاية الدولة التي هزت الرياضة العالمية.

ومن المقرر أن تعقد اللجنة المستقلة لمراجعة التزام روسيا بقوانين وكالة مكافحة المنشطات اجتماعا في 14 و15 كانون الثاني/يناير الجاري لمناقشة متابعة القضية بحسب الوكالة.

وشرحت الوكالة في بيان "تؤكد وادا اليوم (الثلاثاء) انه منذ 21 كانون الأول/ديسمبر لم تجر أي مهمة أخرى في روسيا".

ونتيجة لذلك، انتهى الموعد النهائي في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر الماضي للوصول إلى البيانات، وهو أحد شرطين حددتهما الوكالة في 20 أيلول/سبتمبر الماضي لرفع الإيقاف عن الوكالة الروسية.

وقال كريغ ريدي رئيس وادا "أشعر بخيبة أمل شديدة" موضحا أن الوكالة سترسل في الأيام المقبلة تقرير بعثة الخبراء الى لجنة مراجعة الامتثال المسؤولة عن تحديد التزام الوكالات الوطنية بقوانين وادا.

وتابع ريدي "في 14 و15 كانون الثاني/يناير 2019، ستجتمع اللجنة لمراجعة هذه العناصر وتقديم توصيات إلى اللجنة التنفيذية لوادا".

وكان مدير العام للوكالة الدولية السويسري أوليفييه نيغلي اعتبر ان الحصول على البيانات بمثابة "القطعة المفقودة في الأحجية وهي التي ستكمل نسخة قاعدة البيانات الموجودة في حوزة وادا، وستساهم في أن تفضي التحقيقات الى نتائج".

- خشية "لا أساس لها" -

ورفعت وادا أواخر أيلول/سبتمبر الايقاف المفروض على روسادا منذ نهاية 2015، لكنها طلبت في المقابل الحصول قبل 31 كانون الأول/ديسمبر على بيانات فحوص الكشف عن المنشطات التي أجراها مختبر موسكو بين 2011 و2015.

وخلال تلك الفترة، اتهم المختبر بعملية غش كبيرة تورطت فيها أجهزة تابعة للدولة حسب تحقيقات دولية منها تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين.

وكان الكرملين رفض الجمعة مطالبة مدير الوكالة الروسية يوري غانوس، الرئيس فلاديمير بوتين بالتدخل للتجاوب مع مطالب الهيئات الدولية لاسيما المتعلقة ببيانات مختبر موسكو. وكان غانوس قد طلب الخميس من بوتين التدخل لضمان حصول الوكالة الدولية "وادا" على بيانات مختبر موسكو، خشية فرض عقوبات رياضية جديدة على البلاد، الا أن الكرملين اعتبر أن هذه الخشية "لا أساس لها".

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "مدير (روسادا) ليس مطلعا للأسف على التقدم المحقق بين ممثلي روسيا وخبراء الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات الذين قدموا الى موسكو".

وتابع "هو ببساطة لا يعرف التفاصيل. العديد من الأمور التي أبدى قلقه بشأنها لا أساس لها"، مضيفا "نفهم أن السؤال مطروح لجهة كيف وتحت أي نظام سيتسمر هذا التعاون (بين روسيا ووادا)، والأمر سيتم بته قريبا".