اسطنبول (أ ف ب) - بعد 15 عاما على "معجزة اسطنبول" التي كرّست ستيفن جيرارد أسطورة خالدة لنادي ليفربول الانكليزي كرة القدم، كان ملعب أتاتورك الأولمبي يستعد لاستضافة نهائي ثانٍ في دوري أبطال أوروبا في 30 أيار/مايو 2020، لولا فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بشلل في عالم الرياضة.

وعُلّقت منذ 23 آذار/مارس الفائت كل مباريات دوري الأبطال الى أجل غير مسمى، بعدما تسبب "كوفيد-19" بتعطيل غالبية البطولات الأوروبية.

وعلى رغم أن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) لم يحدد بعد موعدا رسميا لاستئناف المباريات، يأمل الاتحاد التركي للعبة في استضافة النهائي في آب/أغسطس، وهو شهر عادة ما تشهد خلاله اسطنبول ارتفاعا حادا في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة.

وفي انتظار هذا الموعد، تترقب الجماهير التركية بشغف الحدث المرتقب، والذي سيأتي - في حال أقيم في آب/أغسطس - بعد نحو عام من استضافة المدينة في الشهر نفسه من عام 2019، مباراة الكأس السوبر الأوروبية، والتي انتهت بتفوق ليفربول الإنكليزي على مواطنه تشلسي.

ويرى أتاكان بودان، العضو في مجموعة "ألتراسلان" الداعمة لفريق غلطة سراي بطل تركيا في الموسمين الماضيين، ان تعليق البطولات الكبرى في كرة القدم "سلب الفرحة من حياتي".

ويتابع "أشفي غليلي بالبوندسليغا وبعض المباريات في الدوري البيلاروسي، (ولكن) أريد عودة دوري الأبطال. سيكون استضافة نهائي آخر في اسطنبول مدعاة فخر حتما. إنها مدينة كرة قدم، نحن شغوفون".

وباتت البوندسليغا الألمانية في 16 أيار/مايو، أول بطولة كرة قدم كبرى في أوروبا تستأنف مبارياتها بعد فيروس كورونا المستجد. ومن المتوقع ان تعود تباعا خلال الشهر المقبل، منافسات بطولات إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا بعد التوقف الطويل.

- "جاهزون" -

يصعب أن تنسى جماهير كرة القدم النهائي التاريخي لدوري الأبطال عام 2005، عندما عاد ليفربول من تأخر بثلاثية نظيفة في الشوط الأول أمام ميلان الايطالي، وعادل النتيجة 3-3 في أوائل الثاني، قبل أن يخطف اللقب الخامس في تاريخه بركلات الترجيح.

وكان من المفترض إقامة نهائي هذا العام يوم السبت 30 أيار/مايو في المكان ذاته، أي ملعب أتاتورك.

لكن الشك لا يزال يحوم حول موعد محتمل لاستئناف المسابقة القارية المعلقة عند الدور ثمن النهائي، وأيضا حيال الشكل الذي ستعود فيه، حيث تدور تكهنات بشأن ما اذا كانت ستستكمل بالنظام التقليدي المعتمد (أي مباريات ذهاب وإياب)، أو سيتم إلغاء مباريات الاياب، أو إقامة دوري مصغّر على شكل "فاينل فور".

ويقول الاتحاد التركي "مهما كان السيناريو، نهائي أو دوري مصغّر، نحن جاهزون"، مسلطا الضوء على البنى التحتية التي تتمتع بها البلاد وأرقامها المقبولة خلال الجائحة.

وتعتبر السلطات التركية أن الفيروس بات "تحت السيطرة" بعدما أسفر وفق الاحصاءات الرسمية عن 4500 وفاة من أصل ما يقارب 160 ألف إصابة معلنة.

أما لجهة البنى التحتية، فتعتبر اسطنبول من أبرز الوجهات السياحية في أوروبا وتضم سلسلة فنادق مهمة.

وإضافة الى الملعب الأولمبي، تضم المدينة التي يلفها الشغف بكرة القدم، ملاعب تابعة لأندية غلطة سراي، فنربغشة وبشكتاش، الذي استضاف مباراة الكأس السوبر العام الماضي.

ويقول إيمري ساريغول، أحد مؤسسي موقع "توركيش فوتبول" الالكتروني "لا أتوقع أي مشاكل في النواحي اللوجستية، المشكلة الأساسية بالنسبة لي هي حضور الجماهير من عدمه".

ويتابع "من الصعب التحدث بقناعة حول أي شيء يتعلق بكرة القدم في الوقت الراهن لأن الحالة الصحية قد تتدهور سريعا".

وتعود مختلف منافسات اللعبة خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، في ظل المخاوف الصحية من تفشي "كوفيد-19".

- "تحسين الصورة" -

وبعد تعليقها أيضا في آذار/مارس، يستعد الاتحاد التركي لاستئناف بطولته المحلية في 12 حزيران/يونيو على رغم معارضة العديد من اللاعبين والمدربين.

وبالنسبة لتركيا، استضافة نهائي دوري الأبطال مسألة ذات أهمية اقتصادية وسياحية تتخطى الأبعاد الرياضية. وتعتبر السياحة ركيزة أساسية في النشاط الاقتصادي للبلاد، وقد تأثرت بشكل كبير بجائحة "كوفيد-19" مع تعليق الرحلات الدولية، لذا فإن استضافة حدث رياضي بهذه الضخامة ستشكل دفعة معنوية هائلة.

ويقر ساريغول أن "لتركيا مشكلة في العلاقات العامة عموما، لذا فاستضافة الأحداث الكبرى بنجاح تساهم دائما في تعزيز صورة البلاد وتشكل فرصة لترويج السياحة في اسطنبول وخارجها".

أما بالنسبة الى اردين، العضو في مجموعة "فاموس بيين" الداعمة لفنربغشة، فإن الحكومة تريد "استغلال" نهائي دوري الأبطال من أجل "تحسين صورتها" في وقت "الناس قلقون بسبب الجائحة والمشاكل الاقتصادية".

ويحذر بودان من انه في حال تدهور الحال الصحية في البلاد "يجب إلغاء المسابقة"، لكن "نهائي العام 2021 يجب أن يقام في اسطنبول. هذا حقنا".