الرباط: توجت جماهير أجاكس الهولندي الدولي المغربي حكيم زياش أفصل لاعب بالفريق للموسم الثالث على التوالي، وذلك مكافأة له على المستويات الكبيرة التي قدمها "ساحر أمستردام" رفقة فريقه في مختلف المسابقات المحلية والأوروبية.

ونشرت صفحة الفريق الهولندي على فيسبوك صور التتويج، مع عبارات (1، 2، 3 .. لاعب السنة في أجاكس)، علاوة على شريط فيديو من 40 دقيقة، ينقل لحوار تمت فيه استعادة مسار اللاعب رفقة الفريق الهولندي، كما تضمن شهادات مصورة، بينها شهادة مؤثرة لوالدته تمنت فيها من نجلها التوفيق والنجاح في تجربته الجديدة رفقة تشيلسي الإنجليزي، ليغرق النجم المغربي في دموعه تأثرا، قبل أن يتحدث عن الدور الكبير الذي لعبته والدته في حياته حتى صار على ما هو عليه من نجومية وتألق، مشددا على أنه ما كان ليواصل ممارسة كرة القدم من دونها.

ويعد زياش، اليوم، اللاعب الأكثر شعبية بين نجوم المنتخب المغربي، الذي يضم في صفوفه لاعبين مميزين يمارسون على أعلى مستوى. وهي شعبية ترجع، علاوة على قيمته الكروية ومواهبه المميزة وفنياته العالية، إلى ما رافق اختياره تمثيل منتخب المغرب، سواء تعلق الأمر بإغراءات الهولنديين أو الانتقادات التي تعرض لها من طرف عدد من نجوم الكرة الهولندية الذين لم يستسيغوا أن يفضل صاحب اليسرى الساحرة "أسود الأطلس" على "الطواحين الهولندية"، إلى درجة أن النجم الهولندي السابق ماركو فان باستن، قال إن "زياش غبي لاختياره المغرب عوض هولندا".

وزاد تقدير الجماهير المغربية لزياش بعد وقوفها على طبيعة علاقته بوالدته، وسيرة حياته وما رافق بدايات ممارسته لكرة القدم من صعوبات.

ولد زياش، كما تقول سيرته، يوم 19 مارس 1993 في بلدة درونتن، في هولندا التي شهدت بداياته الكروية في سن الثامنة مع نادي درونتن الذي لعب في صغاره، قبل أن ينتقل سنة 2004 إلى نادي هيرنفين الذي تدرج في فئاته السنية إلى غاية صعوده إلى فئة الكبار سنة 2012، حيث تألق بشكل لافت مع النادي موقعاً 13 هدفاً في 46 مباراة خلال موسمين، قبل أن يخطفه نادي تفينتي أنشخيدة الذي لعب في صفوفه موسمين، قدم معه خلالهما مستويات رائعة، حمل خلالهما شارة العمادة، قبل أن ينتقل، في صيف 2016، إلى أجاكس، لأربع سنوات، في صفقة ناهزت 11 مليون دولار.

ويبدو أن علاقة اللاعب ببلده الأصلي، وبالتالي عدم اختياره اللعب لهولندا، قد تحكمت فيها أمور عديدة، تجد تفسيرها في طفولته الصعبة، بعد أن فقد والده في سن العاشرة، دون نسيان الدور الذي لعبه عزيز ذو الفقار، أول محترف مغربي في الدوري الهولندي، والذي سيكون، في إحدى أصعب مراحل حياة زياش، خير سند ونعم المربي والمدرب والمرشد والناصح، وكذا علاقته بوالدته التي يُعنْون صوره رفقتها بكلمة "ملكتي"، ويقول عنها إنها هي كل شيء بالنسبة إليه، هي التي كثيراً ما ترافقه في سفره إلى المغرب، سواء في العطل أو بمناسبة مباريات المنتخب.