يواصل خالد السويدي، وهو شاب إماراتي، رحلة الجري من جامع زايد الكبير بأبوظبي صوب مكة، وقد بدء رحلته منذ مستهل فبراير الجاري، ومن المنتظر أن يواصل قطع &المسافة التي تبلغ 2070 جرياً على الأقدام في 38 يوماً، وفقاً للتوقعات المبدئية، وهو الأمر الذي يعني أنه يتوجب عليه الركض 55 كم يومياً، لكي يتمكن في نهاية المطاف من تحقيق هدفه الأكبر بالوصول إلى مكة في الفترة الزمنية التي تم تحديدها قبل الإنطلاق من أمام جامع زايد الكبير.

وقطع الشاب الإماراتي نصف المسافة تقريباً حتى اليوم، أي أكثر من 900 كم، &وكان من اللافت الإستقبال الذي حظي به من الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير دولة الإمارات لدى المملكة العربية السعودية، فقد حرص السفير الإماراتي على مشاركة مواطنه في رحلة الركض لمسافة 9 كم، دعماً وتشجيعاً له على مواصلة الرحلة.

45 حذاء رياضي&

الشاب الإماراتي خالد السويدي، البالغ 35 عاماً، &والذي يعمل مديراً تنفيذياً لمركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية، قام بالتحضير جيداً لرحلته، حيث من المتوقع أن يستعين بـ 45 حذاء رياضي يتم استهلاكها في الركض خلال الطريق الذي يمتد إلى أكثر من 2000 كم، ومن المتوقع أن يستهلك ما يقرب من 30 كجم من الفاكهة، و 40 كجم من الخضروات، وغيرها من التحضيرات اللازمة التي تضمن له إنهاء الرحلة بنجاح ببلوغ الهدف.

لماذا ؟ وما الهدف ؟

وفي ظل الإهتمام الإماراتي السعودي على المستويين الشعبي والإعلامي برحلة جمال السويدي كان السؤل الدائم حول الهدف من الركض من أبوظبي إلى مكة، وهو السؤال الذي أجاب عنه صاحب المبادرة، الذي قال :"هدفي تقديم الشكر للأشقاء في السعودية، وهو كما أراه واجب وطني وديني وأخلاقي، وتعبير عن فخرنا بعلاقات الأخوة بين الإمارات والسعودية، وهذا الفخر يحتاج إلى مبادرات تعبر عنه بطريقة ملموسة، وهو الأمر الذي دفعني لفعل ذلك، على الرغم من الصعوبات الكبيرة، والرحلة الشاقة.

وأضاف للأسباب التي جعلته يخوض هذا التحدي، أن مكة هي المكان الذي تتعلق به قلوب 1.8 مليار مسلم حول العالم، وهي المدينة المقدسة التي تهفو قلوب الملايين صوبها كل يوم 5 مرات خلال الصلوات، ومن ثم سعى للركض صوب المكان يحيط به الحب أكثر من أي مكان آخر في العالم.

الأب بين الفخر والقلق

الدكتور جمال السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، رئيس مجلس إدارة جمعية رحمة لرعاية مرضى السرطان، يحرص على متابعة تفاصيل رحلة الإبن أولاً بأول، ولا يتردد في تقديم الدعم المعنوي له من خلال رسائل يقوم بنشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وكان آخرها قوله إنه فخور بما يفعله الإبن، مشيراً إلى أن مشاعر الفخر تفوق هواجس الخوف من صعوبة الرحلة، مضيفاً:"خالد.. أريد أن أقول لك إنك تمنحني شعوراً بالفخر يفوق خوفي عليك كأب من مخاطر الطريق، فالإصرار الذي رأيته في عينيك، واليقين الذي ينبض به صوتك، والساعات التي قضيتها تجري في أصعب الظروف المناخية، أزالت قلقي وهواجسي، أثق في أنك سوف تنتصر، لأن الله لا يضيع جهداً صادقاً.