طوكيو: قبل أن تكون وزيرة للألعاب الأولمبية، وقبل أن تتولى سدة اللجنة التنظيمية لأولمبياد طوكيو 2020 المؤجل إلى الصيف المقبل خلفاً للمستقيل يوشيرو موري على خلفية تصريحات مسيئة للنساء، شاركت سيكو هاشيموتو سبع مرات في الألعاب الأولمبية وكانت إحدى سيدتين فقط في حكومة يوشيهيدي سوغا.

ستحل السياسية البالغة 56 عاماً والتي كانت أيضاً وزيرة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بدلاً من موري (83 عاماً) الذي استقال الأسبوع الماضي، بعدما أثار موجة تنديد لادعائه أن النساء يكثرن في الكلام خلال الاجتماعات.

يأتي تعيين هاشيموتو قبل نحو خمسة أشهر من موعد افتتاح الألعاب المؤجلة بسبب تداعيات فيروس كورونا، مع استمرار معارضة السواد الأعظم من اليابانيين تنظيم الحدث في السنة الحالية.

كانت هاشيموتو لاعبة أولمبية شغوفة، واشتهرت عندما كانت بطلة في التزحلق الفني على الجليد وسباقات الدراجات على مضمار.

أحرزت برونزية سباق 1500 م في أولمبياد ألبيرفيل الشتوي 1992 ضمن التزحلق الفني على الجليد، وست ميداليات ذهبية في الألعاب الآسيوية الشتوية بين 1986 و1990. شاركت سبع مرات في الألعاب الأولمبية (4 شتوية و3 صيفية).

تقول إنها نشأت على سماع والدها يقول لها "+لقد ولدت لتشاركي في الأولمبياد+ (...) حتى قبل أن أعرف بوجود ألعاب أولمبية".

دخلت هاشيموتو عالم مضمار السياسة في التسعينيات، وبعد فترة من الموازنة بين الرياضة والحكم، كانت آخر مشاركاتها كرياضية في العام 1996، وبدأت في شق طريقها في صفوف الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم.

بعد تصريحات موري المتحيزة ضد المرأة، قالت هاشيموتو إنها تريد إجراء "مناقشات شاملة" مع رئيس أولمبياد طوكيو حول آرائه.

وأضافت أن "المبدأ الأساسي للأولمبياد هو تعزيز تقدّم المرأة في الرياضة على جميع المستويات والمنظّمات من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين".

لكن هاشيموتو نفسها ليست غريبة عن إثارة الجدل. ففي العام 2014، واجهت فضيحة تحرّش جنسي بعد ظهور صور لها وهي تعانق وتقبّل متزلجاً على الجليد يصغرها بعشرين عاماً.

يُزعم أن تلك الصور التقطت في حفل مليء بالمشروبات الكحولية في سوتشي الروسية بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وبدا أنها أظهرت دايسوكي تاكاهاشي في براثن هاشيموتو رئيسة الوفد الياباني إلى سوتشي حينها.

أعرب تاكاهاشي عن أسفه للحظة التي كان فيها مخموراً، لكنه لا يعتقد أنه تعرّض لمضايقات من قبل هاشيموتو المتزوّجة التي اعتذرت عن أي "سوء فهم" تسببت فيه الصور.

"شعلة أولمبية"

وُلدت هاشيموتو في العام 1964 في منطقة هوكايدو بشمال اليابان، المنطقة التي تشتهر بفصول الشتاء المتجمدة والرياضات الثلجية.

ولدت قبل خمسة أيام فقط من حفل افتتاح آخر أولمبياد في طوكيو، واستلهم والداها اسمها من إضاءة الشعلة الأولمبية التي تسمى "سيكا" باللغة اليابانية.

يُنظر إلى هاشيموتو اليوم على أنها صاحبة ارتباطات وثيقة داخل الحركة الأولمبية، وهي متحالفة سياسياً مع موري، إذ أنها كانت تنتمي إلى كتلة حزبه.

لكنها لم تتخل تماماً عن براعتها الرياضية، إذ ورد أنها لا تزال تتدرب بانتظام وتتناول مكملات البروتين.

تزوّجت هاشيموتو من حارس في البرلمان عام 1998، ما أثار دهشة الأوساط السياسية، ولديها ستة أولاد، ثلاثة منهم أبناء زوجها.

أنجبت طفلتها الأولى قبل أشهر من انطلاق أولمبياد سيدني واختارت لها اسم "سيكا"، من أجل "نقل الحلم الأولمبي الذي أعطاني إياه والديّ".

قالت إنه في عالم السياسة اليابانية الأبوي، لم يكن الزواج وإنجاب أطفال وانت في الحكومة أمراً غير تقليدي فحسب، بل "يتعذّر فهمه بشكل إيجابي".

وأضافت في إحدى المقابلات أنه "في ذلك الحين، لم يكن الإنجاب حتى سبباً رسمياً معترفاً به لتغيب عن جلسة (برلمانية)"، في معرض وصفها لدعوات الاستقالة من زملائها الذين لم يعتقدوا أنها قادرة على أداء واجباتها.

لكنها عملت على التوفيق بين الحياة الأسرية والعمل، وضغطت من أجل دار حضانة في البرلمان افتتحت في العام 2010، ما مهد الطريق لنساء أخريات ليحذين حذوها.

بصفتها رئيسة للجنة التنظيمية لأولمبياد طوكيو، تواجه هاشيموتو صراعاً شاقاً لإقناع الجمهور الياباني المتشكك بإمكانية إقامة الحدث بأمان الصيف المقبل رغم جائحة كورونا.

اعتبرت أنه "لا يمكن تصوّر" إلغاء أو تأجيلاً جديداً، متماهية مع مشاعر منظمي طوكيو 2020 واللجنة الأولمبية الدولية.