بورتو (البرتغال) : غزا المشجعون الإنكليز وسط بورتو الجمعة عشية المواجهة الإنكليزية البحتة بين مانشستر سيتي وتشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، منتظرين بفارغ الصبر ما ستؤول إليه هذه المواجهة بين الخصمين المحليين.

في الشارع الرئيسي وسط المدينة، حيث تم تركيب نسخة طبق الأصل عن كأس دوري الأبطال، ارتدى روبرت وودز قبعة مليئة بدبابيس شعار تشلسي الذي سبق له أن خاض نهائي هذه المسابقة مرتين وتوج بها عام 2012، فيما يختبر سيتي شعور خوض النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

ورغم الإعاقة التي تجبره التنقل على دراجة معدلة، لم يرغب في تفويت الحدث: "لقد كنت محظوظاً لأني لم أكن مضطراً لدفع ثمن التذكرة وحتى وإن كان من الأصعب المجيء إلى بورتو مما لو أقيم اللقاء في لندن".

وتابع المشجع البالغ 74 عاماً والذي رافق فريقه منذ عام 1953 وكان حاضراً في 2012 في ميونيخ عندما فاز اللندنيون باللقب، "لكن الآن بعدما أصبحت هنا، أتمنى أن نفوز 3 1".

اختار بعض المشجعين الإنكليز القدوم إلى بورتو قبل أيام عدة من المباراة النهائية للاستمتاع بالمدينة بعدما أعادت البرتغال فتح حدودها أمام السياح من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ أسبوعين.

وسبق لتشلسي أن تواجه مع فريق إنكليزي آخر في النهائي الأول له عام 2008 حين خسر أمام مانشستر يونايتد في أولى المواجهات الإنكليزية البحتة على اللقب، قبل أن تتبعها عام 2019 مواجهة أخرى حسمها ليفربول على حساب توتنهام.

"نكهة" كرة القدم

ولم تكن حال جون ألن، موظف البلدية البالغ من العمر 57 عاماً من بوري في مانشستر الكبرى، مختلفة عن وودز وقد كان سعيداً بعودة الجمهور الذي من دونه "ليس لكرة القدم نكهة".

ومن جهته ينتظر ابن الـ26 عاماً بن غرين "أكبر ليلة في تاريخ النادي"، أي سيتي المتوج بلقبي الدوري الممتاز وكأس الرابطة الإنكليزية هذا الموسم.

وبالنسبة لديلان ستادلر، مشجع لتشلسي من نفس العمر والذي جاء بشكل خاص مع ثلاثة من أصدقائه من جنوب إفريقيا وتحديداً كايب تاون، فإنها "المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة أوروبية. ستكون مثيرة وآمل أن نغادر مع الكأس".

وبموافقة السلطات البرتغالية، خطط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) لوجود 16500 مشجع في مدرجات ملعب "دراغاو"، أي ثلث طاقة استيعابه.

ويحق لكل نادٍ الحصول على 6000 تذكرة فيما تم بيع 1700 تذكرة لعامة الناس.

وأشارت الحكومة البرتغالية الى أن المشجعين الإنكليز لن يكونوا على تماس بالسكان المحليين، لكن أولئك الذين وصلوا مسبقاً يمكنهم في الواقع التحرك بحرية.

ومن المتوقع أن تنقل حوالي 80 رحلة طيران مستأجرة الجزء الأكبر من المشجعين الى البرتغال السبت، على أن تنقل حوالي 180 حافلة هؤلاء المشجعين من المطار إلى الملعب.

"لا أكترث بكوفيد"

بالنسبة للمشجعين الإنكليز الذين ليس لديهم تذاكر، سيتم إنشاء "منطقتين للمشجعين" في المدينة، بسعة قصوى تبلغ 6000 شخص لكل منهما، وحيث سيكون من الممكن تناول المشروبات الكحولية.

وستكون واحدة مخصصة لمشجعي تشلسي والأخرى لمشجعي سيتي، على أن يقتصر الدخول إليهما لأولئك الذي يحملون نتيجة سلبية لاختبار فيروس كورونا.

لكن الجمعة وفي نهاية فترة ما بعد الظهر وعلى جانبي شارع ريبيرا على ضفاف نهر دورو، لم يحترم معظم المشجعين الإجراءات الصحية الوقائية ولم يرتدوا حتى الكمامات، فتجمعوا على الأرصفة الضيقة وغنوا أغاني نادييهما وأشعلوا الألعاب النارية.

البعض بصدورهم العارية وجلدهم الذي بات أحمر اللون بسبب الشمس، يحدقون في الشرطة البرتغالية المنتشرة بأعداد كبيرة لكن دون احتكاك بالمشجعين، مفضلة على ما يبدو مقاربة "تثقيفية" أكثر من عنفية لفرض احترام الإجراءات الصحية اللازمة.

ما يهم ابن الـ31 عاماً مات جونز هو "أن يفوز سيتي وأن تكون واحدة من أسعد لحظات حياتي (...) لا أكترث بكوفيد 19. لقد تلقيت اللقاح في وقت سابق من هذا الشهر والآن أفعل ما أريد" بحسب ما قال وهو من دون كمامة واقية.