لعبة كرة القدم تظهر على جهاز البلاي شتيشن
جلال محمد جلال من دبي: أعتبر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، أن إسرائيل لم تعد تريد من العرب سوى تطبيع العلاقات مع السعودية ودول الخليج، بعد أن قدم لها العرب كل التنازلات في المراحل الماضية من الصراع العربي الإسرائيلي، على حد قوله. في احدى الحلقات له على قناة الجزيرة القطرية و بالرغم من المحاولات العديدة التي تقوم بها اسرائيل للوصول الى التطبيع و محاولتها لاختراق اي منفذ يوصلها للتطبيع مع العرب أثار إصدار جديد للعبة كرة القدم في جهاز quot;بلاي ستيشنquot; تتضمن منتخب إسرائيل استياء غالبية السعوديين الذين طالبوا بضرورة سحب هذا الإصدار من الأسواق باعتباره محاولة للتأثير عليهم بهدف قبول التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأكّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور خالد الهباس في تصريحات لصحيفة الحياة أن رفض الأطفال اللعب مع منتخب إسرائيل في quot;البلاي ستيشنquot;، يعبر عن وجهة نظر سياسية، على رغم عدم إدراكهم لمضامينها، وهي تدلّ على الرفض القاطع لعملية التطبيع، وهو موقف سياسي يؤيده قطاع كبير من السعوديين.وأشار الهباس إلي أن موقف الأطفال الرافضين يكون في الغالب نابعًا من تنشئة اجتماعية وأسرية تستحضر عداوة إسرائيل للعرب.

من جانبه، يطالب أستاذ الشريعة في جامعة أم القرى المتخصص في الشؤون التربوية الدكتور عدنان باحارث الجهات المختصة بسحب الإصدار المتضمن مشاركة منتخب إسرائيل في لعبة quot;البلاي ستيشنquot;. موضحًا أن هذه خطة قديمة ومقصود منها التأثير على المجتمعات العربية؛ إذ تتخذ في كل مرة أساليب جديدة منها: تسمية المنطقة العربية بالشرق الأوسط، في محاولة لإدخال عناصر جديدة تتمثل في الدولة العبرية، أو من خلال محاولة إدخال بضائع إســـرائيلية للأسواق العربية الرافضة للتطبيع.

و في ظل تلك الحالة من الاستياء السعودي أفادت مصادر صحفية إسرائيلية بان هناك اتفاق مع أحد الشركات السعودية الكبرى لتقديم خدمات الهواتف المحمولة من السعودية إلى إسرائيل مباشرة، وأن شركة مصرية أخرى تقدم هذه الخدمة أيضا إلى هواتف إسرائيل.

ونقلت صحيفة quot;القدس العربيquot; عن مصادر صحفية إسرائيلية أنه تنتشر في إسرائيل صناعة تلقي خدمات الهواتف الخلوية (المحمولة) مباشرة من العاصمة السعودية بواسطة شركة روتانا السعودية، والتي يملكها الامير وليد بن طلال، الذي يجري اتصالات مع جهات إسرائيلية تهدف الي إقامة فندق علي شاطئ تل ابيب، كما ذكرت المصادر ان شركة quot;ميلوديquot; المصرية تقدم نفس الخدمات .

واضافت الصحيفة ان ممثلة شركة روتانا السعودية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية هي شركة الناشر، التي تتخذ من مدينة رام الله مقرا لها، الي ذلك، اعلنت شركة نيو ساوند اينتراكتيف من القدس المحتلة عن موافقتها علي تمثيل الشركة السعودية في اسرائيل.

وقال مصدر في شركات الهواتف الخليوية الاسرائيلية لصحيفة quot;معاريفquot; ان السعوديين يريدون من وراء هذه الخطوة جني الارباح المالية، لكنهم يريدون الا يعرف عن هذه القضية احد.

يأتي هذا التأرجح في الاراء ما بين التطبيع و الا تطبيع في ظل زياة بوش للمنطقة و كما يرى بعض المحللين فان الرئيس الأمريكي لا يقوم فقط بزيارة وداعية كما قد يبدو في نظر البعض ، بل بممارسة الضغوط من أجل التطبيع مع إسرائيل لتقديم الهدية الاثمن خصوصاً علاقات من نوع ما بين إسرائيل والسعودية تحدثت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية وأكدت أهميتها وضرورتها لفتح الطريق أمام تطبيع شامل مع المنطقة.

في نهاية هذا الحديث عن التطبيع و ان صحت الاقاويل و التحليللات يتبقى سؤال يبحث عن إجابة اذا كان التطبيع مع الكيان امرا يثير غضب السعوديين لمجرد لعبة كرة قدم احتوت في طياتها على فريق إسرائيل فما هو موقف الشارع السعودي اذا صح ما قيل عن شركات الاتصالات و ما هو حال لئارع المصري اذا تأكدت له ما قيل عن قناة صاحب قناة ميلودي .

و اذا كان علينا ان نتقبل احد الخيارين اما قبول لعبة البلاي ستيشن أو قبول لعبة التطبيع فما هو الخيار