تتجه أنظار العالم صوب أبوظبي الأسبوع المقبل لمتابعة الحدث الرياضي والإنساني الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، وهو الأولمبياد الخاص الذي يشارك في منافساته أكثر من 190 دولة يمثلها 7500 لاعب ولاعبة ممن يعانون من إعاقات ذهنية، وصعوبات في التعلم، وغيرها من المشكلات التي تتعلق بالحالة الذهنية، ويبلغ عدد اللعبات التي تقام في الأولمبياد 24 لعبة، ويترقب العالم حفل الإفتتاح الذي يقام مساء الخميس المقبل 14 مارس باستاد مدينة زايد الرياضية بحضور ما يقرب من 50 ألفاً، تتقدمهم شخصيات عالمية مرموقة.

آل نهيان وآل كينيدي

تمتد رحلة الأولمبياد الخاص الذي يتم تنظيمه لمن يعانون من الإعاقات الذهنية على مدار ما يقرب من 60 عاماً، حيث كانت البدايات عن طريق عائلة كينيدي الأميركية العريقة في عالمي العمل الإنساني والسياسة، وأشهر وجوهها الرئيس الراحل جون كينيدي الذي تولى حكم الولايات المتحدة في بدايات الستينيات من القرن الماضي.

وقد تولت السيدة يونيس كينيدي شرايفر شقيقة الرئيس جون كينيدي هذا الملف منذ بداياته، وأقامت في منزلها معسكراً تدريبياً ورياضياً للمعاقين ذهنياً في عام 1962، وأصرت على إكمال مشوارها حتى النهاية بتنظيم أول دورة أولمبية للمعاقين ذهنياً عام 1968، وتستمر العائلة في مسيرة الخير بتولي تيم شرايفر وهو إبن السيدة يونيس رئاسة الأولمبياد الخاص العالمي في الوقت الراهن.

&والآن تصل رحلة الأولمبياد الخاص إلى محطتها الأكثر بريقاً بفضل رعاية عائلة "آل نهيان" للحدث، وعلى رأسها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والذي يولي الحدث إهتماماً خاصاً على المستويات كافة، وتؤكد الأرقام التي حصلت عليها "إيلاف" من اللجنة المنظمة للأولمبياد الخاص في دورته الحالية "أبوظبي 2019" على أن الحدث سوف يكون الأكبر في تاريخ الدورات الأولمبية للمعاقين ذهنياً.

كما أنه الأكبر في تاريخ المسابقات الرياضية بالشرق الأوسط، وهو الأكبر بصورة مطلقة في عام 2019 على المستوى&العالمي، ويتابع ولي عهد أبوظبي هذا الملف باهتمام بالغ يعكس الإهتمام الكبير في دولة الإمارات بأصحاب الهمم، وهو الإسم الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي على الفئات التي تعاني من الإعاقات الحركية أو الذهنية.


20 ألف متطوع

يبلغ عدد المتطوعين في أولمبياد أبوظبي ما يقرب من 20 ألفاً، وهو العدد الأكبر في جميع البطولات العالمية على المستويات كافة، كما أن هناك 3500 مدرب وطبيب سوف يرافقون 7500 لاعب ولاعبة من 192 دولة حول العالم، وبعيداً عن البعثات الرسمية، فسوف يكون هناك ما لا يقل عن 10 آلاف شخص من عائلات اللاعبين واللاعبات، حيث لا يمكن لكثير من العائلات ترك الأبناء الذين يعانون من مشكلات ذهنية دون مرافقتهم في كل مكان، والأمور على هذا النحو تؤكد أن أبوظبي سوف تكون لديها مهمة ثقيلة لإنجاح هذا الحدث الكبير من الناحية التنظيمية، خاصة أنه يواكب عام التسامح الذي أعلن عنه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.