روما: كسب ماوريتسيو ساري الرهان في مواجهة المشككين، وفاز بأول لقب له في الدوري الإيطالي لكرة القدم في مسيرته التدريبية المستمرة منذ 30 عاما، ليعزز رقم يوفنتوس القياسي بعدد الألقاب بمنحه البطولة التاسعة تواليا.

وضمن يوفنتوس الفوز بالدوري بعد التغلب على ضيفه سمبدوريا 2-صفر الأحد، ليحسم اللقب قبل مرحلتين من نهاية الموسم، ويرفع رصيده في "سيري أ" إلى 36 لقبا.

وعلى الرغم من أن الحكم على موسم ساري الأول مع "السيدة العجوز" سيكون في دوري أبطال أوروبا، لكن اللقب المحلي يعتبر إنجازا عاطفيا للمدرب البالغ 61 عاما، والذي قاد تشلسي الإنكليزي للفوز بلقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الموسم الماضي.

طريقة واحدة

وقال ساري لدى حلوله خلفا لماسيميليانو أليغري في يوفنتوس في يونيو 2019 "أصِل مصحوبا بالشك (...) أعرف طريقة واحدة فقط لتغيير ذلك وهي الفوز والإقناع من خلال الامتاع والحصول على النتائج".

لكن نمط ساري السريع والملفت للنظر الذي صنع به اسمه في نابولي، والذي كان المسؤولون في يوفنتوس يتوقون لرؤيته لديهم، لم يُشاهد منه إلا ومضات هذا الموسم.

ندر ان تألق يوفنتوس هذا الموسم، وبدا في كثير من الأحيان مخيبا للآمال، على غرار الخميس الماضي أمام أودينيزي حين كان بحاجة الى الفوز ليضمن التتويج لكنه خسر اللقاء 1-2.

لكن تألق النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات والذي سجّل 31 هدفا حتى الآن، والأرجنتيني باولو ديبالا كان كفيلا بمنح ساري اللقب من دون أن يجنبه نقمة المشجعين عليه.

واعتبر فابيو كابيلو، المدرب السابق ليوفنتوس وأندية إيطالية أخرى إضافة الى المنتخب الإنكليزي، ان نادي تورينو هو الذي غيّر ساري وليس العكس.

وأوضح "يوفي ليس سيارة سهلة القيادة. لبعض اللاعبين شخصيات قوية، وعليك اثبات أن لديك شخصية قوية أيضا (...) كان يرغب في (ضم) لاعبين يتأقلمون مع أسلوبه في كرة القدم ولم يجدهم".

"موسم غريب"

كان يوفنتوس متقدما بفارق نقطة واحدة فقط عن لاتسيو صاحب المركز الثاني سابقا عند استئناف البطولة في 20 حزيران/يونيو الماضي بعد ثلاثة أشهر من تعليق المنافسات نتيجة الأزمة الصحية التي أحدثها فيروس كورونا المستجد.

وعلى الرغم من ان فريق ساري حقق فقط فوزين في مبارياته الست الأخيرة، إلا أنه استفاد بشكل كبير من الهفوات التي وقع فيها منافسوه، ليحسم التتويج قبل مرحلتين على الختام بسبب فارق النقاط السبع الذي يفصله عن إنتر ميلان الثاني.

وأقر المدرب المعروف بشراهة التدخين، أن الموسم كان "غريبا" منذ أسابيعه الأولى التي غاب فيها عن مقاعد البدلاء لاصابته بالتهاب رئوي.

كما غاب قائد الفريق جورجيو كيليني عن تشكيلة الفريق في غالب الأحيان لاصابة تعرض لها في الرباط الصليبي، وترافق ذلك مع أشهر من عدم اليقين بشأن مصير الموسم في ظل تأثر إيطاليا بشكل بالغ بـ"كوفيد-19".

وقال ساري "خلال الإغلاق التام، لم يكن ممكنا ان ترتاح بسبب سماع صوت صفارات الإنذار (لسيارات الاسعاف)".

وعلى الرغم من الموسم الاستثنائي، أكد يوفنتوس مرة أخرى أنه سيد الكرة الإيطالية بعدما أصبح عدد ألقابه مساويا لأقرب منافسيه إنتر ميلان وميلان مجتمعين (18 لقبا لكل منهما).

لقد كان الطريق طويلا لبلوغ الـ"سكوديتو" الأول بالنسبة لساري الذي بدأ مسيرته التدريبية عام 1990 في فريق ستيا من الدرجة الثامنة آنذاك.

وظل المتخصص في العمل المصرفي لسنوات عدة، يخلط بين العمل في مصرف "بانكا مونتي دي باشي دي سيينا"، والعمل مع أندية الدرجات الدنيا وحتى غير المصنفة.

وقال "لقد توقفت عن مزاولة عمل آخر لأنني كنت أشعر بالملل (...) لقد حققت أكثر من ما كنت أعتزم تحقيقه في البداية، وهي أن أعيش ما أنا شغوف به".

حلم دوري الأبطال

واضاف المدرب المنحدر من مدينة نابولي "أشعر بالانزعاج عندما يقولون في إيطاليا، لم يفز بشيء".

وتابع "حققت ثماني ترقيات من درجة إلى أخرى، وكلها في الملعب. ربما هذا قليل مقارنة مع دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي، لكن الأمر ليس سهلا".

وتمكن ساري مع فريقه الأسبق نابولي من الحلول وصيفا مرتين ومرة في المركز الثالث في المواسم الثلاثة التي قاده خلالها، وانتهت كلها بتحقيق يوفنتوس اللقب، قبل الانتقال إلى إنكلترا عام 2018 حيث تسلم الادارة الفنية لتشلسي.

وكان الـ"بلوز" الفريق الوحيد الذي دربه ساري خارج إيطاليا. وعلى رغم فوزه بلقب "يوروبا ليغ"، فشل خلال موسمه الوحيد باستقطاب المشجعين الانكليز.

وسيكون الحكم الحقيقي على أداء ساري دوري الأبطال الذي يستكمل الشهر المقبل، وحيث سيكون عليه تعويض الخسارة صفر-1 امام ليون الفرنسي في ذهاب الدور ثمن النهائي.

وأوضح ساري الذي يطمح لقيادة يوفنتوس للقبه الأوروبي الثالث، انه "بعد بطولة غير عادية أتوقع أن تكون المرحلة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا غير عادية أيضا".