إيلاف: لم يكن المجال الرياضي في السعودية شأنه شأن باقي المجالات لم يكن بعيدًا عن نظرة ولي العهد محمد بن سلمان واهتماماته، فأولاه اهتمامه وعنايته، وهو ما أفضى إلى حلحلة الكثير من القضايا، وإغلاق الكثير من الملفات التي كانت تؤرق الرياضة السعودية والعاملين فيها والمهتمين بها.

إنجازات الرياضة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده متواصلة، وعلى الأصعدة والألعاب كافة. والرياضة السعودية ما زالت تبرهن حضورها القوي، وبريقها الأخّاذ.

المملكة العربية السعودية أصبحت قِبلة لكثير من المنافسات والمتنافسين، وأصبحت الكثير من البطولات والمنافسات تجد لها أرضًا رحبة، وتحظى بمتابعة واسعة، وجماهيرية كبيرة، ومنافسات رياضية مختلفة، وفي مسابقات متنوعة، كالمصارعة والملاكمة والشطرنج وسباقات السيارات والدراجات، وغيرها من الألعاب الجماعية والفردية.

مثلًا على ذلك التوجيه التاريخي الصادر من ولي العهد قبل عامين عندما تكفل بدفع جميع ديون الأندية وحل جميع مشكلاتها الخارجية والقضايا العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وقد بلغ إجمالي القضايا على الأندية السعودية بسبب الالتزامات المالية في الفيفا 107 قضايا ما بين منظورة وقضايا قيد الاستئناف والبالغ قيمتها 333 مليون و500 ألف ريال، وهو التوجيه الذي كان له أثره البالغ على الأندية السعودية، وقدرتها على العمل بروح جديدة بعدما انزاحت الأثقال التي كانت تكبلها قبل صدوره، ويعبر عن الاهتمام البالغ الذي تجده الرياضة من لدنه.

إستراتيجية دعم مختلفة للأندية
بحسب تقرير للجزيرة السعودية أعلن وزير الرياضة قبل انطلاقة الموسم الرياضي 2020 عن إستراتيجية دعم غير مسبوقة للأندية السعودية، بهدف تشغيل وتطوير هذه الأندية لضمان استدامتها إداريًّا وماليًّا. ويومها أكد وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الاهتمام الخاص لولي العهد ورؤيته في دعم الرياضة بشكل عام، والأندية بشكل خاص.

أوضح أن هذا الدعم سيحقق الاكتفاء الذاتي لدى الأندية، وسيسهم في نشر الألعاب المختلفة، إضافة إلى إيجاد نظام حوكمة مالية وإدارية، ستكون معها الأندية قادرة على جذب المستثمرين، بما سيسهم بشكل كبير وفعال في زيادة مداخيلها المالية.

هذه الإستراتيجية بحسب الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ستعمل على تعزيز القطاع الرياضي بشكل عام، والاستثمار فيه على وجه الخصوص؛ إذ ستقوم وزارة الرياضة من خلالها بتوزيع مبلغ 2.5 مليار ريال للأندية وفق خطة متكاملة، تشجعها على العمل وفق إطار عام لنظام حوكمة فعّال، يسهم في تطورها على الصعيدَيْن الرياضي والإداري، إضافة إلى شمولية هذا الدعم لـ170 ناديًا وفق آلية محددة. كما ستسهم هذه الإستراتيجية في رفع مستوى الرياضة السعودية بمختلف أنواعها؛ لتحقق أعلى المستويات العالمية من خلال تنوُّع وانتشار الألعاب المختلفة لدى الأندية، وتعزيز مستواها وأدائها العام.

كما توفر الإستراتيجية دعمًا ماليًّا مباشرًا (لجميع أندية المملكة) بمبلغ 50 مليون ريال لكل نادٍ من أندية دوري المحترفين البالغ عددها (16 ناديًا)، ومبلغ 80 مليون ريال يقسَّم بالتساوي بين أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى البالغ عددها (20 ناديًا)، ومبلغ 36 مليون ريال يقسَّم بالتساوي بين أندية الدرجة الثانية البالغ عددها (24 ناديًا)، ومبلغ 55 مليون ريال يقسَّم بالتساوي بين أندية الدرجة الثالثة البالغ عددها (110 أندية).

وبحسب الإستراتيجية، يمكن لأندية دوري المحترفين البالغ عددها 16 ناديًا الحصول على دعم إضافي في حال تطويرها أربعة محاور رئيسة، هي: (الحوكمة - البنية التحتية - القاعدة الجماهيرية - الألعاب المختلفة). وستكون آلية الدعم في هذه المحاور مشروطة. ويحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (20 مليون ريال) في حال قام النادي بمطابقة معايير محددة من ناحية الإستراتيجية والقيادة والهيكلة الإدارية والإدارة المالية والإدارة التشغيلية ومسؤولية أصحاب العلاقة والالتزام والتحكم والمراقبة واللوائح الداخلية.

يشير تقرير الجزيرة إلى أن كل نادٍ سيحصل من أندية دوري المحترفين على مبلغ (10 ملايين ريال) مقابل تطوير البنية التحتية والمنشآت التابعة لها. كما يحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (5 ملايين ريال) مقابل تنظيم فعاليات مصاحبة للمباريات المستضافة على ملعب النادي.

وسيحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (3 ملايين ريال) مقابل جهود التسويق لزيادة جماهيرية للنادي. ويحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (مليون ريال) في كل مباراة على ملعبه يحقق فيها نسبة حضور جماهيري تفوق 50 % من السعة الإجمالية للملعب، أو حضور أكثر من 10 آلاف متفرج للملاعب التي تزيد سعتها على 25 ألف مقعد.

في ما يخص الألعاب المختلفة وآلية دعمها، فقد تم رصد مبلغ (480 مليون ريال)، يتم منحه للنوادي الـ170 في المملكة لتحفيز جهودها في تنشيط مختلف الألعاب، وذلك بالارتكاز إلى مشاركتها، والنتائج التي تحققها ضمن نظام «نقاط موحد»، تم تصميمه خصيصًا لهذا الهدف. ويتم توزيع الدعم المالي وفق عدد النقاط الإجمالي الذي يحصده النادي عبر أدائه في مختلف المسابقات في جميع الرياضات.

سيكون الموسم المقبل نقطة الانطلاق باختيار 10 ألعاب مختلفة، يصل مجموع نقاطها الإجمالية إلى 800 نقطة. وتشمل الألعاب العشرة: الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وألعاب القوى، والتنس الأرضي، والتايكوندو، والكاراتيه، وكرة الطاولة، والسباحة، والدراجات الهوائية. وتم اختيار هذه الألعاب العشرة في الموسم القادم وفقًا لأربعة معايير، هي: «إستراتيجية الهيئة العامة للرياضة للاعبي النخبة، وبطولات الاتحادات، ونسبة المشاركة المجتمعية في الألعاب، والطلب الجماهيري على هذه الألعاب».

ويقوم نظام النقاط الموحد للألعاب المختلفة على ثلاث مراحل، منها استيفاء الأندية شروطًا ومعايير محددة للدخول في نظام النقاط، أبرزها التنافس في خمس ألعاب من العشر المختارة على الأقل، والمشاركة في عشر ألعاب بالمجمل، إضافة إلى التنافس في 5 ألعاب من العشر المختارة على الأقل في الفئات السنية، وتصميم برامج تطوير الفئات السنية في 8 من الألعاب العشرة المختارة، وتقديم خطة لتطوير الألعاب المختلفة لجميع الفئات السنية.

أيضًا مرحلة جمع النقاط، وتتطلب من الأندية المؤهلة تفعيل الألعاب والمنافسة، والبدء بجمع النقاط خلال المنافسات في الألعاب المختلفة. وكذلك مرحلة الدعم المالي التي يتم فيها تقديم الدعم المالي للأندية وفق عدد النقاط التي حققتها. هذه الأرقام غير المسبوقة، وهذا الدعم منقطع النظير، سيوفران لجميع الأندية السعودية أرضًا خصبة للعمل، وتحقيق طموحات الشارع الرياضي، وسيخلقان فرصًا متكافئة للمنافسة بين الجميع، وفي مختلف الألعاب، وسيريحان الأندية من أهم معوق كان يواجهها لسنوات طوال، هو الشح المادي، وضَعْف الإيرادات مقارنة بحجم المصروفات.