أعلنت أسرة أسطورة كرة القدم الإيطالية باولو روسي نبأ وفاته اليوم الخميس عن عمر ناهز 64 عاما.

وكان باولو قد حاز شهرة عالمية بعد أن قاد منتخب بلاده للفوز ببطولة كأس العالم التي استضافتها إسبانيا.

وحصل باولو في هذه البطولة على جائزتَي أفضل هداف وأفضل لاعب.

وعلى مستوى الأندية، ظهر اسم باولو روسي كهداف في نادي فيتشنزا، قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس، ومنه إلى نادي أيه سي ميلان.

وأفادت تقارير إعلامية إيطالية بأن وفاة باولو روسي جاءت بعد صراع طويل مع المرض.

ونشرت زوجته فيديريكا كابيليتي على وسائل التواصل الاجتماعي صورة جمعت بينهما ممهورة بعبارة "إلى الأبد"، دون أن تكشف فيديريكا عن سبب وفاة زوجها.

وفي 48 مباراة مع منتخب بلاده، سجل باولو 20 هدفا. وفي الدرجة الأولى من الدوري الإيطالي، سجل باولو أكثر من مئة هدف مع فرِق فيتشنزا، وبيروجيا، ويوفنتوس، وفيرونا.

ونعى نادي فيتشنزا اللاعب الذي أسهم في صعود النادي إلى الدرجة الأولى عام 1977. وجاء في بيان النعي: "أحيانا لا تسعف الكلمات في التعبير عمّا نختبر من آلام".

ونظرًا لأدائه المتميز في مونديال 1982، حصل باولو روسي على جائزة الكرة الذهبية، والتي كانت تذهب في ذلك الوقت لأفضل لاعب كرة قدم للعام في أوروبا.

وبعد اعتزاله كلاعب في أواخر الثمانينيات، عمل روسي كمحلل رياضي على العديد من المنصات الإعلامية كـ سكاي، وميدياست، وراي.

رحيل اسطورة الكرة الهولندي يوهان كرويف

ردّ اعتبار

كتب باولو اسمه في تاريخ كرة القدم حينما تألّق في مونديال 1982.

وكاد تورطه في فضيحة تتعلق بالمراهنات على نتائج المباريات عام 1980 أن يحرمه من المشاركة في المونديال.

وكان حكمٌ قضائي قد صدر ضده يقضي بحرمانه من المشاركة في المباريات لثلاث سنوات، لكنّ باولو استطاع عبر الاستئناف تقليص الحُكم إلى عامين ليتمكن بالفعل من الذهاب إلى إسبانيا وقيادة فريق بلاده في البطولة.

وقال باولو عن ذلك إن "المشاركة في المونديال والفوز به كان لي على المستوى الشخصي بمثابة 'ردّ اعتبار '".

وفي المباريات الأولى من البطولة، لم تكن هناك مؤشرات على صعود الفريق الإيطالي للأدوار النهائية؛ وقد صعد بالكاد من المجموعة الأولى بثلاثة تعادلات.

هذه النتيجة تركت هداف يوفنتوس (باولو) في مرمى سهام النقد بعد أن فشل في التهديف في المباريات الثلاث.

لكن باولو وجد نفسه في مباراة البرازيل في المجموعة الثانية، مسجلا ثلاثية، لتنتهي المباراة 3-2 لمصلحة إيطاليا.

وفي نصف النهائي، أحرز باولو هدفين في شباك بولندا، ليصعد المنتخب الإيطالي إلى النهائي في مواجهة ألمانيا الغربية حيث تمكن باولو من تسجيل هدف الافتتاح بين ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للفريق الألماني، وتوّجت إيطاليا للمرة الثالثة بالبطولة.

عن هذا النصر، قال باولو فيما بعد: "من ناحية، شعرت بالرضا، وقلت في نفسي 'لقد فعلتها '، ومن ناحية أخرى، حزنتُ لأن الحدث كان قد انتهى".

باولو روسي
Getty Images

باولو روسي أيقونة في التاريخ الإيطالي

فجّر فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم مشاعر فياضة في داخل البلد الذي كان يعاني اضطرابا سياسيا واجتماعيا كاد يعصف بوحدته.

يقول الصحفي دانيللي فيري لبي بي سي: "صور باولو ورفاقه على منصة التتويج بكأس العالم ستبقى للأبد محفورة في وجدان الإيطاليين".

ونعى فيري باولو قائلا: "كلنا هنا مصدومون؛ باولو كان أيقونة في كرة القدم الإيطالية. إنه جزء من تاريخ البلاد. الأمر يتخطى حدود الكرة".

وأضاف فيري لبي بي سي: "مَن كان محظوظا بما يكفي وشاهد أداء باولو في مونديال 1982، لا يستطيع أبدا أن ينسى ما فعل. إن صور مونديال إسبانيا 82 جزء من الثقافة الإيطالية".