ميامي (أ ف ب) - عاود الدوري الأميركي لكرة القدم ("أم أل أس") نشاطه الاربعاء بعد توقف لأربعة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك باحتفالية قاتمة مناهضة للعنصرية، ووسط مخاوف من اضطرار فريق آخر الى الانسحاب بسبب إصابات في صفوفه بـ"كوفيد-19".

وتوقفت المنافسات منذ آذار/مارس الماضي بعد مرحلتين فقط على انطلاق الموسم الجديد، وقررت رابطة الدوري استكماله بصيغة تشبه كأس العالم بمشاركة الأندية الـ26 جميعها، قبل استبعاد دالاس هذا الأسبوع بسبب تسجيل 11 إصابة بـ"كوفيد-19" في صفوفه.

وتبدأ الدورة التي سُميت "أم أل أس إيز باك"، بدور المجموعات ثم أدوار إقصائية وصولا الى النهائي، على ان تقام المباريات في مجمع وورلد ديزني بمدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا.

وبدأت العودة بفوز أورلاندو على إنتر ميامي المملوك من النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام، بنتيجة 2-1 بفضل هدف سجله الجناح البرتغالي لويس ناني خلال الوقت بدل الضائع.

وجاء هدف نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي سابقا في الدقيقة 90+7، ليكمل عودة فريقه من بعيد بعدما تخلف في مستهل الشوط الثاني بهدف الكولومبي خوان أغوديلو، قبل أن يعادل كريس مويلر لأورلاندو.

وقد طغت الحركة المناهضة للعنصرية على المباراة في أورلاندو، إذ اصطف عشرات اللاعبين من أندية مختلفة في مختلف أنحاء الملعب قبل انطلاق اللقاء للاحتجاج الصامت ضد العنصرية ووحشية الشرطة، وذلك على خلفية مصرع المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد في 25 أيار/مايو اختناقا على يد شرطي أبيض في مينيابوليس.

ورفع اللاعبون الذين ارتدوا قمصانا وقفازات سوداء، قبضاتهم نحو السماء في تحية رمزية امتدت لثماني دقائق و46 ثانية، وهي المدة التي قضاها الشرطي واضعا ركبته على عنق فلويد لحظة توقيف الأخير، ما تسبب بوفاته.

ثم ركع لاعبو ميامي وأورلاندو على ركبة واحدة مباشرة بعد صافرة الافتتاح، في لفتة تضامنية مع حركة "حياة السود مهمة" التي تجددت في كافة أنحاء العالم مع أعمال شغب، لاسيما في الولايات المتحدة، على خلفية حادثة مصرع فلويد.

ولم تكن لفتة التضامن مع فلويد العنوان الوحيد في اليوم الأول من العودة، بل طغت مخاوف من إمكانية انسحاب فريق آخر من الـ25 المتبقية، وذلك بعدما أكد ناشفيل الثلاثاء أن خمسة من لاعبيه مصابون بـ"كوفيد-19".

وكانت رابطة الدوري استبعدت دالاس من المشاركة في استئناف الموسم بعد اكتشاف 11 إصابة بين أفراده، من بينهم عشرة لاعبين.

وجاء في بيان لمفوض الدوري دون غاربر أنه "نظرا لتأثير عدد الحالات الإيجابية على قدرة النادي على التدريب ولعب مباريات تنافسية، فقد اتخذنا قرارا بسحب دالاس".

وتابع "لطالما شكلت صحة جميع المشاركين في استئناف البطولة الاولوية بالنسبة لنا وسنستمر في اتخاذ قرارات تتماشى مع تلك الاولوية".

وتعليقا على الحالات في صفوف ناشفيل، رأى غاربر أن سلسلة الحالات الإيجابية أظهرت أن سياسات الاختبار الصارمة كانت فعالة، مشددا في تصريح لشبكة "أي أس بي أن" الرياضية "لا نريد أن يكون أي شخص مريضا، سواء كانت لديه عوارض أو إذا كان لديه +كوفيد-19+".

وواصل "المفهوم برمته هو أن نكتشف الإصابات أثناء وصولهم (اللاعبين) الى أورلاندو. هذا ما حدث مع دالاس وناشفيل. نحن نعمل عن كثب مع أطبائنا وسنجتمع معهم. إذا وجدنا أنفسنا في حالة ناشفيل أنه لا يمكنهم الاستمرار في البطولة، فسنتخذ هذا القرار ونمضي قدما من هناك".