تنتشر بين الناس العديد من السيناريوهات حول نهاية العالم العام 2012، لكنّ الأدلة عليها غير مؤكدة، ومنها غزو كائنات فضائية للأرض، أو حدوث كارثة شمسية او وقوع بركان هائل مدمر، ومن بين السيناريوهات السوداء ايضًا حصول انحراف للقطب المغناطيسي او حرب عالمية ثالثة.

مع تحوّل قريّة بوغاراش الواقعة في جنوب فرنسا إلى مكان النجاة الوحيد، بالنّسبة إلى المؤمنين بوجود الأجسام الطائرة الغريبة، عند حلول نهاية العالم العام 2012، اختبرتصحيفة الديلي تلغراف اللندنية الحقائق والأوهام وراء أكثر سيناريوهات يوم الدينونة شعبيةً.

(1) غزو كائنات فضائية: تأكيدات حكومية بوجود إتصال من عوالم أخرى.

ظل غزو العالم موضوعًا مفضلًا للكثير من كتاب أدب الخيال العلمي منذ نشر أتش جي ويلز روايته quot;حرب العوالمquot; العام 1898. فالخوف من هجوم كهذا من خارج مجموعتنا الشمسية أو مخلوقات من أبعاد أخرى، وحالات الجزر والمد الهائلة ظلت موضع قلق على سطح الأرض.

وقد وجد الباحثون أن الخوف من هجوم تقوم به كائنات غريبة يتزايد كلما ارتفع الخوف من تهديدات أرضية متزايدة.

ويشير المؤمنون بهذه النظرية إلى زيادة عدد المواقع التي تمت فيها مشاهدة أجسام طائرة مجهولة، مثل سقوط صحن طائر مزعوم في روزويل بـ quot;نيومكسيكوquot; العام 1947، مع العديد من الصور وأفلام الفيديو المعقولة لأجسام طائرة في سمائنا كدليل على تزايد التهديد بحلول الهجوم على الأرض.

الأدلة: تؤكد صور وأفلام فيديو وتصريحات رسمية على أن الحكومات في العالم تراقب عن كثب نشاطات الأجسام الطائرة المجهولة (يو أف أو) منذ أكثر من 50 سنة. وهناك الكثير من القصص رواها أشخاص زعموا أنهم تعرضوا لاختطاف من قبل كائنات فضائية غريبة. لكن هل أي من هذه المعلومات يشير إلى أننا سنقع تحت هيمنة كائنات رمادية ذات أعين سوداء مستقبلًا ناهيك عن العام 2012؟

تضع الديلي تلغراف احتمال وقوع شيء كهذا بنسبة 1%.

(2) نيبيرو/ الكوكب أكس/ الافسنتين

تقترح آلاف مواقع الإنترنت فكرة أن كوكبًا ما لم يكتشف من قبل سيصطدم في السنوات المبكرة من القرن الواحد والعشرينبالأرض، أو يمر بالقرب منها بشكل كبير وهذا ما سيؤدي إلى تدمير الحضارة البشرية أو يتسبب في تغييرات مفاجئة على الكواكب.

ابتكر الكوكب نيبيرو خلال الستينات من القرن الماضي في كتاب لزكريا سيتشين تحدث فيه عن أن الكوكب نيبيرو هو ضمن مجموعتنا الشمسية ويتبع مسارًا متقلبًا يجعله يدخل ضمن نظام المجموعة الشمسية كل 3700 سنة. لكن سيتشين لم يقترح أبدًا أن هذا الكوكب سيهدد الأرض مستقبلًا.

يقترح بعضهم أن نيبيرو هو كوكب بني أخ صغير quot;قزمquot; (دوارْف) للشمس وسيمكن مشاهدته مع نهاية هذا العام.

الأدلة: قليلة جدًّا. وهناك تصريح للـquot;ناساquot; يعود إلى العام 2005 قالت فيه إن كوكبًا عاشرًا تم اكتشافه خارج نظام المجموعة الشمسية ويظن الكثيرون أنه سيمر بالقرب من الأرض العام 2012. لكنه من المؤكد أن هذا الكوكب العاشر لا يتحرك إلى داخل المنظومة الشمسية.

احتمالات التحقق: 2%

(3) كارثة شمسية

هذه واحدة من سيناريوهات يوم الدينونة لها صلة بنهاية التقويم لدى شعب المايا في المكسيك (قبل وصول كولومبس)، وهذه نظرية قد تكون مستندة إلى العلم. فوفق هذا السيناريو ستطلق الشمس كميات هائلة من الغازات، متسببة وقوع دمار كبير على الأرض بما فيها تدمير الأنظمة البيئية القائمة عليها. لكن ليس هناك أي دليل على وقوع كوارث من هذا النوع في الماضي.

الأدلة: قد تكون هناك علاقة ما بين الدورة الشمسية المتكررة كل 11 سنة والدورات الزمنية الموجودة في تقويم شعب المايا على الرغم من أن القرائن ضعيفة. لكن في الوقت الذي قد تسبب اللهب القادمة من الشمس بعض الأذى للأقمار الصناعة والإصابات لرجال الفضاء غير المحميين منها، فإنها ليست كافية لتدمير الأرض وبالتأكيد لن يحدث هذا الشيء العام 2012. من جانبها أكدت ناسا أن العالم لن ينتهي يوم 21 ديسمبر 2012.

احتمالات تأثر الأرض: 3%

(4) إنحراف القطب المغناطيسي

يجد الكثير من المؤمنين بحلول يوم الدينونة القريب أنفسهم على قناعة قوية بأن انعكاسًا حادًا موشك على الحدوث للقطبين المغناطيسيين الخاصين بالأرض، وهذا سيحفز على إنقلاب في دوران كوكب الأرض وما يترتب عنه من أحداث كارثية.

وكانت شعوب كالمايا والمصريين القدامى قد اكتشفوا أدلة على وقوع إنقلاب في إتجاه دوران الأرض حول نفسها مستقبلًا وما سيترتب عليه من كوارث وهذه الأسرار تسعى الحكومات الحالية، من وجهة نظر هؤلاء المتطيرون، إلى التغطية عليها.

الأدلة: أشار العمل الذي قام به علماء من جامعتي برنستون في نيو جيرسي وبول ساباتيه في تولوز، إلى أن الأرض قد أعادت توازنها قبل 800 مليون سنة. فهم درسوا المعادن المغناطيسية في الصخور الرسوبية ووجدوا أن القطب الشمالي قد انحرف أكثر من 50 درجة (ما يساوي ربع المسافة ما بين القطبين) خلال عشرين مليون سنة.

وإذا كان المؤمنون بنهاية العالم الموشك يعتقدون أن ذلك سيحدث خلال فترة زمنية قصيرة فإن الجيولوجيون يرون أن ذلك سيحدث خلال فترة تستغرق المليون سنة.

احتمالات وقوع هذه الظاهرة: 10%

(5) وقوع بركان هائل

سيحدث إنفجار بركان ضخم جدًا أكبر من أي إنفجار وقع في التاريخ الحديث. ويؤمن الباحثون أن ذلك سيحدث حين تصعد الماغما (المادة المنصهرة تحت سطح الأرض) إلى السطح ولا تستطيع أن تنطلق إلى الخارج.

وسيؤدي الضغط المتراكم إلى دمار منطقة واسعة مع تصاعد الماغما إلى السماء وانسكابها على الأرض مع إنقذاف مواد سامة كثيرة. ويرى المتطيرون أن ذلك سيوصل الأرض إلى حال تسمى بالشتاء النووي، وهذا بدوره يدخل الأرض في عصر جليدي جديد أو إلى شيء أسوأ يتمثل بإزالة الحياة عن كوكب الأرض.

الأدلة: تركز كل التنبؤات على وقوع ثوران بركان عملاق عام 2012 على منطقة تشبه المرجل واقعة تحت quot;يلوستون باركquot; في الولايات المتحدة.

وأظهرت الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية خلال السنوات القليلة الأخيرة أن تحولات وقعت على حركة الصخر الذائب على عمق 10 أميال تحت السطح. مع ذلك فإنه لا أحد يعرف إن كان المرجل المغلي تحت تلك المنطقة سينفجر أم لا ينفجر، وإذا حدث الإنفجار فأين يمكن أن يكون موقعه.

احتمال الحدوث: 10%

6. وقوع حرب عالمية ثالثة

مع انتهاء الحرب الباردة في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي وانهيار الإتحاد السوفيتي ساد تفاؤل بإنتهاء مخاطر وقوع حرب عالمية ثالثة. لكن البعض يرى أن ما يجري حاليًا من اشتباكات صغيرة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية مؤشر على عودة التهديد.

الأدلة: ترافق المخاوف من صعود الصين الإقتصادي مع اهتمامها بتطوير ترسانتها النووية وما قد يثيره من رد أميركي، كذلك هناك مخاوف من وقوع حرب نووية بين باكستان والهند، وكوريا الجنوية وكوريا الشمالية. وما سيترتب عليه من كوارث على الجنس البشري.

احتمال الحدوث: 1.5%

7. عمل إرهابي يبيد أعدادًا كبيرة من البشر

ظلت المخاوف قائمة منذ مقتل 3000 أميركي في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001، من تمكن القاعدة أو شبكات الإرهاب الأخرى من الحصول على أسلحة دمار شامل، مما يجعلها تشن هجومًا بيوكيمائيًا على الغرب.

الأدلة: سبق لأسامة بن لادن أن أعلن قبل سنوات عن امتلاكه عدة أسلحة نووية، وظلت هناك مخاوف من وقوع تسرب لأسلحة نووية إلى يد الإرهابيين من بعض الدول التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي قبل إنفراطه.

مع ذلك، فإنه ليس هناك أي دليل لامتلاك القاعدة أو أي طرف آخر أسلحة نووية، ولم تؤدِّ محاولات بعض المجاميع المتطرفة لتطوير أسلحة بيولوجية وكيماوية في بريطانيا خاصة، إلى تحقيق أي نجاح يذكر. مع ذلك، فإن هناك مخاوف من تسرب أسلحة نووية إلى طالبان أو القاعدة بسبب عدم استقرار بعض البلدان المالكة لها مثل باكستان.

احتمال الحدوث: 20%

الإنهيار المناخي: أصبح التغير المناخي اليوم موضوع القلق الأساسي. وقد يؤدي إنهيار الشروط المناخية الناجمة عن الإحتباس الحراري وانتشار المواد السامة في البحار وبعض المناطق الآهلة بالسكان إلى جعل بعض أجزاء العالم غير صالح لعيش البشر.

أدلة الحدوث: لا يختلف الكثير من العلماء على ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم كله بمعدل درجة واحدة على الأقل خلال قرن واحد. ومن جانبهم قال علماء ناسا أن العقد الماضي كان الأدفأ وسجل رقمًا قياسيًا. ووجد معهد غودارد التابع لناسا أن معدل ارتفاع درجات الحرارة في العالم قد زاد منذ العام 1880 بمقدار 0.8 درجة مئوية حيث بدأ تسجيل درجات الحرارة.