برشلونة: ساهم اندفاع السائق البريطاني لويس هاميلتون نحو النضال من أجل المساواة العرقية في نضوجه بشكل أسرع وبلوغه مستويات أعلى كسائق ورياضي وتحوّل الى شخصية ملهمة، وفق ما يقوله النمسوي توتو وولف مدير فريق مرسيدس المنافس في بطولة العالم للفورمولا واحد.

بعد أن صعد هاميلتون بطل العالم في ست مناسبات على منصة التتويج للمرة الـ156 في مسيرته في جائزة اسبانيا الكبرى الاحد محققا رقما قياسيا جديدا، وخرج ايضا بفوزه الـ88 في مسيرته ليصبح على بعد ثلاثة انتصارات فقط من الرقم القياسي المسجل باسم الاسطورة الالمانية مايكل شوماخر، قال وولف أنه شعر وكأنه يشاهد رجلا ينافس في مكان آخر و"يغرد خارج السرب".

وأكد وولف أنه يرى في هاميلتون الذي يتصدر الترتيب العام للسائقين بفارق 37 نقطة بعد فوزه بأربع من السباقات الستة الاولى هذا الموسم، سائقا متحفزا بالتاريخ في سعيه لمعادلة الرقم القياسي لشوماخر والتتويج بطلا للعام للمرة السابعة في مسيرته.

وقال وولف (48 عاما) إن "لويس لطالما كان في أفضل مستوياته عندما يقف في وجه الشدائد وحركة 'بلاك لايفز ماتر' (حياة السود مهمة) عزيزة جدا على قلبه. لذا بالطبع هذا يساعده من حيث الدافع".

وتابع "أنا مندهش دائما من تطور لويس في كل موسم. يتحسن لناحية تطوير شخصيته وقيادته وهذا أمر ملهم حقا. بصفته رجل في منتصف الثلاثينيات، هو قادر على إظهار كيف يمكنك أن تطور شخصيتك، وتحسين أدائك وأن يكون لديك اهتمامات خارج عالم السباقات تجعلك أقوى."

هاميلتون (35 عاما) هو السائق الاسود الوحيد في بطولة العالم للفومولا واحد وكرر مرات عدة أن محاربة العنصرية هي أهم من أي شيء آخر، مضيفا ان الفوز بلقب سابع لأجل هذه القضية سيعتبر أعظم إنجاز في مسيرته.

يوم الاحد، وكما جرت العادة قبل كل سباق هذا الموسم، ركع هاميلتون صحبة بعض السائقين على ركبة واحدة تضامنا مع حركة "بلاك لايفز ماتر" التي اكتسبت زخما بعد مقتل المواطن الاميركي الاسود جورج فلويد على يد رجل شرطي ابيض في مينيابوليس في مايو الفائت، فيما أشار الى عبارة الحركة الموضوعة على خوذته بعد الفوز.

وقال البريطاني "من المهم أن نواصل النضال. هناك الكثير الكثير من الشركات هنا التي لم تحاسب نفسها وهناك العديد من الناس حول العالم لم يفعلوا ذلك ايضا". وتابع "في اميركا (الولايات المتحدة)، هناك الكثير من رجال الشرطة على سبيل المثال الذين يكملون حياتهم بصورة طبيعية حتى ولو أنهم قتلوا شخصا بريئا. إذ إن في الكثير من الحالات لم تتم إحالة اي شخص للعدالة. علينا ان نستمر في النضال من أجل ذلك".

وأثبت في اسبانيا أنه أفضل من اي وقت مضى في قيادة وأداء لم تشوبهما شائبة في ظل الحراراة المرتفعة، إضافة الى إدارة جيدة للإطارات بعد أسبوع فقط من معاناته على حلبة سيلفرستون في سباق "الذكرى 70" وحلوله ثانيا، علما انه فاز بجائزة بريطانيا الكبرى على الحلبة ذاتها قبلها بأسبوع منهيا السباق بثلاثة إطارات بعد تعطّل الرابع.

واعترف هاميلتون أن تحطيم الرقم القياسي لشوماخر في عدد الصعود على منصة التتويج لم يكن ليتخيله حين كان طفلا.

كنت مبتهجا
وقال "جميعنا نحن السائقون هنا، نشأنا ونحن نشاهد ميكايل شوماخر وما يحصل الآن هو أبعد مما حلمت به عندما كنت طفلا. أنا ممتن للغاية للفرص التي تقدم لي كل يوم." وأقر بعد الفوز انه لم يكن يدرك انه اصبح في اللفة الاخيرة ما يشير الى مدى تركيزه العالي على المنافسة.

وأردف "نسعى جميعا الى الكمالية ومن غير السهل دائما ان تحقق ذلك، ولكن اليوم وأنا في السيارة، كنت مبتهجا عند تجاوز خط النهاية. لم أدرك انها اللفة الاخيرة. كنت مستمرا في القيادة".

وأكد ان هذا الانتصار كان من الافضل في مسيرته "عليّ أن أقدّر هذه اللحظة حقا لأنك لا تعرف أبدا متى ستحصل على لحظة أخرى مماثلة". وتابع "من السهل احيانا ان تنسى كم هذه اللحظة رائعة، اين نحن والامور التي نقوم بها، لذا مما لا شك فيه انني سأحتسي النبيذ وأحتفل اليلة".

ويخلد السائقون الى الراحة على مدى اسبوع قبل ان يعودوا للمنافسة في سباق جائزة بلجيكا الكبرى على حلبة سبا فرانكورشان في 30 الحالي حيث حالفه الحظ وعانده احيانا في السنوات الماضية، مدركا ان فوزا هناك وبعده على حلبة مونزا الشهيرة في ايطاليا معقل فيراري، سيفتحان الباب امامه لمعادلة رقم شوماخر على حلبة موغيلو في جائزة توسكاني الكبرى حيث ستحتفل بطولة العالم للفورمولا واحد بالسباق رقم ألف في تاريخها.