برلين: تتواصل مباريات كرة القدم الأحد في ألمانيا فيما ترفع أوروبا المزيد من القيود المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 309 آلاف شخص في العالم مع تزايد الحصيلة بصورة خاصة في الولايات المتحدة والبرازيل.

وبلغت حصيلة وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا جراء الفيروس، 88 ألفا و730 وفاة من أصل أكثر من مليون و466 ألف إصابة.

أما البرازيل، فتخطت 15 ألف وفاة من أصل 233 ألفا و142 إصابة مؤكدة، رابع أعلى حصيلة للإصابات في العالم، وهي أرقام يعتبرها بعض الخبراء أدنى بكثير من الأعداد الفعلية في وقت ينتقد الرئيس جاير بولسونارو باستمرار تدابير الحجر التي يفرضها بعض حكام الولايات.

وكتب الرئيس اليميني المتطرف المشكك في خطورة الوباء العالمي في تغريدة "البطالة والجوع والبؤس ستكون مستقبل الذين يؤيدون طغيان العزلة التامة".

وفي أوروبا، أعلنت إيطاليا، ثالث دولة أكثر تضررا جراء الفيروس مع تخطي عدد الوفيات فيها 31700، إعادة فتح حدودها أمام السياح فيما سمحت فرنسا بارتياد الشواطئ مجددا، على خلفية ركود اقتصادي متفاقم.

وأعلنت الحكومة الإيطالية رفع الحجر الصحي الإلزامي للزوار الأجانب وإعادة فتح حدودها لجميع السياح القادمين من الاتحاد الأوروبي، سعيا لتحريك قطاع يمثل حوالى 13% من إجمالي الناتج الداخلي.

وأعلن رئيس الوزراء جوسيبي كونتي مساء السبت "إننا نواجه مجازفة محسوبة، مع العلم (...) أن منحى تفشي الوباء قد يعاود الارتفاع".

- نادي بايرن يعود إلى الملعب -

كان الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) اول بطولة كبرى تعاود نشاطها السبت بعد توقف دام قرابة الشهرين بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ولكن أمام مدرجات دون جمهور، تحت أنظار جميع أوساط هذه الرياضة في العالم.

وقالت نيكول بارتيلت وهي من مؤيدي دورتموند اضطرت إلى متابعة مباراته ضد شالكه عبر التلفزيون "من الأفضل أن تجري المباريات أمام مدرجات فارغة لوقف تفشي الوباء، من مواجهة كارثة صحية، هذا أفضل من لا شيء".

ويحل بطل المواسم السبعة الماضية بايرن ميونيخ ضيفا على أونيون برلين في العاصمة الأحد في الساعة 16,00 ت غ.

في فرنسا، الوجهة السياحية الأولى في أوروبا، أعيد فتح عدد من المواقع البارزة السبت، منها جبل سان ميشال وكاتدرائية شارتر ومزار لورد. لكن لا يسمح بزيارتها سوى لسكان المنطقة، إذ تبقى تنقلات الفرنسيين محصورة ضمن مسافة 100 كلم من منازلهم.

كما سمحت السلطات بفتح العديد من الشواطئ، على أن يكون استخدامها "نشطا"، أي للسباحة أو الرياضة عموما من دون تنظيم نشاطات جماعية.

وقال جيل وهو متقاعد قصد شاطئه المفضل في نيس على البحر المتوسط للسباحة بالرغم من أن المياه لا تزال باردة "إننا كالمدمنين، كنا متلهفين لأننا هنا نسبح طوال السنة".

من جهتها، أعادت اليونان فتح شواطئها الخاصة بعدما فتحت شواطئها العامة في 4 أيار/مايو، لكن شرط الالتزام بقواعد صارمة مثل حظر الجلوس على مسافة أقل من أربعة أمتار عن الشخص المجاور.

وعلق بيدري ألاتراس المكلف تعقيم المقاعد على شاطئ كافوري قرب أثينا "من المتعب قليلا أن ننظف كلما غادر زبون".

وعاشت إنكلترا أول عطلة نهاية أسبوع من تخفيف تدابير الحجر، فتوافد الزوار بأعداد كبيرة إلى المنتزهات وبعض المناطق السياحية بعد أسابيع من العزلة، ما جعل من الصعب أحيانا احترام تعليمات التباعد الاجتماعي.

- القاعدة هي القاعدة -

أما ألمانيا التي أعادت فتح حدودها مع لوكسمبورغ السبت وخففت قليلا شروط عبور الحدود مع النمسا وسويسرا، فواجهت تظاهرات شارك فيها الآلاف احتجاجا على القيود التي لا تزال مفروضة لمكافحة الوباء.

وفي إفريقيا، تمكن سكان أبيدجان من العودة إلى حاناتهم الشعبية، ولو أن الخوف لا يزال منتشرا. وقالت هيميا صولانج واتارا التي قصدت "شي غناوة" مساء الجمعة في حي يغص بالحركة في هذه المدينة بساحل العاج "ما زلنا خائفين من المرض".

وفي نيوزيلندا، تنطبق القيود الصارمة المفروضة على الجميع ولا تستثنى منها حتى رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن التي منعت من دخول مقهى بسبب قواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها بنفسها.

فحضرت أديرن مع خطيبها كلارك غايفورد ومجموعة أصدقاء إلى أحد مقاهي العاصمة ويلينغتون السبت، لكنه طلب منهم المغادرة إذ كان المقهى بلغ الحد الأقصى المسموح له من الرواد في الداخل.

وفي الهند، يغرق النظام الصحي في العاصمة الاقتصادية بومباي تحت وطأة الوباء، فتكتظ المشارح بالجثث فيما يبقى بعضها ملقى في غرف المستشفيات، ويضطر بعض المرضى لتشارك الاسرّة. وقال الطبيب ديباك بايد "النظام يخضع لضغط هائل، إنه يكاد ينفجر".

- بطالة بمستوى قياسي -

في ظل الانعكاسات الاقتصادية للوباء، بلغت البطالة مستوى قياسيا في الولايات المتحدة حيث باتت تطال حوالى 15% من القوى العاملة.

وتوقع الرئيس دونالد ترامب مجددا تطوير لقاح قبل نهاية العام "وربما قبل ذلك"، غير أنه واجه انتقادات غير مباشرة من سلفه باراك أوباما لإدارته للأزمة الصحية.

وقال أوباما خلال رسالة إلى طلاب في حفل تخريج افتراضي "قبل كل شيء هذا الوباء قضى أخيرا على فكرة أن العديد من مسؤولينا يعرفون ماذا يفعلون"، مضيفا "عدد منهم لا يحاولون حتى التظاهر بأنهم مسؤولون".

وتعقد الدول الـ194 الأعضاء في منظمة الصحة العالمية الإثنين اجتماعا عبر الفيديو سعيا لتنسيق جهود التصدي لوباء كوفيد-19، غير أن اللقاء سيتم في ظل مواجهة مباشرة بين واشنطن وبكين تهدد بتقويض المحادثات.