ميلانو (أ ف ب) - بعد توقف منذ التاسع من آذار/مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، يعاود الدوري الإيطالي لكرة القدم نشاطه اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الحالي بمباريات مؤجلة من المرحلة الخامسة والعشرين، قبل أن يستأنف يوفنتوس ولاتسيو صراعهما على اللقب اعتبارا من بداية الأسبوع المقبل.

ويقص تورينو وبارما السبت مساء شريط عودة "سيري أ" خلف أبواب موصدة ثم يتبعهما هيلاس فيرونا وكالياري، قبل أن تتجه الأنظار الأحد الى الصراع على المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل حين يتواجه أتالانتا الرابع مع ضيفه ساسوولو، وإنتر ميلان الثالث مع ضيفه سمبدوريا، وذلك في اربع مباريات تأجلت من المرحلة الخامسة والعشرين لأن المدن المضيفة لها كانت بؤرة التفشي الأولى لفيروس "كوفيد-19" في البلاد.

وبعد الانتهاء من المباريات الأربع المؤجلة، سيتبقى لكل الفرق 12 مباراة حتى نهاية الموسم الذي يبدو فيه الصراع على أوجه بين يوفنتوس ولاتسيو إذ لا يفصل بينهما سوى نقطة واحدة.

ويستأنف يوفنتوس مسعاه لاحراز اللقب للموسم التاسع تواليا الإثنين من ملعب بولونيا، فيما يخوض لاتسيو اختبارا أصعب بكثير في ضيافة أتالانتا الذي يحتل المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال بفارق ثلاث نقاط أمام قطب العاصمة الآخر روما.

ولا تبدو الأمور على ما يرام في مستهل العودة بالنسبة لمعسكر "السيدة العجوز"، إذ ظهر فريق المدرب ماوريتسيو ساري مهزوزا خلال مباراتيه في إياب نصف نهائي الكأس والمباراة النهائية، حيث فشل في الوصول الى الشباك لمباراتين تواليا لأول مرة منذ خمسة أعوام، بتعادله سلبا في الأولى مع ميلان وفي الثانية مع نابولي الذي أحرز اللقب عبر ركلات الترجيح.

وخسر عملاق تورينو الأربعاء لقبه الثاني لهذا الموسم، بعد أن فشل أيضا في كانون الأول/ديسمبر في رفع الكأس السوبر بخسارته أمام لاتسيو.

ولم يشأ ساري أن يطلق جرس الانذار بعد هاتين المباراتين السلبيتين، لاسيما لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أهدر ركلة جزاء في الأولى وكان حاضرا غائبا في الثانية مساء الأربعاء على الملعب الأولمبي في روما.

لكن مدرب نابولي وتشلسي الإنكليزي السابق أقر أن "هناك استياء عند النادي والجماهير، لكن مع وضعيتنا الحالية والإصابات، لا يمكننا أن نقدم أكثر من ذلك... نحن نفتقد للتألق. هذا الفريق مبني على المهارات الفردية ونحن في الوقت الحالي نلاقي صعوبات".

- "لا يمكنه أن يجترح المعجزات" -

وعن الأداء الباهت الذي قدمه رونالدو، قال ساري المرجح إقالته من منصبه بحسب صحيفة "كورييري ديلا سيرا" في حال خرج يوفنتوس من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد ليون الفرنسي حين تستأنف المسابقة نشاطها في آب/أغسطس (خسر يوفنتوس ذهابا في ليون صفر-1)، "رأيت رونالدو مثل البقية، يفتقد للجاهزية مثله مثل (الأرجنتيني) باولو ديبالا و(البرازيلي) دوغلاس كوستا... هذا شيء طبيعي ويمكن أن يحدث".

وأضاف "أنا غاضب ومستاء للغاية، والفتيان كذلك. لم أقل شيئا للاعبين. نحن جميعا غاضبون ومستاؤون، ولذلك أرى أنه من الأفضل الصمت في الوقت الحالي"، منتقدا الفردية بالقول "نحن نملك لاعبين معتادين على التمسك بالكرة، يفضلون المراوغة والاعتماد على الفرديات".

ورأى أنه "بعد التوقف لشهرين، لا يمكن توقع أن نعود بسهولة الى نفس الإيقاع"، متوقعا أن تعاني الفرق من اللعب في أجواء حارة جراء الواقع الجديد الذي فرضه "كوفيد-19".

ودفاعا عن شقيقها رونالدو في وجه الانتقادات التي طالته نتيجة أدائه في المباراتين الأوليين بعد العودة، اعتبرت إلما في حسابها على انستاغرام أن أفضل لاعب في العالم خمس مرات "لا يمكنه أن يجترح المعجزات وأن يقوم بكل شيء بمفرده"، مضيفا "ما بالإمكان فعله أكثر من ذلك".

وانتقدت إلما طريقة لعب يوفنتوس في نهائي الكأس بالقول "لا أفهم حقا كيف يمكنهم اللعب بهذه الطريقة. في كافة الأحوال، ابقِ رأسك مرفوعا. ليس باستطاعتك فعل كل شيء (نيابة عن زملائه) يا مَلَكي".

- لاتسيو للعودة من حيث توقف -

وكانت مباراة الأربعاء في العاصمة مكلفة ليوفنتوس ليس بسبب خسارة اللقب وحسب، بل سيفتقد مدافعه البرازيلي أليكس ساندرو بسبب اصابة في ركبته ستبعده عن الملاعب قرابة ثلاثة أسابيع بحسب شبكة "سكاي سبورتس" التي أفادت أيضا أن لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة سيغيب لشهر ونصف بسبب اصابة تعرض لها قبل نهائي الكأس في فخذه الأيمن.

ويستمر أيضا غياب المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين والقائد جورجيو كييليني بسبب الإصابة، وهما عاودا التمارين الفردية بحسب "سكاي سبورتس".

وفي ظل الوضعين الفني والمعنوي الحاليين ليوفنتوس، تبدو الفرصة قائمة أكثر من أي وقت مضى أمام لاتسيو للفوز باللقب للمرة الأولى منذ موسم 1999-2000.

وبقيادة هدافه المتألق تشيرو إيموبيلي الذي يتصدر ترتيب الهدافين (27 هدفا) بفارق ستة أهداف أمام رونالدو، لم يذق فريق المدرب سيموني إينزاغي طعم الهزيمة منذ أيلول/سبتمبر الماضي، وهو أكد أنه قادر حقا على إزاحة يوفنتوس عن العرش بالفوز على بطل المواسم الثمانية الماضية مرتين هذا الموسم بنتيجة واحدة 3-1 في الدوري والكأس السوبر.

ويأمل فريق العاصمة أن يبدأ العودة من حيث عُلِقَ الموسم من خلال الفوز على أتالانتا القوي الأربعاء في برغامو، ومواصلة زحفه حتى الموقعة التي قد تكون بمثابة نهائي في 20 تموز/يوليو حين يحل ضيفا على يوفنتوس في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة.