الدوحة: يكتسي نهائي كأس العالم لأندية كرة القدم في العاصمة القطرية الدوحة الخميس صبغة فرنسية حيث يتواجه نجم فريق تيغريس المكسيكي المهاجم أندريه - بيار جينياك مع كوكبة من مواطنيه في بايرن ميونيخ الالماني.

في مونتيري، المكسيك يعتبر جينياك أيقونة حيّة: بعدما قاد فريقه للفوز بدوري أبطال كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).

سجّل ابن الـ 35 عاما، ثلاثة أهداف في مونديال الأندية، منها "ثنائية" الفوز في ربع النهائي أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي بطل آسيا 2-1، وركلة جزاء في نصف النهائي أقصت في مفاجأة مدوية بالميراس البرازيلي المتوج بكأس ليبرتادوريس على حساب مواطنه سانتوس.

يقول مهاجم مرسيليا السابق "جئنا إلى هنا لكتابة التاريخ، وانتظرنا ذلك لفترة طويلة".

خاض المهاجم الدولي مباراته الاخيرة بقميص "الديوك" أمام هولندا في عام 2016 خلال التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، علما أن مسيرته الدولية تتضمن 7 أهداف مع منتخب بلاده.

ولكن منذ وصول "ديدي" عام 2015 إلى تيغريس، دخل النادي المكسيكي في مجرة أخرى.

من دونه، فاز النادي خلال 55 عاما منذ تأسيسه، بثلاثة ألقاب في الدوري المحلي و3 كؤوس محلية أيضاً. ولكن، معه هيمن محلياً ففاز في غضون خمسة أعوام بأربعة ألقاب في الدوري، و3 كؤوس السوبر، وبعد 3 حملات فاشلة في نهائي مسابقة دوري أبطال كونكاكاف "عانق" حلمه هذا الموسم.

ويعترف كارلوس غيريرو صحافي في قناة "أزتيكا" المكسيكية "إن كنّا من مشجعي (نادي) تيغريس أم لا، علينا أن نعترف بعظمة جينياك".

-جينياك قاهر نوير-

يوم الخميس، سيواجه جينياك أفضل حارس للمرمى في العالم: الألماني مانويل نوير، غير أن عظمة الاسم لا تخيفه اذ بامكان الفرنسي أن يتبجح انه سبق له، ولمرة واحدة فقط، التغلب على حارس عرين النادي البافاري.

كان ذلك خلال مباراة دولية ودية جمعت فرنسا مع الـ "مانشافت" وانتهت بنتيجة 2-صفر في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، في أمسية مشؤومة شهدت تفجيرا ارهابيا في العاصمة الفرنسية باريس وحول استاد فرنسا حيث اقيمت المباراة.

سيذكر التاريخ في سجلاته أن فوز تيغريس، في حال حصل، على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة أمام بايرن ميونيخ على انه مفاجأة من العيار الثقيل، اذ منذ إنشاء المسابقة في نسختها الحديثة بداية عام 2000، احتكر لقب مونديال الاندية إما ممثل "القارة العجوز" أو القادم من قارة أميركا الجنوبية.

تصبّ الترجيحات لمصلحة النادي البافاري لتكرار انجاز عام 2013، في مسعاه لتحقيق سداسية تاريخية في غضون عام، وهو يعتمد على "ترسانة" فرنسية للسير على خطى برشلونة الاسباني، الوحيد حتى الآن الذي حقق هذا الإنجاز.

الأفضل بين الفرنسيين حالياً: كينغسلي كومان مفتاح تأهل البافاريين إلى مونديال الأندية بتسجيله الهدف اليتيم في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا العريقة أمام باريس سان جرمان في آب/أغسطس الماضي.

مذاك، لا أحد بإمكانه إيقاف هذا اللاعب الذي سجّل 6 أهداف ومرّر 11 كرة حاسمة هذا الموسم.

يقول لاعب الجناح البالغ 24 عاما "منذ ذلك اليوم في لشبونة، ثقتي بنفسي تضاعفت وألعب بشكل أفضل"، ويتابع "أعتقد أني بأفضل فترة في مسيرتي".

-توليسو الخيار الثاني.. ولكن!-

غير أن فرحة الفوز بمونديال الأندية في قطر لن تنسيه حزن الغياب عن مونديال روسيا 2018، حيث حرمته الاصابة مشاركة رفاقه في منتخب "الزرق" الانتصار باللقب العالمي الغالي.

وبخلاف كومان، يعاني مواطنوه الثلاثة أبطال العالم لفرض أنفسهم، فالظهير بنجامان بافار ورغم أنه يلعب اساسيا على الرواق الايمن للدفاع، إلا انه عانى من التعب الشديد هذا الشتاء.

ويبرز كورنتان توليسو كخيار ثانٍ في وسط الملعب البافاري، ولكن رغم غياب الاساسي ليون غوريتسكا بسبب فيروس كورونا، إلا أن المدرب هانزي فليك فضّل الاسباني مارك روكا على الفرنسي أمام الأهلي المصري في نصف النهائي من أجل تشكيل ثنائية مع "غير الملموس" يوزوا كيميش.

وماذا عن لوكاس هرنانديز؟ بعد موسم لاحقته خلاله "لعنة" الاصابات لم يتمكن الفرنسي من مزاحمة الكندي الشاب ألفونسو ديفيس في الرواق الايسر للدفاع، ما يفسر عدم مشاركته أمام الأهلي.

البقية الباقية تجلس في قاعة الانتظار، فلاعب مرسيليا السابق بونا سار لم يلعب سوى فتات الدقائق وما زال لم يصل الى المستوى المطلوب من النادي البافاري.

أما الوافد الجديد من باريس سان جرمان تانغي نيانزو، ابن الـ 18 ربيعاً، فلن يمكنه في الوقت الحالي أن يدخل بمنافسة مع النجوم الكبار أمثال النمسوي دافيد ألابا ونيكلاس سوله وجيروم بواتنغ في خط دفاع يقع على كاهله الخميس عبء الحدّ من خطورة المهاجم المتألق جينياك.