ميلانو: يُسدَلُ الستار في نهاية الأسبوع على الدوري الإيطالي لكرة القدم الذي وصل الى بر الأمان بعد الاضطرابات التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد، مع استمرار الصراع على الوصافة حتى الرمق الأخير بين إنتر ميلان وأتالانتا ولاتسيو الذي سيكون أمام فرصة لمساعدة هدافه تشيرو إيموبيلي على دخول التاريخ.

وبعد أن حُسم اللقب لصالح يوفنتوس الذي توج بطلا للموسم التاسع تواليا رغم نتائجه المتأرجحة منذ استئناف الموسم بعد توقف لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، وضمان كل من إنتر ميلان وأتالانتا ولاتسيو المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، تتجه الأنظار السبت الى معركة الوصافة.

وشاءت الصدف أن يكون الختام بمواجهات من العيار الثقيل، إذ يحل إنتر ميلان ضيفا على أتالانتا في برغامو، فيما يسافر لاتسيو الى الجنوب للقاء نابولي، في وقت يتواجه يوفنتوس البطل على أرضه مع روما الضامن لمركزه الخامس ومشاركته الموسم المقبل في "يوروبا ليغ"، على غرار ميلان السادس الذي سيخوض الدور التمهيدي الثاني ونابولي السابع الذي يشارك مباشرة في دور المجموعات كبطل لمسابقة الكأس.

ويحتل إنتر المركز الثاني بفارق نقطة فقط عن كل من أتالانتا ولاتسيو، ما يجعل ممثل برغامو الذي سيشارك للموسم الثاني تواليا في دوري الأبطال، سيد مصيره بحسب ما أفاد مدربه جان بييرو غاسبيريني، مشددا "نحن أسياد مصيرنا، إنهاء الموسم في المركز الثاني يتوقف علينا فقط"، وذلك من خلال تكرار سيناريو الزيارة الأخيرة لإنتر الى ملعب منافسه حين خرج الأخير منتصرا 4-1 في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 قبل أن يجبر "نيراتسوري" على التعادل في المواجهتين التاليتين في "سان سيرو".

ويسعى غاسبيريني من خلال مباراة السبت أن يحضر فريقه بأفضل طريقة لمواصلة المشوار التاريخي في دوري أبطال أوروبا حيث يتواجه مع باريس سان جرمان الفرنسي في ربع النهائي المقرر من مباراة واحدة في العاصمة البرتغالية لشبونة يوم الثاني عشر من آب/أغسطس.

أتالانتا لوصافة تاريخية

وقدم ممثل برغامو موسما رائعا على أصعد عدة، وراكم الأرقام القياسية الشخصية الواحد تلو الآخر، إن كان من حيث عدد النقاط (78 حتى الآن)، الأهداف المسجلة (98)، الانتصارات المتتالية (9)، الأهداف المسجلة في مباراة واحدة (7 في ثلاث مناسبات معادلا رقمه السابق الذي يعود لموسم 1951-1952 حين فاز على ترييستينا 7-1)، عدد الانتصارات (23) أو أكبر انتصار (7-صفر على تورينو).

وفي حال نجح في الفوز على إنتر ونيل الوصافة سيتفوق على الإنجاز الذي حققه الموسم الماضي حين حقق أفضل ترتيب له بحلوله ثالثا.

وحث غاسبريني الإثنين لاعبي فريقه على إنهاء الموسم في المركز الثاني لتوجيه رسالة قوية إلى باريس سان جرمان، قائلا عشية المباراة التي فاز بها أتالانتا على بارما 2-1 في المرحلة قبل الأخيرة، "إنهاء البطولة بقوة سيكون أفضل طريقة لمواجهة باريس سان جرمان".

وأوضح غاسبيريني (62 عاما) "حتى لو كان الهدف الرئيسي هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، إذا فزنا في المباراتين المتبقيتين سننهي الموسم في المركز الثاني، أفضل نتيجة على الإطلاق في تاريخ أتالانتا".

وحسم يوفنتوس الأحد الماضي لقب الدوري للمرة التاسعة على التوالي بفوزه على سمبدوريا 2-صفر، لكنه انتكس في المباراة التالية الأربعاء خارج ملعبه أمام كالياري (صفر-2)، ما يجعل الخسارة السبت على أرضه أمام روما رغم هامشية اللقاء للفريقين صعبة على مدربه ماوريتسيو ساري الذي لم يقنع جمهور "السيدة العجوز" رغم التتويج.

ويدرك يوفنتوس أن الخسارة الأولى أمام روما في الدوري على ملعبه منذ كانون الثاني/يناير 2010 قد تحمل عواقب نفسية على اللاعبين قبيل مواجهتهم المصيرية في 7 آب/أغسطس على "اليانز ستاديوم" ضد ضيفهم ليون الفرنسي في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال (خسر يوفنتوس ذهابا صفر-1).

وعلى الرغم من الأهمية المعنوية للفوز بالمباراة الختامية، ألمح ساري بعد الخسارة أمام كالياري أنه قد يشرك فريق تحت 23 عاما الذي يشرف عليه حاليا النجم السابق للفريق أندريا بيرلو، في لقاء روما لاسيما في ظل الإصابات التي يعاني منها وأبرزها للأرجنتيني باولو ديبالا والبرازيلي دوغلاس كوستا.

وقال ساري "نحن الفريق الوحيد في أوروبا الذي خاض خمس مباريات في غضون 12 يوما. لقد تسببت رابطة الدوري بالكثير من المشاكل بالنسبة لنا".

إيموبيلي على موعد مع التاريخ

وكان النجم البرتغالي ليوفنتوس كريستيانو رونالدو يمني النفس بدخول المرحلة الختامية وهو في موقع جيد للمنافسة على لقب هداف الدوري، لكنه أصبح متخلفا بفارق أربعة أهداف عن إيموبيلي الذي يسافر وفريقه لاتسيو الى نابولي وهو بحاجة الى هدف لمعادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد، والمسجل باسم مهاجم يوفنتوس الحالي الأرجنتيني غونزالو هيغواين الذي سجل 36 هدفا في 2015-2016 حين كان يدافع عن ألوان نابولي.

وضمن إيموبيلي أقله نيل الحذاء الذهبي لأفضل هداف في القارة الأوروبية بعد أن تقدم بهدفه الخامس والثلاثين بفارق هدف على الهداف البولندي لبايرن ميونيخ الألماني روبرت ليفاندوفسكي.

ولن تكون المباراة سهلة على لاتسيو في "سان باولو"، لأن نابولي يريد التحضر بأفضل طريقة لمواجهة برشلونة الإسباني في إياب الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، بعد أن تعادلا ذهابا 1-1 في الجنوب الإيطالي.

وينهي ميلان الخامس موسمه في "سان سيرو" بمواجهة كالياري، باحثا عن مواصلة نتائجه الرائعة منذ استئناف الموسم وأدائه الهجومي الملفت الذي جعله ثاني الفرق ترتيبا في البطولات الأوروبية الخمس من حيث غزارة الأهداف منذ العودة من التوقف خلف مانشستر سيتي الإنكليزي (34 للأخير مقابل 32 لميلان).

ولم يذق فريق المدرب ستيفانو بيولي طعم الهزيمة في مبارياته الـ11 الأخيرة، محققا أفضل سلسلة له منذ 2013 (14)، وذلك بمساهمة من السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، ابن الـ38 عاما الذي سجل ستة أهداف منذ استئناف الموسم، بينها أربعة في المباريات الثلاث الأخيرة.

وتتجه الأنظار الأحد الى معركة البقاء، حيث يسعى كل من ليتشي وجنوى الى تجنب اللحاق بسبال وبريشيا الى الدرجة الثانية حين يتواجهان مع بارما وفيرونا على التوالي.

ويحتل جنوى المركز السابع عشر بفارق نقطة فقط أمام ليتشي، وفي حال خسر الأول وتعادل الأخير ستكون الأفضلية لجنوى استنادا الى المواجهتين المباشرتين بينهما.