تتجه الأنظار الى اللجنة الأولمبية الدولية بشأن مصير دورة الألعاب الصيفية المقررة في طوكيو هذا العام، في ظل انتقادات لإصرارها على المضي قدما بالتحضير لها في موعدها، على رغم الشلل الذي فرضه فيروس كورونا المستجد على الرياضة عالميا.

وتسبب وباء "كوفيد-19" بوفاة أكثر من تسعة آلاف شخص حتى الخميس، ودفع غالبية دول العالم لفرض قيود صارمة على حركة التنقل والسفر للحد من تفشيه. وفي الرياضة، علِّقت معظم المنافسات المقررة حاليا وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقررة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم.

على رغم ذلك، يبقى الموقف المعلن للمعنيين بطوكيو 2020، التحضير لانطلاقها كما هو مقرر (24 تموز/يوليو-التاسع من آب/أغسطس).

في مدينة لوزان السويسرية، رفعت اللجنة على مدخلها لافتة كتب فيها "البيت الأولمبي مقفل". ومنذ مساء الجمعة، يلتزم نحو 600 موظف فيها منازلهم بناء على "توصيات الهيئات الصحية"، بحسب ما أعلنت اللجنة.

ومن تلك المنازل، يواصل الموظفون التحضيرات لإقامة أكبر حديث رياضي في العالم، والذي عادة ما يستقطب أكثر من عشرة آلاف رياضي وملايين المشجعين لدى إقامته كل أربعة أعوام.

وبينما ابتعد هؤلاء عن المقر الأولمبي، يواظب رئيس اللجنة الألماني توماس باخ وأمينها العام البلجيكي كريستوف دي كيبر وعدد من المديرين الحضور، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من اللجنة وكالة فرانس برس.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه "الرئيس وبعض المديرين يتواجدون فقط في المبنى، ولكن في مكاتب متباعدة"، ضمن إجراءات الوقاية للحد من تفشي الفيروس الذي بات يصنف وباء عالميا.

وعقد باخ خلال هذا الأسبوع اجتماعات عبر الهاتف مع العديد من الأطراف المعنيين بالحركة الأولمبية، من اللجان الوطنية الى الاتحادات الدولية وممثلين للرياضيين، لتقييم الأوضاع في ظل الظروف الصحة، لتخرج اللجنة بالخلاصة التي تكررها منذ فترة هي والعديد من المسؤولين اليابانيين: نريد ان تنطلق دورة الألعاب في موعدها المحدد.

- "أربعة أشهر أمامنا" -

في تصريحات الأربعاء، شدد باخ على ان "كل العالم يدرك انه لا تزال تتبقى أربعة أشهر أمامنا" قبل انطلاق الألعاب.

واتى ذلك بعد نحو 24 ساعة من إصدار اللجنة بيانا مطولا، اعتبرت فيه ان لا حاجة لاتخاذ قرارات "جذرية" في الوقت الراهن بشأن مصير الألعاب، داعية الرياضيين الى مواصلة تحضيراتهم بأفضل ما يمكن.

المفارقة ان هذا الموقف أتى في يوم اتخذ فيه اتحادا كرة قدم قاريان قرارين بإرجاء بطولتين كبيرتين كانتا مقررتين هذا الصيف الى صيف العام 2021، وهما نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية.

وبحسب مشاركين في اجتماعات اللجنة الأولمبية، لم يطرح أي من ممثلي الاتحادات الرياضية الدولية الـ28 على باخ السؤال عما اذا كان يعتزم إرجاء دورة الألعاب الأولمبية لما بعد موعدها المقرر.

وقال رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة والعضو في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، الصربي نيناد لالوفيتش، لوكالة فرانس برس "نحن متفائلون جدا بإقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في موعدها".

وأوضح الأخير انه يجري "مشاورات هاتفية مع الاتحادات الأعضاء"، من أجل ان يقدم الى اللجنة الأولمبية "بحلول نهاية الشهر الحالي"، خطة من أجل انهاء برنامج التصفيات المؤهلة الى الألعاب الأولمبية.

وتابع "سنرجئ كل دورات التصفيات الى حزيران/يونيو"، بعدما أقرت اللجنة الأولمبية الثلاثاء بأن القيود التي فرضها فيروس "كوفيد-19" على حركة التنقل والسفر، تؤثر سلبا على تحضيرات الرياضيين للألعاب، مشيرة الى ان 43 بالمئة من المشاركين لم يحسموا تأهلهم بعد.

- "خطر كبير" -

لكن الى أي حد يمكن للجنة الأولمبية الدولية ودرة تاج برنامجها الرياضي، ان تبقى في منأى عن التأثر العالمي بفيروس كورونا؟

بحسب مسؤول في اتحاد دولي فضل عدم كشف اسمه "دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر من أي أمر آخر، على الصعيد التنظيم والميزانية والألق (...) وبالتالي يمكننا تفهم ان اللجنة الأولمبية الدولية تمنح نفسها وقتا إضافيا قبل اتخاذ قرار جذري يرتبط أيضا بمستقبل الرياضة العالمية".

ويتوقع ان يكبّد أي قرار بشأن إرجاء الدورة أو إلغائها، اليابان تكاليف اقتصادية باهظة بعدما أنفقت نحو 12 مليار دولار لاستضافتها.

ولم يغب تأثير الفيروس عن دورة الألعاب بشكل نهائي. فصباح الخميس، أقيمت في اليونان الاحتفال التقليدي لتسليم الشعلة الأولمبية الى العاصمة اليابانية، ولكن من دون أي حضور جماهيري، وبغياب أي من مسؤولي اللجنة المحلية المنظمة الذين غابوا بسبب قيود السفر المفروضة عالميا.

وأبدى رياضيون هذا الأسبوع قلقهم من الإصرار على المضي قدما في خطط انطلاق الألعاب في موعدها، معتبرين ان ذلك يسبب "خطرا" صحيا عليهم، وحتى رياضيا لكونهم غير قادرين على التحضير بالشكل المناسب.

ويقول مسؤول في اتحاد دولي طلب عدم كشف اسمه "اذا كانت اللجنة الأولمبية الدولية تهمها صحة الرياضيين، فلتقم بإرجاء الألعاب، لأن عدم اتخاذ أي قرار يعرض الرياضيين لخطر كبير".