تترقب الجماهير الإيطالية عامة و جماهير مدينة ميلانو خاصة إقامة المواجهة الكبيرة التي تجمع الجارين أي سي ميلان وضيفه إنتر ميلان في قمة مباريات الجولة الثامنة والعشرين من بطولة الدوري الإيطالي، وذلك في النسخة رقم 170 من دربي "ديلا مادونينا" المعروف باسم "دربي الغضب".

ورغم ان الغريمين خرجا&مبكراً من دائرة المنافسة على لقب بطولة الدوري المحلي، بعدما حسمه يوفنتوس نظرياً لصالحه في ظل الفارق الشاسع بينه وبين ملاحقيه ، إلا ان المباراة ونقاطها الثلاث تكتسي اهمية بالغة للجارين في خضم سعيهما إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا ، وهي المسابقة التي غاب عنها أي سي ميلان &في السنوات الأخيرة ، بينما عاد إليها الإنتر خلال الموسم الجاري بعد غياب طويل هو الآخر.

استقرار في ميلان

يحتل ميلان المركز الثالث برصيد 51 نقطة ، بينما يحتل جاره الإنتر المركز الرابع برصيد 50 نقطة و هو الترتيب الذي يرفع من درجة الندية في هذا الدربي.

وتبدو المعطيات التي تسبق النزال متباينة لطرفي الدربي ، وتصب في صالح ميلان صاحب الضيافة ، مما يرشحه لتحقيق الفوز وتعزيز مركزه الثالث ثم الاقتراب من الوصافة مع الثأر لخسارته ذهاباً على ملعب "جوزيبي مياتزا" بهدف دون رد .

هذا وحقق ميلان تحت إشراف مدربه جينارو جاتوزو نتائج متميزة منذ نهاية عام 2018 بدليل انه لم يخسر أي جولة منذ سقوطه أمام فيورونتينا في الجولة الثانية عشرة وتحديداً في منتصف شهر ديسمبر الماضي ، حيث حقق بعدها ستة انتصارات وثلاثة تعادلات ، حيث كشفت المباريات التسع&الأخيرة عن صلابة دفاع "الروسونيري" ومن خلفهم الحارس الشاب المتألق جيانلويجي دوناروما ، مع الإشارة الى أن ميلان هو الأقل استقبالاً للأهداف ليس في إيطاليا فقط ، ولكن في الدوريات الأوروبية الكبرى الخمسة بعدما تلقت شباكه ستة اهداف فقط.

كما تمتع كتيبة المدرب جاتوزو بقدرات فنية و بدنية عالية ، وذلك بعدما تفرغوا للاستحقاق المحلي وأصبحوا اكثر تركيزاً على هذا الدربي بعد خروجهم مبكراً من مسابقة الدوري الأوروبي.

كما سيستفيد ميلان من تواجد مدربه جاتوزو على دكة البدلاء خلال موقعى "الدربي" بعدما كان معرضاً للإيقاف والغياب بسبب اعتراضه على حكم المباراة ، قبل ان تكتفي اللجنة الانضباطية بتغريمه و تحذيره فقط .

الإنتر على صفيح ساخن

يعيش الإنتر ظروفاً تزداد صعوبة من جولة لأخرى ، كان آخرها خسارته على ارضه أمام انتراخت فرانكفورت الألماني بهدف دون رد ، مما تسبب في إقصائه من الاستحقاق القاري الذي كان يراهن عليه لإنهاء موسمه بمصالحة جماهيره التواقة في الصعود إلى إحدى المنصات.

وكانت أحوال "النيراتزوري" قد تغيرت كثيراً بالمقارنة مع دربي الذهاب ، حيث تراجعت نتائجه في مختلف المسابقات ، كما ان قضية مهاجمه الأرجنتيني ماورو إيكاردي الذي سجل هدف الانتصار في لقاء الذهاب لا تزال تلقي بظلالها على الفريق بعدما عجز الجهازين الإداري والفني عن إيجاد العلاج المناسب لهذه المعضلة، التي اثرت سلباً على استقرار الفريق.

وخلال المرحلة التي تألق فيها ميلان ، كان الإنتر قد سجل ثلاث هزائم، مما ساعد جاره على تقليص الفارق قبل ان يلحق به ثم يتجاوزه في سلم الترتيب .

ظروف متباينة

استفاد ميلان كثيراً من فترة الانتقالات الشتوية لإعادة ترتيب أوراقه ، حيث تخلص من عبء مهاجمه الأرجنتيني غونزالو هيغواين بإعارته إلى نادي تشيلسي الإنكليزي ، ثم تعاقد مع الهداف البولندي كرزيستوف بياتيك الذي اظهر مهاراته العالية ، ونجح في صنع الفارق و تقديم الإضافة لـ"الروسونيري" ، وفي المقابل فإن "النيراتزوري" خسر إحدى ابرز و اهم اوراقه باستبعاده إيكاردي بسبب سحب شارة القيادة.

وتبدو المعطيات التي تسبق المواجهة وكإنها انعكست منذ لقاء الذهاب، حيث اصبحت الكفة تميل لصالح ميلان في مواصلة سلسلة نتائجه الجيدة .

وسيساعد الفوز صاحبه على تعزيز فرصته في المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم ، بينما الخاسر سيهدر اهم فرصة نحو خطف بطاقة التأهل، خاصة إنتر ميلان المطالب بالفوز او تفادي الخسارة على الاقل من خلال تقاسم نقاط المباراة مع جاره ، لأن تلقيه أي خسارة جديدة قد تجعله يدخل نفقاً مظلماً يصعب خروجه منه قبل نهاية الموسم الجاري .

ويرشح الخبراء نجاح ميلان في تجاوزه جاره الإنتر ، واستغلال ظروفه السيئة بعد الاقصاء القاري الذي أعاده إلى نقطة الصفر.

الحاضر لميلان والتاريخ للإنتر

إذا كانت المعطيات الحالية تخدم أي سي ميلان لتحقيق الفوز على إنتر ميلان ، فإن الأخير وفي ظل ظروفه الصعبة سوف يتسلح بالتاريخ لتحقيق نتيجة إيجابية.

ويتفوق الإنتر تاريخياً برصيد 63 انتصاراً مقابل 51 انتصاراً لميلان ، بينما انتهت 55 مواجهة بينهما بالتعادل ، كما يتفوق "النيراتزوري" في الاهداف المسجلة بعدما أحرز 233 هدفاً مقابل 217 هدفاً لـ"الروسونيري".

وبالرجوع إلى الحصيلة الإجمالية في المواجهات التي جمعتهما في كافة الاستحقاقات المحلية والقارية، والبالغ عددها 222 مباراة ، فإننا نجد بإنها تصب لصالح الإنتر بواقع 79 انتصاراً مقابل 76 فوزاً لميلان، بينما كان التعادل حاضراً في 67 مباراة، حيث سجل "الأفاعي" 300 هدف مقابل 297 هدفاً لـ"الشياطين الحمر".

وأخيراً، فإن المواسم الثلاثة الأخيرة قد شهدت تفوقاً للإنتر مستغلا تراجع جاره اللافت، &بدليل ان آخر فوز لميلان كان في موسم (2015-2016) عندما انتصر بثلاثية نظيفة في "السان سيرو" و" جوزيبي مياتزا"، بينما انتهت بقية المباريات في المواسم الموالية لصالح الإنتر أو التعادل.