احتشد مئات الآلاف في مختلف أنحاء مدينة تورونتو الكندية الإثنين، احتفالا بفريقها رابتورز الذي توج الأسبوع الماضي بلقب دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين للمرة الأولى في تاريخه، لكن إطلاق نار عكر هذه الاحتفالات دون أن يوقفها.

وأكدت شرطة مدينة تورونتو في حسابها على تويتر إصابة ضحيتين لكن حياتهما ليست في خطر، وأنها ألقت القبض على شخصين على علاقة بالحادث وصادرت سلاحين ناريين.

وحصل حادث إطلاق النار الذي عكر احتفال المدينة بإحراز رابتورز لقب الدوري الأميركي على حساب بطل الموسمين الماضيين غولدن ستايت ووريرز، في ساحة نايثن فيليبس حيث احتشد قرابة 65 ألف مشجع، بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

وتعطلت الاحتفالات في الساحة قرابة دقيقتين مع نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عشرات الأشخاص يهرعون خلف المسرح الذي وضع في الساحة.

لكن بعد سيطرة الشرطة على الوضع، استؤنفت الاحتفالات بانجاز رابتورز الذي أصبح أول فريق من خارج الولايات المتحدة يتوج بطلا للدوري، بفوزه الخميس في المباراة السادسة 114-110 على ملعب غولدن ستايت في أوكلاند (كاليفورنيا)، محولا المدينة الكندية الى بحر من الاحتفالات الصاخبة التي امتدت لساعات.

ومع عودة كواهي لينارد وزملائه الى تورونتو، ضجت المدينة باحتفالات شارك فيها مئات الآلاف من المشجعين الذين اصطفوا على جنبات الشوارع لمشاهدة لاعبيهم يستقلون الحافلات المفتوحة، على وقع هتافات "وي ذا نورث ("نحن الشمال")"، وهو الشعار الذي يعتمده الفريق، في إشارة جغرافية الى وقوع كندا على الحدود الشمالية للولايات المتحدة.

وملأت الحشود الضخمة متنزه "جوراسيك بارك" القريب من قاعة "سكوشيا بنك أرينا"، ملعب رابتورز، بأعداد تفوق بشكل كبير تلك التي احتشدت لمتابعة المباراة السادسة التي فاز به تورونتو، ومكنته من حسم سلسلة الدور النهائي بنتيجة 4-2.

وبدأ المشجعون بالتجمع منذ ليل الأمس في ساحة نايثن فيليبس التي تتسع لـ65 ألف شخص، بينما نصحت الشرطة الناس بعدم الاقتراب من منطقة المسرح لاكتظاظها بالكامل. كما أغلقت محطات مترو الأنفاق للحد من تدفق المشجعين.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، لم تحدد شرطة تورونتو عدد المشاركين في الاحتفالات التي يتوقع أن تستمر حتى نهاية بعد الظهر بالتوقيت المحلي. لكن المنظمين تحدثوا عن تقديرات تناهز مليوني شخص، أي نحو خمسة بالمئة من عدد سكان كندا (37 مليون شخص).

وعلق لينارد، أفضل لاعب في النهائي ونجم تورونتو في موسمه الأول معه بعد انتقاله من سان أنتونيو سبيرز، على مشهد الحشود بالقول "إنه أمر مدهش. أتى الجميع. لا أعتقد أن أحدا ذهب الى العمل اليوم".

وتابع "الجميع حصلوا على يوم عطلة. انظروا اليهم. إنه أمر جنوني. شكرا كندا على الدعم. لقد فعلناها (أي أحرزنا اللقب)".

وأشار لينارد الذي قد يختار عدم تفعيل عامه الثاني في عقده مع رابتورز ما يجعله لاعبا حرا في تموز/يوليو، الى أن الفريق كان يحتفل منذ خروجه من ملعب "أوراكل أرينا" في أوكلاند، مضيفا "كانت الأيام القليلة الماضية مذهلة. لا نوم. الكثير من الاحتفال. وسنستمر".

وقال مدرب الفريق نيك نورس "كنا نتوقع بأن يكون الاستعراض مذهلا، لكن لم نتخيل صورة مماثلة. إنه أمر رائع للغاية".

وفي شوارع تورونتو، ارتدى اللاعبون قمصانا خاصة بتتويجهم، ووضعوا النظارات الشمسية وحملوا السيجار واحتسوا الشامبانيا، احتفالا مع مشجعين اصطفوا على امتداد جادة لايك شور وشارع يورك حاملين اللافتات وملوحين بالأعلام.

وقال اللاعب كايل لاوري "لهذا أردنا الفوز ببطولة. هذا أمر لا يصدق".

ومنح رابتورز مدينته أول لقب رياضي كبير في منافسات أميركية شمالية منذ تتويج فريق "تورونتو بلو جايز" عام 1993 بلقب سلسلة "وورلد سيريز" النهائية لرياضة البايسبول.

وأبدى لاعب الفريق داني غرين دهشته مما شاهده الإثنين، موضحا "لم أتوقع هذا الكم من الناس (...) يبدو وكأن 37 مليون شخصا موجودون هنا. إنه لأمر مدهش. هذه هي طريقتنا في محاولة رد الجميل لهم. إنه أمر مميز. يبدو وكأنه يوم طويل جدا، أحد لم يخلد الى النوم".