بيروت: منذ بداية دخول ظاهرة تلفزيون الواقع إلى الشاشات العربية أو على الأصح على قناة quot;ال بي سيquot; لم تلقى استحسانا لدى عدد كبير من الجمهور العربي، بإستثناء المراهقين الذين أقبلوا على هذه البرامج بشدة وتسمروا أمام القناة المفتوحة لمراقبة ومتابعة أدق التفاصل ومشاهدة المشتركين حتى وهم نايم ، ليتنقل تدريجيا هذ ا التعلق بهذه البر امج إلى عدد كبير من فئات المجتمع . وأن بقيت محل جدل وإنقسام بين طائفة من الناس تنادي بالعادات والتقاليد ، وأخرى تجد أن لا واقع ولا شفافية في عالمنا العربي والدليل أن كل موسم من أي برنامج واقعي ترافقه فضائح وإعترافات مع نهاية كل موسم . و كانت quot;ال بي سيquot; قادرة لفترة أن تبظبط الأمور ، لكن يبدو أن زمامها فلت من يدها في هذا الموسم من برنامج quot;قسمة ونصيبquot;. فقررت الإدارة أنquot;تتغدىquot; بالمشاركينquot; قبل ان quot;يتعشوا quot; بها بعد خروجهم. فبعدما طلبت ملاك من شقيقتها أن تتصل بإذاعة quot;موزاييك أف أم quot; التونسية وتطلب منهم ان يثيروا موضوع تعرضها للظلم داخل quot;اللوفتquot; قررت الإدارة أن ترد الصاع صاعين لملاك ، حيث عرض تقريرا يتكلم به عبد المغيث ويقسم بأن ملاك في بداية البرنامج طلبت منه أن quot;يلعب معها الدورquot; أي أن يتظاهرا انهم وقعا في الغرام وأن quot;القسمة والنصيبquot; فعلت فعلها . في حين أن الهدف هو الفوز بquot;الغنيمةquot; المرصودة للثنائي الذي سيتزوج في البرنامج. ويأتي عرض quot;ال بي سيquot; للتقرير الذي يظهر فيه عبد المغيث يتحدث ويقسم بذلك لزملائه ليس من باب الشفافية او الواقع كما قد تدعي القناة . بل هو لهدفيين الأول الإساءة لملاك التي قالت أنها تتعرض للظلم في quot;اللوفتquot; مع العلم أنها quot;الرأس المدبرquot; للمكائد والمؤامرات داخله. وبنفس الوقت تريد quot;ال .بي .سيquot; أن تؤكد لجمهورها أنها لديها مصداقية وشفافية . وحتى تبعد الإداناة عنها وخصوصا عندما قالت السيدة ريموندا أنها ستقول كل شيء في اخر حلقة من البرنامج . فعرضت مشهد ملاك وهي تطلب من شقيقتها ان تتصل بصديق لها في إذاعة quot;موزارييك أف أمquot; وهي الإذاعة الأشهر في تونس لترد عليها quot;ال بي سيquot; وعلى لسان رزان مغربي أن لاأحد يظلم في quot;اللوفتquot;. مع التلويح لها بإتفاقها مع عبد المغيث لإقتسام الجائزة. في حين أن ملاك قامت بالهجوم على عبد المغيث تتهمه أنه أراد أن يدخل على الخط بينها وبين مهدي وانه كاذب. وإن كانت ملاك لم تدخل مع عبد المغيث في quot;اللعبةquot;إلا ان المبالغة في ردة فعل مهدي لإيهام المشاهدين أنه يعيش مع ملاك قصة حب quot;منذ الطفولةquot; تؤكد أنه يعيش الدور من أجل الجائزة فقط . وظهر ذلك واضحا عندما وجد مبررا لملاك عندما تكلمت عن السيدة quot;رقيةquot; والدته أنها quot;تحشر quot;نفسها بكل شيء معتبرا أن ملاك تريد أمه أن تكون فوق quot;الصغائرquot;.

من جهة أخرى تحاول ملاك اللعب على quot; وتر الوطنيةquot; وانها ابنة تونس الوفية في حين أن رابعة ابنة quot;بلادهاquot; خائنة تتضامن مع quot;الكانتون المغربيquot; ضدها. لتضمن تصويت quot;التوانسة quot; لها . حيث عمل مجموعة على الفايس بوك بعنوان quot;نطالب بسحب الجنسية من الخائنة رابعةquot;

بينما حاولت رابعة التحقير من شأن الريف التونسي حيث عرض تقرير تقول فيه رابعة أن ملاك نسيت من تكون ومن هم اهلها وانها من ريف تونس وريف تونس يعني فضحية . وكأن البرنامج تحولquot;للعصبيات القبليةquot; وكانت لفتة رائعة من الإعلامية ريما نجيم التي انتقدت هذا الموضوع .

وفيما يحاول كل ثنائي أن يفوزبquot;الكعكةquot; واقتسامها مع شريكه تظهر تصرفات غير لائقة بين المشتركين فالأردنية فاطمة إعترفت أن لديها أكثر من حبيب خارج quot;اللوفت quot; في وقت تناولها حسين من سوريا بالسوء وقال انها quot;كل يوم من شاب لشابquot; الأمر الذي آثار غضب فاطمة وتذكيره أن من يتعرض quot;لعرض الناس هو الآخر لديه عرضquot; ثم إعترفت بوجود حبيب لها وأشارت إليه حيث كان حاضرا بين الجمهور.

بين محاولة كل quot;كوبيلquot; أن يفوز بquot;دولاراتquot; القسمة والنصيب تبقى واقعية تلفزيون الواقع غائبة عن البرنامج الذي يشبه بقية برامج quot;تصنع الواقعquot; على الشاشة حيث يبدو أن المشتركين قد اكتسبوا خبرة من مشاهدة البرامج السابقة وخصوصا quot;ستار أكاديميquot; وحفظوا أدواهم أو أدوار غيرهم عن ظهر قلب حيث أن مشتركي quot;القسمة والنصيبquot; نسوا أنهم ليسوا في برنامج للهواة وإكتشاف المواهب ، فنرى ملاك ومهدي يتحدثان عن جمهورهم الكبير الذي يحبهم خارج quot;اللوفتquot; كما كان يتحدث طلاب quot;ستارأكاديميquot; عن quot;جمهورهم الكبيرquot; الأمر الذي يثير تساؤلا عن هؤلاء المشتركين الذين ربما جاؤوا بحثا عن الشهرة وإقتسام quot;الغنيمةquot; ولو على حساب إنسانيتهم حيث يتم التلاعب بهما كدمى بشرية . و ليس صحيحا كما تردد رزان مغربي في نهاية كل quot;برايم quot; :نحن بنعمل اللي علينا والباقي قسمة نصيبquot; بل نحن ننفذ ما يطلب منا والباقي كله quot;كذب وفبركةquot; تحت شعار أكبر عرس تلفزيوني .. فهل ستدوم quot;افراح الواقع quot; عامرة في ديارنا أم تجد quot;ال بي سيquot; quot;تجارة quot; جديدة تستوردها مع نهاية البرنامج!.