على مقربة من أهرام الجيزة، تستضيف القاهرة الجمعة قرعة كأس الأمم الإفريقية 2019 في كرة القدم تحضيرا للبطولة الأكبر في تاريخ القارة، والتي تعد مصر بأن تكون جاهزة لها، على رغم عدم إعلانها أي إجراء ملموس بشأنها قبل نحو شهرين فقط من انطلاقها.

وتستضيف مصر بين 21 حزيران/يونيو و19 تموز/يوليو، بطولة الأمم الإفريقية الأكبر بمشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى بدلا من 16، علما بأن البطولة القارية تقام للمرة الأولى أيضا في الصيف بدلا من مطلع العام.

ومع اقتراب موعد انطلاق البطولة، لا يزال العديد من الأسئلة من دون إجابات واضحة، مثل أماكن معسكرات المنتخبات الـ 24، شروط التأشيرات بالنسبة الى المشجعين الراغبين بالحضور وغيرها من التفاصيل التنظيمية.

وتقول ناتالي راب، مديرة الاعلام في الاتحاد الافريقي لكرة القدم ("كاف")، إن كل التفاصيل يتوقع أن تصبح أوضح "بعد إجراء القرعة".

واختيرت مصر لتنظيم البطولة للمرة الرابعة، والأولى منذ 2006، في كانون الثاني/يناير الماضي فقط، بعد منافسة مع جنوب إفريقيا على اثر قرار الاتحاد القاري سحب التنظيم من الكاميرون بسبب التأخر في تجهيز البنية التحية اللازمة والقلق من الوضع الأمني.

ويقول أحد المطلعين على كرة القدم الإفريقية وملف تنظيم البطولة لوكالة فرانس برس "ليس هناك أي شيء واضح لكن أحدا لا يستطيع أن يطرح أسئلة"، مضيفا أن المناخ المحيط بتنظيم البطولة "سلبي جدا".

- "تأنيب" من الكاف -

ويضيف هذا المتابع الذي رفض كشف اسمه، أن الاتحاد القاري "أنَب" بشدة اللجنة المصرية المكلفة بالتنظيم، ووجه لها اللوم خصوصا بسبب ضعف التنسيق بين الطرفين وتصريحات مثيرة للجدل يدلي بها أعضاؤها.

وتابع المطلع على شؤون الكرة القارية، أن الجانب المصري "لم يفهم أن في هذه البطولة، الاتحاد الافريقي هو المسؤول عن كل شيء".

لكن راب آثرت عدم التعليق عن نقاط الاختلاف العلنية بين الجانبين، مؤكدة أن كل الأمور "تسير بشكل جيد".

ومن أوجه التباين بين الطرفين، بيان من اللجنة الإعلامية في البطولة رفضت فيه "ما قام به الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتخصيص المقاعد الخاصة بالصحافيين المصريين في حفل مراسم قرعة البطولة لوكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية العالمية بحجة أن أطقم عملها من المصريين"، ما دفع الاتحاد القاري للرد في بيان ينفي به ذلك.

- ستة ملاعب -

وعلى صعيد الملاعب، نشرت اللجنة المصرية المنظمة الشهر الماضي قائمة بستة ملاعب قالت إنها ستستضيف المباريات، وذلك عبر حسابها على "تويتر" وباللغة العربية حصرا.

ولم يؤكد الاتحاد الإفريقي حتى الآن رسميا قائمة هذه الملاعب.

وقال رئيس اللجنة المنظمة اللاعب الدولي السابق محمد فضل لوكالة فرانس برس "كان علينا أن نختار بين 10 ملاعب واخترنا ستة"، ثلاثة منها في القاهرة (استاد القاهرة الدولي والدفاع الجوي واستاد السلام) الى جانب ملاعب الاسكندرية والسويس والاسماعيلية.

وغاب عن القائمة ملعبا بورسعيد وبرج العرب، وهما من الأبرز في البلاد، لاسيما الثاني الذي تقام عليه غالبية المباريات القارية للفرق المصرية، ويعد من الأكبر في العالم العربي مع سعة تصل الى نحو 80 ألف متفرج.

ويرى الصحافي الرياضي في موقع "الأهرام أونلاين" حاتم ماهر، أن "أكبر مصدر للقلق الآن هو مستوى الملاعب والأرض، ولكن يتوقع أن تكون كلها جاهزة قبل بدء المسابقة".

واذا كانت اللجنة تنشر بانتظام صورا للملاعب التي تم اختيارها، فان القليل من المعلومات متاح بشأنها خصوصا في ما يتعلق باستقبال المشجعين.

وعلى رغم أن السلطات المصرية تعتبر إقامة البطولة الإفريقية فرصة لتشجيع السياحة التي تراجعت بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية في أعقاب ثورة 2011 وسقوط الرئيس السابق حسني مبارك، أفادت وزارة السياحة فرانس برس بأنها لم تضع خطط محددة للاستفادة من البطولة.

ويعتقد ماهر أن "قرار استضافة بطولة الامم الافريقية كان فقط بغرض إثبات قدرة مصر على القيام بذلك أمام العالم"، غير أنه لا يرى "أي فائدة حقيقية" من تنظم المسابقة في بلد يعاني من أزمة اقتصادية.