لندن (أ ف ب) - حذر الاسباني روبرتو مارتينيز مدرب المنتخب البلجيكي لكرة القدم، من تبعات "كارثية" لاحتمال إلغاء الموسم في بطولات أوروبية وطنية بسبب فيروس كورونا المستجد.

وأدى وباء "كوفيد-19" الذي تسبب بوفاة أكثر من 175 ألف شخص في العالم حتى مساء الثلاثاء، الى تعليق مختلف النشاطات الرياضية، ومنها منافسات كرة القدم، وسط شكوك بالموعد المحتمل لاستئنافها، والمرتبط بتطورات الوضع الصحي والقيود المفروضة للحد من تفشي الوباء.

وقال مارتينيز في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" نشرت الأربعاء "أعتقد ان الحل الوحيد هو إنهاء الموسم".

وأضاف "يجب ان نحرص على ان يدرك الجميع ان ثمة احتمال لوضع مؤسسات كبيرة، مؤسسات قائمة منذ أكثر من 100 عام، في وضع مالي صعب جدا. هذا هو الواقع"، في إشارة الى الخسائر التي ستتكبدها الأندية جراء توقف عائدات المباريات وإيرادات حقوق البث التلفزيوني في حال عدم استكمال الموسم.

ورأى المدرب السابق لنادي إيفرتون الإنكليزي، والذي قاد منتخب "الشياطين الحمر" البلجيكي الى المركز الثالث في مونديال روسيا 2018، ان الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (ويفا) "اعتمدا المقاربة الصحيحة من خلال وضع البطولات الوطنية كأولوية".

وقام الاتحادان في الوقت الراهن بتأجيل مختلف مباريات المنتخبات الوطنية. كما أعلن ويفا تأجيل نهائيات كأس أوروبا التي كانت مقررة في حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2020 الى صيف العام المقبل. وأفاد الاتحاد القاري ان هذه الخطوة تهدف لافساح المجال أمام إنهاء الموسم في البطولات الوطنية، متى سمحت الظروف الصحية بذلك.

وتأتي تصريحات مارتينيز في وقت بدأت بعض البطولات المحلية بالتلميح الى احتمال إنهاء الموسم بشكل مبكر. فقد سبق لرابطة الدوري البلجيكي ان أصدرت توصية من هذا النوع ويتوقع ان تتخذ قرارا نهائيا بشأنها هذا الأسبوع، بينما أعلن الاتحاد الهولندي الثلاثاء عزمه على عدم إنهاء موسمه المحلي بعد قرار الحكومة تمديد منع إقامة الأحداث الكبرى حتى الأول من أيلول/سبتمبر المقبل بسبب فيروس كورونا.

وحذر ويفا السلطات الكروية المحلية من التسرع في إنهاء الموسم بشكل مبكر.

في المقابل، تبحث بطولات وطنية أخرى أبرزها ألمانيا، عن صيغ لمعاودة المباريات من دون جمهور، بينما أبرزت العديد من الأندية في مختلف الدوريات رغبتها بإنهاء موسم 2019-2020 للحد من الخسائر.

وتطرق مارتينيز الى التوصية بشأن الدوري البلجيكي الذي خاضت أنديته 29 مرحلة من أصل 30، ويتصدره كلوب بروج بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه.

وقال "القرار كان بإنهاء الموسم لأن الجميع يدرك انه بعد 29 مباراة، اذا كنت متصدرا تستحق اللقب، واذا كنت في المركز الأخير تستحق الهبوط. بالنسبة الى بطولات أخرى، اذا لم يتم استكمال الموسم، ستتوجب إعادة الأموال من حقوق البث التلفزيوني، وهذا سيكون كارثيا".

ورأى المدرب الذي سبق له الإشراف أيضا على ناديي سوانسي سيتي وويغان الإنكليزيين، ان معاودة نشاطات كرة القدم قد "تكون وفق حالات مختلفة، ونرى ان العديد من الاتحادات تدرس امكانية اللعب من دون جمهور".

وتابع "خيار آخر قد يكون اللعب بعيدا (شبه معزول)، في مكان آمن، واعتماد صيغة مثل كأس العالم (...) خيار آخر قد يكون تمديد الموسم"، على رغم إقراره بأن الطرح الأخير "معقد" ويتطلب موافقة فيفا وويفا.

وشدد المدرب البالغ من العمر 46 عاما على ان "أحدا غير قادر على اتخاذ القرار الآن لأننا لا نعرف ما سيكون عليه الوضع. يجب ان نكون آمنين وفي وضع ذهني سليم، وبعدها يمكننا ان نتحدث عن كرة القدم".