لطالما أشاد المسؤولون الأولمبيون بالعاصمة اليابانية، معتبرين ان طوكيو هي المدينة "الأفضل استعدادا" لتنظيم الألعاب الأولمبية، لكن لم يخطر في بال أي منهم ان يفرض تفشي فيروس كورونا المستجد، امكانية تأجيل أولمبيادها المقرر في صيف العام 2020.

وفي حين انهالت الإشادات على المنظمين المحليين من كل حدب وصوب، تلبدت سماء المدينة المنظمة للألعاب المقررة بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس، بأمور شتى، من تهم الفساد وسرقة الشعار وعدم الالتزام بالميزانية المرصودة، وصولا لتفشي "كوفيد-19".

في ما يأتي عرض للتسلسل الزمني الذي يمكن ان يفضي الى وقوع الألعاب الأولمبية تحت مقصلة التأجيل للمرة الأولى في التاريخ الحديث:

- 2013: دموع الفرع -

انهمرت دموع الفرح من مذيعي شبكات التلفزة اليابانية، وبدأ الملايين يهتفون فرحا لدى اختيار طوكيو لتنظيم الألعاب في أيلول/سبتمبر 2013.

وسط هذه المشاعر، تحول تفكير عدد كبير من اليابانيين تجاه الآلاف من ضحايا الزلزال المدمر والتسونامي والكارثة النووية التي ضربت البلاد في آذار/مارس 2011، ورأوا في الألعاب الأولمبية فرصة ذهبية لإعادة البناء.

وووعد رئيس الوزراء شينزو آبي بأن ألعاب طوكيو ستكون في "أيدٍ أمينة" لا سيما وأن بلاده تحظى بسمعة عالية من ناحية الفعالية والكفاءة.

- 2015: فضيحة ميزانية الملعب الوطني -

واجه آبي الاحراج عندما اضطر للتخلي عن مسودة بناء الملعب الوطني بعدما خرجت كلفته عن السيطرة. وقال في تموز/يوليو عام 2015 بعد غضب شعبي تجاه الميزانية التي ناهزت ملياري دولار، ما كان سيجعل منه الملعب الأغلى في العالم، "لقد قررت ان نعود الى لوح التصميم".

- 2015: التخلي عن تصميم الشعار -

واجه التنظيم فضيحة ثانية في أيلول/سبتمبر 2015، مع الاضطرار الى التخلي عن تصميم الشعار بعد شبهات باستنساخه من تصميم آخر.

وقال المصمم البلجيكي أوليفييه ديبي إن الشعار تمت سرقته من شعار مسرح بلجيكي أعده، مهددا باللجوء الى المحاكم، قبل ان تبادر اللجنة المنظمة لسحب الشعار من التداول لأنه "لم يعد يحظى بدعم الجمهور".

- 2018: تميمة محببة -

بعد فضيحة الشعار، كان طرح التميمة سلسا وقد تم اختيارها من قبل تلامذة المدارس. وأطلق على تميمة الألعاب، وهي شخصية محدبة الأذن رسمت عليها مربعات زرقاء، اسم "ميرايتوا" وهو مزيج من كلمتي "ميراي" وتعني المستقبل و"توا" ومعناها الخلود باللغة اليابانية.

بينما أطلق اسم "سوميتي" على تميمة الألعاب البارالمبية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي تشبه التميمة الأولى لكن بمربعات زهرية اللون. ويؤشر الاسم لتفتح أزهار الكرز في مطلع الربيع.

- 2018: صفعة الملاكمة -

في خطوة غير مسبوقة، منعت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحاد العالمي للملاكمة من الاشراف على منافسات هذه الرياضة خلال الأولمبياد بسبب تهم مختلفة. ساد تخوف من غياب "الفن النبيل" عن الأولمبياد، لكن اللجنة الدولية اختارت ان تتولى بنفسها تنظيم منافسات هذه الرياضة.

- 2019: تهم فرنسية -

وجه القضاء الفرنسي في كانون الثاني/يناير 2019، تهمة الفساد الى الرئيس السابق للجنة الأولمبية اليابانية تسونيكازو تاكيدا، ودفع مبلغ 2,3 مليوني دولار قبل وبعد اختيار العاصمة اليابانية لتنظيم الألعاب.

ونفى تاكيدا التهم الموجهة، مؤكدا انه "لم يشارك اطلاقا" في أي قرار بشأن دفع هذا المبلغ، لكنه اضطر لاحقا للاستقالة من منصبه.

- 2019: تغيير مكان سباق الماراتون -

بعد التحذيرات من مغبة إقامة سباق الماراتون وسط الحرارة الملتهبة والرطوبة العالية في صيف طوكيو، اتخذت اللجنة الأولمبية الدولية قرارا بنقل سباق الماراتون الى مدينة سابورو في شمال اليابان، على بعد نحو 800 كلم من العاصمة. لم يرق القرار للمسؤولين اليابانيين، لكنهم أقروا بأن لا خيار أمامهم سوى الرضوخ له.

- 2019: الميزانية المتضخمة -

في كانون الأول/ديسمبر، كشف المنظمون عن النسخة النهائية لميزانية الألعاب، وقدروا تكاليفها بـ12,6 مليار دولار، علما بأن المسؤولين اليابانيين والأولمبية الدولية لا يزالون يتجاذبون بشأن الكلفة الفعلية لنقل سباق الماراتون الى سابورو.

وبحسب تدقيق حسابي للميزانية، ستكون حصة الحكومة المركزية من الموازنة، عشرة أضعاف المبلغ المرصود لها أساسا.

- 2019: إيقاف روسيا -

باتت مشاركة روسيا في الألعاب في مهب الريح بعد عقوبة إيقاف رياضييها عن المشاركة في المنافسات العالمية لأربعة أعوام من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) في كانون الأول/ديسمبر الماضي، على خلفية تلاعب السلطات الروسية ببيانات الفحوص.

وتقدمت روسيا باستئناف للعقوبة أمام محكمة التحكيم الرياضي، لكن النظر فيه فيه والذي كان مقررا هذا الشهر، أرجئ بسبب فيروس كورونا.

- 2020: الالغاء ليس مطروحا -

بات فيروس "كوفيد-19" مصنفا وباء عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو حصد حتى الإثنين أكثر من 15 وفاة معلنة حول العالم.

في ظل الوباء، تزايدت الضغوط على اللجنة الأولمبية لتأجيل الألعاب. وبعد أيام من إعلانها عدم وجود حاجة لاتخاذ قرارات "جذرية" حاليا، أقرت اللجنة في 22 آذار/مارس بأن خيار التأجيل بات مطروحا بعد التشاور مع مختلف الأطراف، وأمهلت نفسها أربعة أسابيع لاتخاذ القرار.

وأقر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمام جلسة برلمانية في 23 آذار/مارس، بأن خيار التأجيل قد يصبح "حتميا".

وباتت كندا أول دولة تعلن رسميا عدم مشاركتها في الالعاب الاولمبية في حال إقامتها خلال الصيف المقبل.