مدريد (أ ف ب) - صوتُ النروجية آدا هاغربيرغ مسموع في كرة القدم النسائية، خصوصا بعد أن اصبحت اول لاعبة تحرز جائزة الكرة الذهبية، تتوّج اربع مرات تواليا بلقب دوري بطلات أوروبا مع ليون الفرنسي وتحجز مكانا بين ابرز اللاعبات العالميات بعمر الرابعة والعشرين.

ويقابل موهبة هيغربيرغ الكروية كفاح في الدفاع عن حقوق السيدات في رياضتها.

رفضت تمثيل منتخب بلادها النروج في كأس العالم السنة الماضية، بسبب عدم المساواة مع فريق الرجال، وحصلت على اشادة بعد حصولها على جائزة الكرة الذهبية في 2018 لرفضها "هز مؤخرتها" على المنصة.

لكن حتى بالنسبة لافضل اللاعبات العالميات، فان تداعيات فيروس كورونا المستجد تثير الشكوك والقلق. قالت في مقابلة عبر الهاتف مع فرانس برس "هذا وضع غريب للجميع. كل شيء غير مؤكد".

ليست قادرة على رؤية زوجها في بولندا أو عائلتها في النروج، هيغربيرغ محجورة في شقتها في مدينة ليون الفرنسية، حيث تتعافى من اصابة في الرباط الصليبي لركبتها تعرضت لها في كانون الثاني/يناير.

لديها دراجة هوائية للتمارين، يزورها معالج فيزيائي لكن مع الحفاظ على مسافة التباعد الصحية وتملك كتب التاريخ "أقرأ حاليا لكين فوليت. تاريخ القرن الثالث عشر. يذهلك قليلا".

- كفاح من أجل البقاء -

لكن هيغربيرغ قلقة حيال المستقبل ايضا، وهي تصر أن الكرة النسائية لا يجب أن تنسى في ظل كفاح كرة القدم من أجل البقاء "من الهام جدا، جدا، ألا تخسر الكرة النسائية مكانتها. من الواضح ان كرة الرجال في الصدارة، مع كل التساؤلات حول المال وموعد استئناف الدوريات، لكن من الهام جدا ان تدافع الكرة النسائية ايضا عن موقعها".

أضافت "سنكون في الصف الثاني في كل هذا، لكن لا يمكننا التلاشي الى الخلفية".

تعاني معظم اندية السيدات في أوروبا خسائر مالية، وتعول على ارباح فرق الرجال، على أمل أن يتيح التقدّم إعالة انفسهن.

لكن الانهيار الاقتصادي نتيجة لتفشي فيروس كورونا المستجد يعني أن لا شيء مضمونا.

- صراع مالي -

مع اتخاذ أكبر الاندية في العالم تدابير وقائية لتجنب الانقراض، تتخوف اندية السيدات ان يصل الضرر الى مستويات أكبر من اصابات اللاعبين واعضاء الاجهزة الفنية.

ترى هيغربيرغ ان "الكرة النسائية لا تزال في مرحلتها الاولى، ويجب ان نضغط في اتجاه الحقوق عينها، مهما تقرر، ويجب ان ندفع باتجاه التغييرات التي كنا نعمل لاجلها سابقا".

تابعت "نحتاج ايضا ان تكون كرة الرجال مستقرة، كي نحصل على دعم مالي يمهد لفترة اعالة انفسنا... اذا رأيتم حجم معاناة اندية الرجال، يمكنكم تقدير التأثير الذي ستتحمله فرق السيدات".

يتعرض اللاعبون لضغوط من اجل مساعدة انديتهم والموظفين ذوي الدخل المحدود، من خلال اقتطاع نسب من رواتبهم، لكن الاتفاقات الشاملة اثبتت صعوبة تنفيذها.

لم يقرر ليون اي تخفيضات، لكن هيغربيرغ التي يتردد ان راتبها يبلغ 440 الف دولار اميركي سنويا، ما يجعلها من اكثر اللاعبات حصولا على ايرادات، تصر ان اللاعبات مستعدات للمساعدة.

تقول "نحن في محادثات راهنا، لكن بالنسبة لي شخصيا سأقوم بكل ما في وسعي لمساعدة النادي".

تابعت "يمكننا كلنا ان نصنع الفارق. لدينا آراؤنا لكني أقول +كيف يمكن أن نساعد؟ لا اتحدث نيابة عن الاندية، لكن اللاعبات يردن انتهاء هذا الامر. الازمات تخلق التضامن أيضا".

كان ليون متصدرا بفارق 3 نقاط عن اقرب منافسيه قبل تعليق الدوري الفرنسي. وما يؤسف اركان الكرة النسائية انها كانت في مرحلة صعود لناحية الحضور الجماهيري المتزايد، خصوصا بعد تنظيم كأس العالم 2019.

تخشى اللاعبة المميزة فقدان الزخم "بالطبع هناك خطورة، حصلت اشياء ايجابية كثيرة في الاشهر الماضية، ويجب ان نتابع الدفع من أجلها، الان اكثر من اي وقت مضى، لانها لن تحصل من تلقاء نفسها".

تابعت "من الصعب معرفة اين ستكون الكرة النسائية بعد اسابيع، اشهر أو حتى سنوات. فعدم اليقين في كل مكان الان. سيكون مؤسفا الغاء الموسم، بالتأكيد، كلنا نريد ان نفعل ما كنا نقوم به سابقا".

ختمت "لكن هناك الكثير من اجزاء المجتمع الاخرى في خطر الان، لذا يصعب علي القول +يجب ان نستأنف الدوري مجددا+. يجب ان ننتظر ونتأكد من جاهزيتنا".