حان الوقت لالتقاط الأنفاس. انتهت الآن مرحلة دور المجموعات التي تضمنت نتائج صادمة أكثر من أي وقت مضى مع بروز صورة لكيفية تطور كأس العالم في نسختها الحالية.

كانت هناك مفاجآت وعروض رائعة في دور المجموعات، ومع ظهور بعض اللاعبين الرئيسيين من ناحية المستوى، يجب أن تتسم مرحلة خروج الخاسر بالإثارة.

حكاية الفتى البرازيلي الذهبي ريتشارليسون الذي بات رأس الحربة في فريق بلاده

من الأخطبوط إلى الخوارزميات: الطرق الغريبة للتنبؤ بالفائزين في مباريات كأس العالم

إذن ، ما هي أهم الأشياء التي تمخضت عنها مرحلة دور المجموعات في البطولة؟

لا يوجد فريق في مأمن من نتيجة صادمة

ربما يكون معظم المرشحين - باستثناء بلجيكا وألمانيا - قد نجحوا بالتأهل من مجموعاتهم ، لكنها لم تكن رحلة سلسة.

جاءت المفاجأة الأولى في اليوم الثالث عندما فاجأت السعودية، المصنفة 51 في العالم، الأرجنتين.

ولكي لا تكون أدنى من نظيرتها الآسيوية، حذت اليابان حذوها في اليوم التالي عندما تغلبت على ألمانيا على الرغم من تأخرها بركلة جزاء مبكرة، وكررت ذات حيلة العودة في النتيجة ضد إسبانيا في المباراة الأخيرة لتتصدر المجموعة.

لكن للإنصاف، مع تطور المجموعة الخامسة في نهاية المطاف، ربما كانت المفاجأة الأكبر هي فوز كوستاريكا على اليابان في مباراتهما الثانية.

يبدو أننا قد رأينا خفوت نجم بلجيكا، ومن المؤكد أن خط دفاعهم المتعثر قد انكشف أمام الأداء المغربي النابض بالحياة، وخرج فريق روبرتو مارتينيز، المصنف الثاني في العالم، من البطولة.

لاعبو المغرب
Getty Images
لاعبو المغرب

حتى فرنسا والبرازيل لم تكونا في مأمن من نتيجة مفاجئة. ربما جاءت هزيمة فرنسا 1-0 أمام تونس بعد أن أجرى ديدييه ديشان 9 تغييرات على تشكيلته الأساسية، لكنها كشفت عن بعض التصدعات في دفاع بطل العالم. الأمر نفسه ينطبق على البرازيل، التي أجرت 9 تغييرات في خسارتها 1-0 أمام الكاميرون.

أكبر عشر مفاجآت في بطولات كأس العالم

لماذا أشعل فوز اليابان في كأس العالم الحنين للماضي لدى العرب؟

في النهاية، تشارك دول من القارات الست في أدوار خروج الخاسر لأول مرة في تاريخ البطولة.

ووفقا لتحليل شركة الإحصاء نيلسن غراسينوت Nielsen Gracenote ، كان فوز الكاميرون على البرازيل هو المفاجأة الثانية عشرة (المباراة التي كانت فرص فوز الكاميرون فيها بين 16.7في المئة و 33.3 في المئة) أو صدمة (أقل من 16.7في المئة) من البطولة حتى الآن.

وبالتالي، فقد تميزت بطولة كأس العالم 2022 بمفاجآت وصدمات في دور المجموعات أكثر من أي من البطولات الست الأخرى التي ضمت كل منها 32 فريقا ، وتجاوزتالرقم القياسي السابق البالغ 9 صدمات في بطولتي كأس العالم 2002 و 2010.

بدا أن هزيمة الأرجنتين أمام السعودية ( كان هذا الاحتمال فقط 8.7 في المئة) ستكون الصدمة الوحيدة في مرحلة المجموعات حتى انضم إليها فوز الكاميرون على البرازيل ( كانت فرص الكاميرون فقط 5.9 في المئة)، على الرغم من أن فريق السيليساو تأهل بالفعل وأجرى 10 تغييرات.

الأسماء الكبيرة لا تزال تحقق الإنجازات ...

تم طرح أسئلة حول النجوم في هذه النسخة من كأس العالم، هل ما زالوا قادرين على تحقيق الإنجاز؟ هل يمكنهم فعل ذلك في الصحراء؟

الإجابة بنعم مؤكدة فيما يتعلق بالعديد منهم.

بعد بداية محبطة، تألق ليونيل ميسي في المجموعة الثالثة للأرجنتين، وسجل هدفا بالغ الأهمية في مباراة المكسيك ثم قدم أداء مذهلا أمام بولندا - على الرغم من إهدار ركلة جزاء - ليقود منتخب الأرجنتين الى الدور الثاني من البطولة.

قاد ميسي منتخب الأرجنتين إلى الدور الثاني
BBC Sport
قاد ميسي منتخب الأرجنتين إلى الدور الثاني

وربما يواجه كريستيانو رونالدو، منافس ميسي منذ فترة طويلة، مشاكل في عالم أندية كرة القدم، لكنه يحقق نتائج على أرض الملعب لصالح البرتغال. فقد أظهر اللاعب، البالغ من العمر 37 عاما، شغفه بالفوز، وسجل ركلة جزاء ضد غانا، ليصبح أول لاعب يسجل في 5 نهائيات لكأس العالم، ثم زعم أن تمريرة برونو فرنانديز التي دخلت مرمى أوروغواي قد لامست رأسه، لكن في النهاية تقرر أن الكرة لم تلمسه وأنه هدف فرنانديز.

رونالدو "عبقري بكل معنى الكلمة" بسبب طريقة حصوله على ضربة الجزاء

مدرب المغرب الركراكي: لماذا لا نتطلع إلى الفوز بكأس العالم؟

لماذا يُعد ليونيل ميسي هو "القائد الحقيقي" لمنتخب الأرجنتين الآن؟

حتى روبرت ليفاندوفسكي انضم للحفل. لم يكن أداء بولندا مثيرا تماما، لكن رجلهم الرئيسي سجل هدفه الأول في كأس العالم لمساعدة بلاده في التأهل لدور الـ16 للمرة الأولى منذ عام 1986.

... لكن الجيل القادم يبزغ نجمه

لقد كُتب وقيل الكثير عن كيليان مبابي، ولم يُخيب مهاجم فرنسا الآمال، حيث قدم أداء قويا و3 أهداف في دور المجموعات وضمن وصول فريقه إلى دور الستة عشر.

كما بدت مجموعة الشباب المتحركة في منتخب إسبانيا مثيرة في بعض الأحيان حيث أصبح غافي، البالغ من العمر 17 عاما، أصغر هداف في كأس العالم منذ أسطورة البرازيل بيليه، في فوزهم الأول 7-0 على كوستاريكا.

ويُعد الهولندي كودي غاكبو بالفعل أحد أكثر المهاجمين المطلوبين في أوروبا، لكن يبدو أن سعر اللاعب، البالغ من العمر 23 عاما، قد ارتفع بعد أن أصبح أول لاعب من دولة أوروبية يسجل في جميع مباريات المجموعة الثلاث منذ عام 2002.

من اليسار.. ريتشارليسون وكيليان مبابي وفيل فودن
Getty Images
من اليسار.. ريتشارليسون وكيليان مبابي وفيل فودن

وأبرزت العروض التي قدمها ألفونسو ديفيز من كندا، والغاني محمد قُدوس، وثنائي إنجلترا فيل فودن وبوكايو ساكا، موهبتهم في البطولة الأكبر.

وبرز لاعب آخر في إنجلترا هو جودي بيلينغهام كنجم كبير بفضل هدفه وعرضه الشامل في الفوز 6-2 على إيران، الأمر الذي ساعد منتخب الأسود الثلاثة على صدارة المجموعة الثانية.

مازالت البرازيل المرشحة الأوفر حظا

أزاحت البرازيل التي تحتل قمة التصنيف العالمي الخصوم الأوروبيين صربيا وسويسرا ، وكان قد تأهل بالفعل بحلول الوقت الذي خسر فيه فريق شهد تغييرات كثيرة أمام الكاميرون.

وقد وصف كريس ساتون، المحلل في بي بي سي، فوزهم 2-0 على صربيا بأنه "استعراض للسلطة الحقيقية" حيث كان الهدف الثاني الرائع لريتشارليسون علامة بارعة على أن البرازيل موجودة في المدينة.

ريتشارلسون، سجل للبرازيل في مرمى صربيا أجمل هدف في البطولة حتى الآن
Getty Images
ريتشارلسون، سجل للبرازيل في مرمى صربيا أجمل هدف في البطولة حتى الآن

وكانت خسارة نيمار بسبب الإصابة مخيبة للآمال، لكن مع تألق فينيسيوس جونيور ورافينيا على الجناحين ووجود غابرئيل ومارتينيلي وأنطوني في كرسي الاحتياط، مازال رصيد الفريق يُحسد عليه.

إلى جانب ذلك، قد يعود مهاجم باريس سان جيرمان إلى اللعب في الدور الثاني لتعزيز حملتهم في الطريق إلى النهائي، وقد يشمل ذلك مواجهتين ضد إسبانيا والأرجنتين.

ومع بقاء ثياغو سيلفا صلبا في خط دفاعه، وكاسيميرو بالمستوى الذي فاز به بكل شيء على مستوى النادي، والمهاجمين الذين يمكنهم التسجيل من أي مكان، يمكن القول إن الفائز بكأس العالم 5 مرات يظل هو الفريق الذي يجب التغلب عليه إذا أردت الفوز بالبطولة.

ماذا تعلمنا أيضا؟

•تستمر المباريات لفترة أطول: حتى الآن، كان هناك 525 دقيقة إضافية من الوقت المحتسب بدل الضائع في مباريات كأس العالم، وهذا يعادل ما يقرب من 6 مباريات إضافية. من المؤكد أن المشجعين يحصلون على قيمة مقابل أموالهم.

•عدد أهداف أقل من آخر نسختين من نهائيات كأس العالم، خاصة في الشوط الأول: 2.5 هدف لكل مباراة هو الأدنى في نهائيات كأس العالم الثلاث الماضية، مع إحراز ما نسبته 36 في المئة فقط من تلك الأهداف في الشوط الأول.

•سددت الفرق عددا أقل وأفضل من التسديدات: 22.3 لكل مباراة ، ولكن مع أفضل معدل تمريرات في كأس العالم على الإطلاق بلغ 11.2 في المئة، على الرغم من أن 8 في المئة من الأهداف جاءت من خارج منطقة الجزاء.

•تمرر الفرق أكثر: فقد بلغ المتوسط 960 تمريرة في المباراة الواحدة، وهو معدل أكبر من أي دورة أخرى.

أرقام حيوية

•الأكثر تهديفا: 3 أهداف ويتشارك في ذلك كل من ألفارو موراتا (إسبانيا)، وكيليان مبابي (فرنسا)، وماركوس راشفورد (إنجلترا)، وكودي غاكبو (هولندا)، وإنر فالينسيا (الإكوادور).

•الأكثر تسديدا: كيليان مبابي فرنسا 16

•الأكثر تمريرا:هاري كين إنجلترا 3

•أكثر من صنع فرصا: أنطوان غريزمان فرنسا 11

•أكثر من لمس الكرة: رودري إسبانيا 481

•أكثر من لمس الكرة في منطقة جزاء الخصم: كيليان مبابي (فرنسا) وجمال موسيالا (ألمانيا) 35

•أنجح تمريرات: رودري إسبانيا 431

•أكثر عرضيات: كريستيان إريكسن الدنمارك 30

•أنجح مراوغات: جمال موسيالا ألمانيا 19

•الأكثر إنتزاعاً للكرة: أشرف حكيمي (المغرب) وإبراهيما كوناتي (فرنسا) 13

•أغلب الاعتراضات الناجحة: بيدرو ميغيل قطر 8

•أكثر حارس أنقذ مرماه: فويتشيخ شتشيسني بولندا 18