الدوحة : انتهى العمل باستاد لوسيل، مضيف نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بنسبة 98.5 بالمئة، بحسب ما أعلن مدير المشروع لوكالة فرانس برس.

وقال المهندس تميم العابد خلال جولة نظّمتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث "98.5 باختصار هي اكتمال جميع الأعمال الخرسانية، هيكل الملعب الحديدي، سقف الملعب، التشطيبات، تركيب المقاعد، وضع العشب".

وتابع مهندس الملعب الذي بدأ العمل فيه في عام 2016 "أما الـ 1.5% المتبقّية فهي أنظمة الملعب الإلكترونية، الإتصالات والداتا، الخوادم المطلوبة لعدة استعمالات، منها البث التلفزيوني، التخزين، وتوزيع المعلومات للفئات المختلقة التي ستستخدم وتشغل الملعب، كالفئات الأمنية أو اللّوجستية، فيفا أو اللجنة المنظّمة المحلية".

وعن عدد المتفرّجين في المباراة النهائية المرتقبة في 18 كانون الأول/ديسمبر 2022، قال العابد "طاقة الملعب الإستيعابية تتراوح بين 85 أو 86 ألف متفرّج، بينها 80 ألفاً مؤمّن لهم رؤية غير محجوبة على الإطلاق لميدان اللّعب".

ويقع استاد لوسيل على بعد 20 كيلومتراً من الدوحة وسيستضيف مباريات في دور المجموعات وأخرى في الأدوار الإقصائية وصولاً إلى النهائي. هو أحد ثمانية ملاعب تستضيف المونديال الأول في الشرق الأوسط.

واستوحي تصميمه من تداخل الضوء والظلّ الذي يميّز وهج الفنار أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته لنقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام وغيرها من الأواني التي ميّزت العصر الذهبي للفنون والحرف اليدوية في أرجاء العالم العربي والإسلامي.

ويضمّ الملعب 3354 غرفة و40 بوابة دخول بحسب العابد.

وفيما سيتمّ تفكيك ملعب راس بوعبود بالكامل بعد المونديال، وتقليص حجم بعض الملاعب الأخرى، سيحتفظ استاد لوسيل بشكله الخارجي "هذا الملعب ضخم للغاية من حيث الهيكلية الخرسانية كي يتم تقليص سعته. تم تصميمه ليبقى على هذا الشكل الخارجي بشكل دائم".

اختصاص العشب "معقد"

ويقع الملعب في ورشة ضخمة من الأبنية والمرافق الرياضية إلى جانب متنزّهات خضراء ومقاهٍ ومسارات للمشي.

علّق العابد على الورشة القائمة "مدينة لوسيل في طور التطوير، ستكون كافة المرافق مكتملة تقريباً مع حلول كأس العالم".

وعن مقارنته مع باقي الملاعب العالمية، قال العابد "مقارنة الملاعب معقّدة، لكن نفتخر بكونه من أكبر الملاعب في العالم الملتزم بمعايير فيفا (الإتحاد الدولي) من بداية التصميم والإنشاء. من النادر أن توجد ملاعب طبّقت معايير فيفا الفنية من بداية التصميم حتى الإنشاء".

وفيما ستُقام نهائيات المونديال بدءاً من 21 تشرين الثاني/نوفمبر، نظراً لارتفاع درجة الحرارة في الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز، يتم التركيز على حالة العشب وصيانته.

وقال العابد الذي وقف منتصف الملعب بخوذته البيضاء "اختصاص نمو العشب معقّد للغاية، مع فريق مختص عمل بجهد عملاق على مدى سبع سنوات لتطوير مزيج من البذور الصيفية والشتوية التي سمحت لعشب من جودة عالمية مطابق للمعايير الدولية أن ينمو في دولة قطر".

"جدار الامتنان"

مع الدخول إلى المنشأة، تبرز لوحة كبيرة معلّقة على الجدران الخارجية للملعب، عليها صور مئات العمال الذين ساهموا في بناء المنشأة.

وكانت قطر عرضة لانتقادات من منظّمات غير حكومية عدة، على خلفية تعاملها مع العمال الأجانب الآتين من قارّتَي أفريقيا وآسيا للعمل في بناء مرافق وملاعب المونديال.

وبخلاف ما يتم تداوله، تؤكّد السلطات في العاصمة الدوحة أنّها بذلت جهوداً جبّارة، وأكثر من أي دولة في المنطقة، بهدف تحسين ظروف العمل للعمال الأجانب.

علّق العابد على تلك الصور "الوجوه هي صور لكل من ساهم في بناء وتصميم الملعب، في المقام الأول القوى العاملة والفنيين والعاملين المهرة وجميع النجارين والكهربائيين والفنيين والبنائين الخرسانيين والمهن الأخرى اللّازمة لبناء مشروع مثل هذا. نسميه جدار الامتنان".