المنامة: أثبت السائق البريطاني اليافع جورج راسل أنه النجم الواعد والصعب لمستقبل الرياضة الميكانيكية عندما بدا على الطريق الصحيح لإحراز باكورة انتصاراته في بطولة العالم للفورمولا واحد، قبل أن يرتكب فريقه "الموقت" مرسيدس هفوة في المرآب ويتعرض لاحقًا لثقب في الاطار خلال جائزة صخير الكبرى في البحرين.

وحل راسل سائق وليامس بدلًا من مواطنه لويس هاميلتون المتوج هذا الموسم بطلا للعالم للمرة السابعة معادلا رقم الاسطورة الالمانية ميكايل شوماخر، لاصابته بفيروس كورونا المستجد، في فريق مرسيدس وهيمن على 62 لفة من اصل 87 في السباق الذي انطلق منه في المركز الثاني خلف زميله الموقت في الحظيرة الفنلندي فالتيري بوتاس قبل ان يعانده الحظ على دفعتين.

وعلى رغم أنه دخل الى المرآب مرة اضافية، نجح ابن الـ22 عامًا في التقدم الى المركز الثاني قبل ان يتعرض لثقب في الاطار خلال مطاردته المكسيكي سيرخيو بيريز الذي أمضى قدمًا وحقق باكورة انتصاراته في بطولة العالم.

وقال راسل "المحبط" الذي أنهى السباق في المركز التاسع وحقق أسرع لفة ليخطف بالتالي أولى نقاطه الثلاث في بطولة العالم واختير "سائق اليوم" خلال تصويت مشجعي الفورمولا على الموقع الرسمي "لقد خضتُ في الماضي سباقات سُلبت فيها الانتصارات مني، ولكن مرتين؟ لا يمكنني أن أصدق".

وتابع "لم أكن أصدق الذي حصل معي. لقد قدتُ بشغف ومن كل قلبي. كنت مسيطرًا على السباق، لا سيما في البداية، ومن ثم دخلت سيارة الامان الامر الذي كان مزعجًا ولكن كنت مرتاحًا".

وأردف السائق الواعد "لقد قمتُ ببعض التجاوزات الجيدة وكنت متحمسًا. كنت جاهزًا لمطاردة سيرخيو كي أستعيد الفوز حيث كانت المنافسة واعدة بأن تكون متقاربة، ولكن كنا قادرين على فعلها".

وأخذ راسل المبادرة منذ البداية متجاوزًا بوتاس عند الانطلاقة وتقدم عنه بفارق خمس ثوان بعد دخولهما الاول الروتيني الى المرآب. ومع دخول سيارة الامان للمرة الثانية، قرّر فريق مرسيدس إدخال سائقيهما الى المرآب لتغيير الاطارات.

وأقر مدير الفريق النمسوي توتو وولف أن عطلًا في الراديو أدى إلى توقف فاشل لكلا السائقين. إذ توقف راسل أولاً وبعد انطلاقه، وصل بوتاس ليكتشف أعضاء الفريق أنهم لا يملكون الإطارات الجديدة الصحيحة ما أفقد بوتاس الذي حل ثامنًا 27 ثانية.

إذ إن الاطارين الاماميين من نوعية متوسطة القساوة قد وضعا عن طريق الخطأ في سيارة راسل.

تم استدعاء البريطاني مجددًا للدخول الى المرآب لتوقف ثان من أجل وضع الاطارات الصحيحة كونه كان يتنافس في اطارات لا تتناسب مع قانون ملفه كسائق.

- "بداية حكاية خيالية" -

واجه راسل إمكانية الاقصاء الا ان المنظمين اكتفوا بتغريم مرسيدس 20 الف يورو (620 24 دولار).

وقال القيمون في هذا الصدد "مسؤولية وضع الاطارات المناسبة التزامًا بالقوانين تقع على عاتق اي فريق، لذا فإن العقوبة مطلوبة".

وبعد هذه البلبلة، كان راسل في المركز الخامس مع استكمال السباق بعد خروج سيارة الامان للمرة الثانية.

قام بتجاوزات رائعة ليتقدم الى المركز الثاني قبل أن يتعرض لثقب في اطاره، ولسخرية القدر فمن المرجح ان تكون جرّاء حطام سيارة وليامس التي يقودها عادة بعد أن خسر مواطنه المبتدئ جاك ايتكن الذي حل مكانه جناح سيارته إثر حادث بسيط.

تحتّم على راسل التوقف مجددًا ليتراجع الى المركز الرابع عشر، قبل ان يقوم بتجاوزات اخرى رائعة في سباق اثبت فيه مهارته القيادية خلف مقود سيارة خارقة لينهي السباق الذي حرم فيه من تحقيق فوز استثنائي في المركز التاسع.

وقال عقب الخيبة الكبيرة "لو قلتم لي في بداية نهاية الاسبوع انني سأجني بعض النقاط، لقلت لكم +حسنًا ستكون نهاية اسبوع رائعة" ولكن لو قلتم لي انني سأتصدر السباق وينتهي بي المطاف هكذا ... لا أعرف (ما اقوله)..."

وتابع "الامر مؤلم كثيرًا. صراحة، كنت حزينٌ جدًا عندما خرجت من السيارة. تحدثتُ مع والديّ فورًا. كنت أدرك أنهما حزينان لأجلي. قالا لي أنهما فخوران جدًا بي".

وقال راسل أن وولف والمسؤول الاستراتيجي في الفريق جيمس فاولز والمهندس بيت بونينغتون كانوا ايجابيين وأشادوا به "لقد تعانقنا. آمل أن أكون قد أعطيت توتو بعض المشاكل ليعالجها للمستقبل، أنا سعيدٌ. أنا فخورٌ".

فيما أكد وولف "لم تكن آخر محاولة له للفوز. إنها فقط بداية حكاية خيالية لم تنجح اليوم. أقول إن نجمًا جديدًا قد ولد".

- منافسة غير عادلة -

وفي الوقت الذي حظي راسل بإشادة من وولف، صوّب آخرون السهام على انه ليس السائق الوحيد الذي تخفي سيارة غير تنافسية موهبته الرائعة.

إذ اعتبر الاسباني كارلوس ساينز سائق فريق ماكلارين الذي حل رابعًا "من المؤسف أنه عندما تضع فجأة رجلاً ينافس على المركز الخامس عشر كل أسبوع في سيارة قادرة على الفوز، ينطلق في المركز الثاني بفارق 20 الف بالثانية عن المركز الاول".

وتابع ساينز الذي سينتقل الى فيراري الموسم المقبل "حقيقةً هذا الامر يظهر ما تفتقده بطولة العالم، ألا وهو ابتكار عرض أجمل في حال نجحوا في إحداث اعتدال في المنافسة وسمحوا للسائقين في إحداث الفارق".

كما وافقه زميله في الفريق البريطاني لاندو نوريس الذي اعتبر أن "العديد من السائقين بإمكانهم القيام بشيء مماثل" في سيارة مرسيدس مؤكدًا أن هاميلتون يملك إمكانات اضافية.

وتابع "إذا أردت أن تفوز بالبطولة، يجب أن تقود سيارة مرسيدس. لذا أعتقد أن العديد من السائقين قادرون على مقارعة بوتاس ولويس في بعض السباقات".