مرسيليا : بعد ثلاثة أعوام على بدايته العالمية في مونديال روسيا 2018، يسجّل حكم الفيديو المساعد "في أيه آر" اعتباراً من الجمعة بدايته على صعيد كأس أوروبا لكرة القدم، في وقت لا تزال الآراء منقسمة حوله وحول فعاليته في الحد من الأخطاء التحكيمية.

قاوم الاتحاد الأوروبي "ويفا" طويلاً فكرة استخدام "في أيه آر" في مسابقاته القارية، قبل الرضوخ في نهاية المطاف للضغط الإعلامي ورئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني إنفانتينو الذي كان من أبرز الداعين لاستخدام هذه التقنية.

في سبتمبر 2018، رضخ رئيس الاتحاد القاري السلوفيني ألكسندر تشيفيرين للضغط بعد مونديال روسي استخدم فيه "في أيه آر" بنجاعة إلى حد كبير، حتى في ظل بعض الأصوات المنتقدة، على غرار ركلة الجزاء التي حصلت عليها فرنسا في النهائي ضد كرواتيا (4 2) حيث بدا قرار حكم الفيديو المساعد عادلاً بالنسبة للطرف الذي نال ركلة الجزاء وغير عادل بالنسبة للوكا مودريتش ورفاقه.

حتى من دون الذهاب إلى حدود المعارضة التي أبداها سلفه الفرنسي ميشال بلاتيني لاستخدام هذه التقنية التي وصفها بالـ"اللعنة الكبرى" نجم "الديوك" السابق في نوفمبر 2019، فإن تشيفيرين لم يكن مقتنعاً بشكل كامل باستخدام "في أيه آر".

ففي ديسمبر 2019 وفي مقابلة مع صحيفة "ميرور" البريطانية، أشار تشيفيرين الى "فوضى حقيقية"، معتبراً أنه تم تفسير التعليمات الخاصة بالتقنية بشكل مختلف حسب الدولة.

وأوضح "بعض الحكّام في إنكلترا لا يحتكمون إليه (في أيه آر) حتى من أجل المراجعة. في إيطاليا، يحتكمون اليه كل نصف ساعة"، معتقداً رغم كل ذلك أنه "ليس هناك عودة ممكنة الى الوراء"، أي العدول عن استخدام حكم الفيديو المساعد في أوروبا.

المنطقة الرمادية

أراد رئيس لجنة الحكام في الاتحاد القاري الإيطالي روبرتو روزيتي أن يكون أكثر اطمئناناً قبل افتتاح البطولة الجمعة في روما، قائلاً بحسب ما نقل عنه موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "نحن نؤمن بهذا المشروع الذي نجح بشكل جيد للغاية حتى الآن".

وتابع "نحن نصر على ضرورة أن يتدخل +في أيه آر+ فقط إذا ارتكب الحكم خطأً واضحاً أو فاته حادث خطير".

لكن بالنسبة للحكم الدولي الفرنسي السابق برونو ديريين فإن "المشكلة هي أن... كل شيء تقريباً في المنطقة الرمادية، منطقة التفسير" بحسب ما قال لوكالة فرانس برس، موضحاً "الخطر الحقيقي هو أننا نصل الى الكثير من التدخلات (استخدام التقنية) فيما يجب أن يكون الاستخدام في حالات نادرة".

وتابع "هناك بعض الأخطاء الواضحة التي تصحح، لا ينبغي إنكارها. لكن بالنسبة للباقي، فهو (في أيه آر) يثير الجدل أكثر من أي شيء آخر. العملية غير مفهومة رغم المواصفات الواضحة وخبرة ثلاثة أعوام من الاستخدام...".

"لم يضع حداً للخلافات، بل ضاعفها"

لكن الحكمين الفرنسيين اللذين تم اختيارهما لكأس أوروبا، وهما ستيفاني فرابار وكليمان توربان، أكدا الأسبوع الماضي أن كل شيء كان واضحاً تماماً.

وأوضح توربان "لقد عملنا منذ أعوام عدة على استخدام الفيديو، لقد اكتسبنا الخبرة"، فيما أفادت فرابار أنه "لا توجد توصيات أو تعليمات بشأن استخدام تقنية +في أيه آر+. نلجأ اليه في الأخطاء الواضحة".

وأظهر استطلاع رأي لمشجعي كرة القدم الإنكليزية نُشر الأسبوع الماضي أن أكثر من 90 بالمئة منهم يعتقدون بأن "في أيه آر" جعل كرة القدم "أقل متعة".

ودعا حكم فرنسي آخر، هو توني تشابرون، الى التفكير في طبيعة حكم الفيديو المساعد الذي روج له مؤيدوه على أنه ضمانة القوانين والاتساق والعدالة.

وقال لفرانس برس "إنه نقاش فلسفي حول ماهية العدالة الرياضية وقبول الآخر وأخطائه. وهذه المثالية في العدالة وهمٌ. الناس يريدون بشكل خاص أن يفوز فريقهم".