قضت محكمة الإستئناف في العاصمة الإماراتية أبوظبي ببراءة الإعلامي يعقوب السعدي من الإتهام الموجه إليه من قبل ثنائي المنتخب الوطني الإماراتي، عمر عبد الرحمن "عموري"، وعلي مبخوت، بالإساءة إليهما بنشر معلومات عن سهرهما في حفلة ماجنة خارج مقر إقامة المنتخب الإماراتي أثناء مشاركته في كأس الخليج الماضية في الكويت، وتسبب حكم البراءة في إثارة تساؤلات عن تورط عموري ومبخوت فعلياً في هذه الحفلة الليلية في وقت كان المنتخب الإماراتي في استحقاق وطني، وهذه التساؤلات تخرج في نهاية المطاف عن الأسباب القانونية التي أدت إلى إصدار حكم ببراءة السعدي في القضية المعروفة شعبياً وإعلامياً في الإمارات بقضية الحفلة الماجنة.

عقوبة الربع مليون درهم

وأصدرت محكمة الجنح بأبوظبي، في مارس الماضي، حكماً بتغريم يعقوب السعدي بدفع ربع مليون درهم بعد أن وجهت إليه النيابة العامة تهمة السب والقذف إلى المدعي عليهما بسبب تغريداته المسيئة في حقهما إذ تمثل جريمة يعاقب عليها القانون الإماراتي، وتأجلت القضية التي شغلت الرأي العام في الامارات لمدة عام حتى يقدم المتهم دفاعه على رغم أن المجني عليهما تقدما بلائحة ادعاء مدني ضده كون ما قام به يندرج تحت قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات التي تصل عقوبتها إلى السجن والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين.

لاعب سابق ومحام

ترافع عن يعقوب السعدي، لاعب كرة القدم السابق والمحلل في قناة أبو ظبي الرياضية، يوسف حسين، الذي قدم لهيئة المحكمة أدلة تؤكد تنافي العقوبة السابقة في حق المدعى عليه مع نصوص القانون الخاصة بتقنية المعلومات، ما دفع بهيئة المحكمة لإصدار حكمها ببراعة السعدي وغلق القضية برمتها.

يعقوب السعدي الذي يتواجد حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، لتغطية ماراثون زايد، حيث يشغل حالياً مدير قنوات أبو ظبي الرياضية، اكتفى بالتعليق عبر حسابه في تويتر و كتب :"المحامي الفذ والصديق الرائع يوسف حسين، أيقنت أنه المحامي الأول في الإمارات لأنه يؤمن أولاً بما يفعل .. يبحث عن الحق وليس عن البراءة .. لأنه يحمل في صدره المحامي والقاضي معاً .. يوسف حسين حارس أمين للعدل .. أصبح الأول لأنه يستحق ولأن ما لديه ليس لدى غيره".

ثم أضاف: " بين الحق وبين العدل لا يجب أن تفقد يوما إيمانك كن واثقا في الله&..&ومهما تأخر النور قف في انتظار الشمس .. الحمد لله على فضله الكبير وعلى حكم قضائنا العادل والشامخ الذي أنصفني .. صدقوني فكرة العدل ليست في مجرد الحكم لصالحك أم ضدك .. لكنه زادك في الرحلة.. العدل أساس الملك والحياة".

تعاطفاً مع السعدي

وقد ضجت مواقع التوصل الاجتماعي بالعديد من التغريدات تعاطفاً مع يعقوب السعدي على الرغم من الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها كل من عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت بين الجماهير والرياضيين كافة في الامارات، فكتب رئيس القسم الرياضي في جريدة الاتحاد محمد البادع قائلا: " أبارك للأخ والصديق الإعلامي الكبير يعقوب السعدي.. كنت واثقاً من صدق مواقفك .. وإذا كان حكم القضاء عنوان الحقيقة فإنما لكي يعلم كل من ساوموا عليك أنك لم تكن يوماً إلا في صف الوطن&..&قلب البراءة الذي يحمله في صدره لا يستحق سوى البراءة". كما كتب الإعلامي كفاح الكعبي مباركاً حكم البراءة وقال :" مبروك براءة الأخ والزميل المبدع يعقوب السعدي ... والى المزيد من التميز".

مكانة عموري ومبخوت

وكان عموري وعلي مبخوت قد رفضا جميع الوساطات التي قامت بها شخصيات رياضية بارزة في أبوظبي لإقناعهما بالتنازل عن اللجوء للقضاء وحل الموضوع بالطرق الودية، الا أنهما تمسكا بحقهما قضائياً، ويعد عموري ومبخوت الأكثر شهرة في السنوات العشر الأخيرة في الكرة الإماراتية، ومن بين الأكثر شهرة ومكانة في الكرتين العربية والخليجية، وكذلك على المستوى الآسيوي، فقد سبق أن نال عموري لقب أفضل لاعب في القارة، وحصل مبخوت على لقب هداف آسيا 2015، وهو من أبرز الهدافين التاريخيين في القارة الصفراء.