قال واين روني، اللاعب السابق لمانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا، إنه خشي أن يموت أو يقتل شخصا ما في ذروة معاناته من تناول المشروبات الكحولية.

وتحدث روني، المدرب الحالي لفريق ديربي كاونتي، لبرنامج بي بي سي بريكفاست قبل بث وثائقي عن حياته الجمعة.

وكشف الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا أسوأ ما وصل إليه جراء إدمان الشرب وتدهور الحالة النفسية، وحين سئل عن أكبر مخاوفه خلال هذه اللحظات، أجاب روني: "ربما الموت".

وتطرق روني، 36 عاما، لأخطائه قائلا: "ربما كانت الفتيات، أو القيادة تحت تأثير الكحول وهو ما قد يؤدي لمقتل أحد الأشخاص - يمكن أن تقتل نفسك - وهذه مرحلة سيئة تصل إليها".

وتابع: "كنت أعلم أنني في حاجة للمساعدة لكي أنقذ نفسي ولكن أيضا لإنقاذ عائلتي".

وكشف روني أيضا أنه شعر أنه يجب أن يجعل الكثير من مشكلاته سرا حين كان لاعبا.

يقول روني: "منذ 10 أعوام أو 15 عاما، لم يكن في استطاعتي دخول غرفة تبديل الملابس والقول إنني أعاني من إدمان الكحول، أو أعاني من مشكلات نفسية. لم أكن أستطع القيام بهذا".

وسيبث فيلم "روني" عبر منصة أمازون برايم فيديو، الجمعة، وهو يتناول حياة روني من الطفولة إلى بدايته مع عالم التدريب مع فريق ديربي.

ويتناول الفيلم الوثائقي عدة نقاط، وفقا للصحفية الرياضية في بي بي سي كيران فالري التي تابعت الفيلم، منها دخول روني في معارك منذ الصغر وتصميمه على تسجيل العديد من الأهداف.

ويعترف روني في أحد المشاهد أنه لم يكن "الطفل اللطيف" حين كان مراهقا، وتحدث عن دخوله في الكثير من المعارك.

ويحكي مهاجم مانشستر يونايتد السابق ذهابه إلى الحفلات وهو مراهق ووقوعه في مشكلات بعدها.

ويضيف: "أتذكر أن فكي كُسر في مانشستر وأنا في الثالثة عشرة من العمر".

في سن الـ 16 كان روني موهبة متوحشة إذ كان جسده مثل الرجل، ويتحدث في الفيلم عن أنه كان يعلم أنه كان أفضل لاعب في التدريب آنذاك.

في 19 أكتوبر/تشرين الأول، قدم واين روني نفسه للعالم، كان فريقه، إيفرتون، يلعب أمام أرسنال الذي لم يخسر في 30 مباراة على التوالي، وضم فريق الغانرز حينئذ تيري أونري وباتريك فييرا، وديفيد سيمان وسول كامبل.

يتذكر روني انطباعه عن قوة هذا الفريق اللندني، لكنه كان يرغب في أن يترك بصمة في المباراة.

ويكشف روني: "كانت آخر مباراة لي في سن الـ16، كنت أحفز نفسي، وأقول أريد التسجيل وأنا في سن الـ16".

واين روني
Getty Images
لُقب روني في بداياته بـ"الفتي الذهبي" واتسمت تدخلاته بالعنف

وسيطرت عليه فكرة أن يسدد الكرة حين تصل إليه من أي مكان بعد نزوله لأرض الميدان.

وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة، كان مدافع أرسنال، سول كامبل، يتراجع ووجد روني الفرصة سانحة، ليسدد كرة متقنة سكنت الشباك وأشعلت حماس الجماهير في ملعب غوديسون بارك.

وحينها قال المعلق كليف تيلديسلي "تذكروا اسم واين روني".

عُرف روني بالفتي الذهبي خلال كأس أمم أوروبا 2004 التي جرت في البرتغال، قبل أن تتسبب الإصابة في وقف مسيرته خلال مواجهة منتخب البلد المضيف في دور الثمانية.

وفي سن الثامنة عشرة، خلال المباراة الافتتاحية أمام المنتخب الفرنسي، الذي ضم أسماء مثل زين الدين زيدان وتيري أونري، أرعب المهاجم الصاعد دفاع منتخب الديوك.

ويقول روني: "كان مدافعو فرنسا يخشون الاقتراب مني، كانوا يرون أنني أستطيع أن أتعامل معهم بدنيا بمفردي".

ففي إحدى التدخلات، أسقط ليليان تورام، وهو واحد من أفضل المدافعين في العالم في ذلك الوقت، في تدخل كاد أن يتسبب في تلقيه بطاقة حمراء.

فازت فرنسا بهدفين لهدف، لكن تيري أونري اعترف بأن منتخب الأسود الثلاثة أنهك فريقه واستحقوا الفوز.

وفيما يتعلق بخياناته لزوجته كولين، تحدث روني وزوجته كولين بصراحة عن هذا الموضوع.

يقول روني: "أضع نفسي في موقف سيء. وحين تكون تحت تأثير الكحول، فإنك تتخذ قرارات خاطئة، وستعاني من تداعيات ذلك. وهذا لا يقلل أي قدر من حبي لكولين".

واين روني
BBC
يقول روني إن علاقته بزوجته جيدة.

وتقر كولين بأن استهلاك الكحول قد لعب دورا سلبيا في بعض الأوقات، وتقول عند نقطة معينة يكون من غير الجيد "ترك روني بدون مراقبة".

وتوضح أيضا، رغم ذلك، كيف جلسا سويا وتعاملا مع مشكلاتهما كاملة.

وتقول زوجة روني: "أعلم أن الناس يقولون: هل يستمران معا للحفاظ على استقرار عائلتهما؟ هذا جزء من الموضوع، ولكن أيضا مازلنا نحب بعضنا البعض. آمل أن يكون تعلم الدرس، وألا يدخل في هذه المواقف الرهيبة ثانية".

وخلال حديثه مع بي بي سي، قال روني: "تجمعنا علاقة جيدة، نحن أصدقاء، بكل تأكيد، أيضا. وهناك توازن في حياتنا، وخاصة ونحن آباء لأربعة أطفال".